صراع الجنرالات والدبلوماسية يشتعل في إيران.. وظريف أول ضحاياه

صراع الجنرالات والدبلوماسية يشتعل في إيران.. وظريف أول ضحاياه

الخلافات في أوساط السلطة أصبحت على أشدها

قالت صحيفة نويه تسوريش تسايتونج السويسرية، إن الخلافات في أوساط السلطة في طهران أصبحت على أشدها، مشيرة إلى أن الفريقين الأساسيين المتصارعين ينقسمان إلى متشددين وعسكريين ينتمون إلى الحرس الثوري من ناحية، وإصلاحيين وغالبيتهم من الدبلوماسيين من ناحية أخرى. 

ففي تسريب صوتي، اشتكى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من أن الحرس الثوري بقيادة الجنرال الراحل قاسم سليماني أحبط المفاوضات النووية واتبع سياسته الخارجية الاستفزازية في سوريا.  

وأكدت الصحيفة السويسرية أن المتشددين يسارعون الخطى لضرب مفاوضات البرنامج النووي مع الأوروبيين وإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لأجل اقتناص الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع انعقادها الشهر المقبل. 

وتعود محاولات الجنرالات والمتشددين ممن يتزعمون سياسة تصدير الثورة كأداة لاختراق دول المنطقة والسيطرة عليها من ناحية، للاستئثار بالحكم في طهران على حساب دعاة السياسة والدبلوماسية إلى سنة قيام جمهورية الملالي في إيران في العام ١٩٧٩م. 

على سبيل المثال كان عمر الجمهورية الوليدة أقل من عام عندما احتل رجل الدين الراديكالي محمد منتظري صالة المغادرة بمطار طهران مع مئات من أنصاره الشباب في ديسمبر 1979م، من خلال هذا العمل يريد إجبار الحكومة الإيرانية على السماح لهم بالمغادرة إلى لبنان حتى يتمكنوا من محاربة الإمبريالية انطلاقا من هناك، أعلن الرجل البالغ من العمر 34 عامًا آنذاك أنه سينتقل إلى جنوب لبنان مع 17000 متطوع للانضمام إلى جبهة التحرير الفلسطينية لتحرير أراضيهم، "سننتصر أو نموت ونحن نناضل من أجل القضية النبيلة".

وقد اتهم منتظري بشراسة وزارة الخارجية بعرقلة قتالهم دعمًا للأشقاء الفلسطينيين. 

ولا يزال الصراع بين تصدير الثورة ومصالح الدبلوماسية قائمًا -حتى يومنا هذا-، كما يُظهر وزير الخارجية الحالي جواد ظريف، الأمر الذي تسبب في مناقشات ساخنة في إيران منذ أسابيع. ففي تسريب صوتي مسرب، اشتكى ظريف من أن الحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني، الذي قتلته الولايات المتحدة في يناير 2020، انتهج سياسة خارجية موازية في سوريا ودول أخرى تتعارض مع مسار وزارته.

لقد استخدم سليماني شركة الطيران المدني الإيرانية ودون علم ظريف لنقل الإمدادات العسكرية إلى سوريا، كما سافر قائد سرايا القدس إلى روسيا في عام 2015 لمنع إبرام الاتفاق النووي، وبدلاً من المصالح الدبلوماسية، أعطى سليماني الأولوية لمصالح الحرس الثوري ومنطق ساحة المعركة، حسبما اشتكى ظريف في التسجيل الصوتي المسرب.

المقابلة، التي كانت في الواقع مخصصة للاستخدام الداخلي ولكن تم اختراقها وإذاعتها من قبل محطة إذاعية في المنفى، تثير التساؤل حول ما إذا كانت وزارة الخارجية أو الحرس الثوري هم من يحددون المسار في إيران.

كان معروفًا منذ فترة طويلة أن علاقة ظريف بسليماني لم تكن خالية من التوتر، أصبح الصراع مرئيًا للجميع عندما لم تتم دعوة وزير الخارجية إلى حفل استقبال تم إعداده للدكتاتور السوري بشار الأسد في فبراير 2019 أثناء زيارة لطهران، قدم ظريف استقالته بمرارة، لكن الرئيس حسن روحاني رفضها، وأعرب خامنئي وسليماني عن دعمهما لكن الصراع ظل قائمًا.

 في إيران، تعرض ظريف لهجوم حاد بسبب انتقاداته لـ "الفقيد" سليماني التي أصبحت علنية الآن، يرى كثيرون أيضًا أن المقابلة دليل على أن وزير الخارجية هو مجرد دمية لا حول لها في يد الحرس الثوري الذي يمسك بالخيوط في الخلفية، لقد اكتسب الحرس نفوذاً بلا شك في شبكة السلطة في الجمهورية الإيرانية، لكن تُظهر حقيقة فشل سليماني في منع الاتفاق النووي لعام 2015 أن الجيش ليس قويًا بالكامل.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa