توقّعت دراسة فنية حديثة، أن يكون للسينما السعودية مستقبلًا مزدهرًا، في ظل التوجهات الجديدة لإعادة دور العرض، وافتتاح الصالات لمختلف الأفلام العربية والعالمية، وانعكاسًا حقيقيًّا لما توقعته الدراسة، جاء «موسم الشرقية» ليؤكد أن صناعة السينما السعودية تسير في الطريق الصحيح، وأن جمهورها سيزيد مع مرور الوقت، خاصة بعد حسم الإجراءات المتعلقة بكيفية وآلية العرض والتنظيم لدور السينما في المملكة.
وأجمع عدد من الفنانين السعوديين وصنّاع الأفلام في المملكة ودول الخليج على أهمية «موسم الشرقية» كحدث سياحي يصنع ثراءً معرفيًّا وتنوعًا ثقافيًّا مهمًّا، فضلًا عن كونه عنصر جذب جماهيري لمهرجان «أفلام سعودية» في نسخته الخامسة التي نظمتها «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون»، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» في الظهران.
ويؤكد «موسم الشرقية» أن صناعة السينما السعودية تسير في الطريق الصحيح، وهي حاضرة وقائمة فعلًا، وأن جمهورها سيزيد مع مرور الوقت، خاصة بعد حسم الإجراءات المتعلقة بكيفية وآلية العرض والتنظيم لدور السينما في المملكة.
وتوقّعت دراسات حديثة، أن يكون للسينما السعودية مستقبلًا مزدهرًا، في ظل التوجهات الجديدة، التي من شأنها إعادة دور العرض السينمائي، وافتتاح الصالات السينمائية لمختلف الأفلام العربية والعالمية، وبمناسبة «مهرجان أفلام سعودية» الذي انطلق، الخميس 21 مارس، ويستمرّ حتى الـ27 من الشهر ذاته، ضمن فعاليات «موسم الشرقية»، أشار عدد من المشاركين في المهرجان إلى أهمية توفير الدعم المادي للوصول لصناعة حقيقة للأفلام السعودية، وتشجيع الطاقات الشبابية والوقوف معها والأخذ بيدها نحو الاستمرارية والتطور، للوصول إلى المنصات العالمية والقدرة على المنافسة.
وفي هذا السياق، قال الفنان ابراهيم الحساوي: «الأفلام السعودية فازت بجوائز عالمية قبل مبادرة افتتاح صالات عرض السينما، ورغم قلة الإمكانيات في هذه الصناعة، استطاع الفيلم السعودي –وبجدارة- أن ينافس كثيرًا من الأفلام.. نحن لا نقارن بالدول التي سبقتنا بمئات السنين في صناعة الأفلام، إلا أننا متأملين كل خير في الفترة المقبلة».
وأضاف الحساوي: إن تنظيم مهرجان (أفلام سعودية) بالتزامن مع، موسم الشرقية، سيسهم في اتساع رقعتها جماهيريًا ويقدم للجمهور خيارات متعددة ومتنوعة للتفاعل مع هذه الفعاليات، مؤكدًا أن السينما تعد عنصر جذب سياحي وتثقيفي وترفيهي، وهو ما يُفسر الفرحة العارمة والاقبال الكبير الذي شهدته صالات عرض السينما منذ افتتحاها بالمملكة، حيث بات للجمهور السعودي خيارات بأن يشاهد فيلم سعودي أو أجبني؛ لكن الأهم أن ينافس الفيلم السعودي الفيلم الاجنبي.
وذكر الحساوي، أن الفيلم السعودي يستطيع أن ينافس إذا توفر لديه عنصرين هامين هما المحتوى والصناعة، وتابع قائلًا: «حتى الآن لا يوجد نجوم شباك لدينا، بيد أن هناك ممثلين شباب سعوديين مجتهدين والنصوص متوفرة إلا أننا نحتاج إلى دعم مالي كبير جدًا، خاصة أن انتاج الفيلم الروائي الواحد يكلف ملايين الدولارات.
في السياق ذاته، قال المخرج عبدالخالق الغانم: لا نزال في النطاق المحلي، وإن السينما لدينا وليدة، والمشوار لا يزال أمامنا طويلًا؛ لكي نصل إلى العالمية، وأن الأمر لازال يقتصر على الشباب الهواة، الذين يبادرون بتقديم أعمالهم ويبرزون طاقاتهم الفنية، ومثل هذه المهرجانات تتوج بطاقات شبابية يمكن الاعتماد عليها.
وشدد الغانم، على أهمية تزامن «مهرجان أفلام السعودية» مع «موسم الشرقية»، باعتباره من أهم المهرجانات السياحية التي تدعم التنشيط السياحي، ويتضمن مجالات متعددة منها، الثقافة والفن والسينما والمسرح والموسيقي، لافتًا إلى أن صناعة السينما تحتاج إلى وقت، ولكن الخطوات الأولى مبشرة بالخير، كما أن توفر الكادر الفني المدّرب عبر الاكاديميات الفنية والمعاهد المتخصصة هو ما نحتاجه لصناعة السينما السعودية.
من جهته، أوضح السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله آل علي، أن التجربة السينمائية السعودية ثرية ولم تبدأ من اليوم، وهناك أسماء سعودية كثيرة في هذا المجال، استطاعت الوصول إلى المنصات العالمية. مشيرًا إلى أهمية مثل هذه المهرجانات في دفع صناعة السينما بشكل كبير نحو التطور والمنافسة على مختلف المستويات الإقليمية والعالمية.
وتوقّع آل عليّ، أن يكون للسينما السعودية أثرًا كبيرًا في المستقبل وتطورًا ملحوظًا؛ بفضل الإجراءات التنظيمية الجديدة بالسماح لصالات عرض السينما في المملكة والاستحقاقات التي تنظم وتروج للمنتج السعودي، فتساعد جميعها السينمائيين السعوديين بأن يصلوا للجمهور المحلي والخارجي بمنتج جيد ذو جودة عالية، مشددًا على أهمية التريث والعمل باحتراف وبجد واجتهاد، وعدم القفز على المراحل لتحقيق الأهداف المرجوة.
في ذات الإطار، أوضحت المخرجة السينمائية السعودية هند الفهاد، أن المهرجان يُقدم الافضل في كل سنة، كما أن تزامنه مع «موسم الشرقية» عزز الحضور واتساع الرقعة الجماهيرية والتنوع الثقافي للبرامج التي تقدم فيه، معتبرة أن «موسم الشرقية» فرصة سانحة للجمهور للتعرف على الأفلام السعودية والفنانين والتطورات التي طرأت على السينما ومستقبلها الواعد في المملكة. مؤكدةً أن أكبر عقبة تواجه المنتج السينمائي السعودي تدور حول الإنتاج والتمويل.
وأشادت الفنانة سناء بكر يونس، بتنظيم المهرجان، تزامنًا مع «موسم الشرقية» ففي نسخته الأولى، مما يسهم في تعريف الجمهور بالسينما وتشجيع المواهب والطاقات الشبابية السعودية على الإبداع ودعم برامج «جودة الحياة 2020»، ورؤية المملكة 2030، لافتة إلى أن المنطقة الشرقية غنية بكوادرها وطاقاتها من الشباب، وأن التجارب الحالية في السعودية تعتمد غالبًا على التمويل الذاتي، ولذلك فإن الإنتاج السينمائي السعودي يحتاج إلى مزيد من الدعم المالي والمعنوي لتحقيق الرؤى والتطلعات الفنية العريضة لعشاق هذا الفن الجميل.
وبدأ الفن السابع في السعودية، في بدايته الأولى مع دور شركة أرامكو السعودية في توفير قاعات عرض للأفلام الغربية في الأحواش، وكذلك سيرة المنتج السعودي الراحل فؤاد جمجوم صاحب أول دار عرض بالمملكة، وشارك في إنتاج عديد من الأفلام المصرية واللبنانية. كما كانت بدايات توطين الإنتاج السينمائي السعودي، على يد الفنان حسن غانم وفيلم «الذباب» كأولى خطوات الإنتاج المحلي. واستمرت المسيرة مع المخرج السعودي عبدالله المحيسن والفيلم الشهير «اغتيال مدينة» الذي حاز العديد من الجوائز في عصره.
وشهدت السينما السعودية، إنتاج الفيلم الإسلامي والتي امتدت لعدة سنوات داخل المملكة، حتى جاء العصر الذهبي للسينما السعودية، وانطلاق مرحلة المهرجانات السينمائية، واقتحام الفنانين السعوديين السينما العالمية في هوليوود، وبوليوود على أيدي عديد من المخرجين والممثلين والمنتجين مثل الفنان الراحل خليل الرواف، والمنتج محمد التركي.
ويتوقع أن تشهد السينما السعودية نموًّا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، في ظل ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (حفظه الله) وفقًا لرؤية المملكة 2030 وبرنامج جودة الحياة 2020، بالإضافة إلى إعلان سموه الكريم إطلاق عديد من المشاريع الترفيهية الكبرى، مثل مشروع (القدية) ومدينة (نيوم) والتي ستدعم هذا الاتجاه، فضلًا عن الإقبال الكبير للمواهب السعودية الواعدة على الفن السابع عبر (الإنترنت) واشتهار عديد من الفنانين السعوديين الشباب على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.