تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بمشروع تطوير الرياضية، من خلال استضافتها العديد من الأحداث الرياضية العالمية الدولية في مختلف الألعاب الرياضية، تعزيزًا لممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في العديد من الرياضات إقليميًّا وعالميًّا من أجل مواكبة رؤية المملكة 2030، الأمر الذي جعلها محط أنظار العالم من خلال صناعة رياضة تنافسية على مستوى عالٍ، إضافة إلى تطوير كفاءة وجودة المنشآت والمرافق الرياضية.
وشهدت محافظة جدة في يوم 11 أبريل 2021، وضع حجر الأساس لبدء أعمال بناء حلبة جدة للفورمولا 1، التي ستستضيف سباق جائزة السعودية الكبرى خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل من عام 2021، على كورنيش محافظة جدة، وذلك بحضور الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
وتأتي هذه الاستضافة بعد سلسلة من النجاحات بمختلف الألعاب في استضافة الفعاليات العالمية، في ظل الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الرياضي من الحكومة الرشيدة، تعزيزًا لقيمة ومكانة المملكة إقليميًّا وعالميًّا، وقدرتها على استضافة هذه الأحداث العالمية الكبرى، لصناعة مجتمع حيوي بأعلى معايير جودة الحياة.
حلبة جدة
وتدور رحى العمل حاليًا لبناء الحلبة وفقًا لأفضل المعايير المعتمدة محليًا وعالميًا، حيث سيستخدم الحجر المحلي لبناء سطح المسار، كما ستكون مراحل البناء ضمن اعتبارات بيئية صحيحة، تهدف إلى الترويج لرسائل الاستدامة أثناء إقامة السباق، مثل المنتجات غير المعدنية، ومنتجات النفايات المستخدمة في إنشاء الطرق.
وتضمنت تفاصيل الحلبة الكشف عن موقعها الذي سيكون في كورنيش جدة المطل على البحر الأحمر، وبطول حلبه يمتد لـ 6,175 مترًا، وبطول السباق 308.750 كيلومترا، وهو ما سيجعلها ثاني أطول حلبة في تاريخ الفورمولا 1 بعد حلبة «سبا فرانكورشان» البلجيكية، كما تُعد حلبة جدة هي الأسرع في العالم باحتوائها على 27 منعطفًا، بمتوسط سرعة قد يصل إلى 250 كم/ساعة على الأقل، وبسرعة قصوى تصل إلى 322 كم/ساعة، بواقع 50 لفة.
ويشهد السباق الأسرع في العالم، تفعيل نظام قوة السحب «دي آر إس» حيث سيتمكن السائق من تفعيله بالضغط على زر في المقود، وعند تفعيله تفتح الصفيحة العليا من الجناح الخلفي، ليسهم تفعيله في زيادة سرعة السيارة في الطرق المستقيمة، مما يعزز فرص التجاوزات في السباق، ويستخدم في مناطق محددة فقط من كل حلبة.
ويُعد سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، الأول ضمن شراكة طويلة الأمد التي أبرمها الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، لتفتح الباب أمام استقبال فعالية رياضيّة دولية ضخمة تلتزم بها المملكة، وستتوّج عامًا مثيرًا لرياضة السيارات في المملكة العربية السعودية.
قبلة المواعيد الكبرى
واستطاعت المملكة إثبات قدرتها على تنظيم واستضافة كبرى الفعاليات العالمية بأعلى المعايير، وبدعم ومتابعة من الحكومة الرشيدة؛ حيث شهدت المسابقات الرياضية خلال الفترة الماضية نقله نوعيه كبيرة باستضافة وزارة الرياضة مؤخرًا، لعدد من الأحداث الرياضية العالمية الدولية في مختلف الألعاب الرياضية.
وكان من أبرز المواعيد الكبرى التي احتضنتها المملكة، سباقات فورمولا إي 2018- 2021 بالدرعية، وبطولة كأس الدرعية للتنس 2019، وكأس العالم للأندية لكرة اليد «سوبر جلوب» 2019 بالدمام، والجولة الأولى الافتتاحية لبطولة العالم «فورمولا 1» للزوارق السريعة 2019 بالدمام.
واحتضنت المملكة كأس السوبر الإسباني 2020 بجدة، والبطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف -إحدى الجولات الأوروبية لمحترفي الجولف- 2020 بجدة، والبطولة السعودية الدولية للجولف للسيدات 2020 بجدة، ورالي دكار 2020- 2022.
كما استضافت المملكة أول بطولة جولف في عام 2019، عقب توقيع الاتحاد السعودي للجولف مذكرة تفاهم في لندن مع بطولة الجولات الأوروبية لمحترفي الجولف، تنص على استضافة المملكة لمجموعة من البطولات العالمية، ومنها «بطولة السعودية للجولف»، التي أثبتت حضورها وقيمتها في عالم الجولف بنسخها الثلاث، حيث تُعد واحده من أهم البطولات العالمية في الجولة الأوروبية بعد البطولة المفتوحة، بقيمة جوائز نقدية بلغت 3.5 ملايين دولار.
فورمولا إي
فيما يأتي سباق فورمولا إي الحدث الأبرز في العالم الذي أقيم خلال فترة الليل ولأوّل مرة في تاريخ سباقات فورمولا إي، الأمر الذي يعد مؤشرًا كبيرًا في النقلة النوعية التي شهدتها الرياضة السعودية وأظهرت اهتمام المملكة الكبير بالاستدامة البيئية والطاقة النظيفة والتطلّع نحو المستقبل من خلال إضاءة حلبة فورمولا إي في الدرعية بتقنية LED بالكامل، كما يعكس دمج التكنولوجيا الحديثة بالتراث الغني للمملكة من خلال إقامة السباق في الدرعية لإظهار إرثها الثقافي والتاريخي.
اقرأ أيضًا: