بينما لم يتبقَ على إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية سوى 10 أشهر، تطارد الفضائح سواء الجنسية أم السياسية، المرشحين المحتملين للرئاسة، والتي قد تطيح بأحدهم من السباق مبكرًا، خاصة جو بايدن نائب الرئيس السابق، والرئيس الحالي دونالد ترامب، فضلًا عن أندرو يانغ الذي يسعى لكسب تأييد الحزب الديمقراطي من أجل ترشحه للرئاسة.
ككرة ثلج سقطت من أعلى، تلاحق «جو بايدن»، المنافس الأوفر حظًّا أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرقم الصعب في معادلة الانتخابات الرئاسية المقبلة، اتهامات متعددة بالتحرش الجنسي، خلال تجمعات سياسية سابقة بعضها يعود إلى عام 2009، عندما كان يتولى منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما.
الفضائح الجنسية تطارد جو بايدن المرشح الأبرز في انتخابات الرئاسة الأمريكية
ففي أكتوبر 2019م، اتهمت «إيمي لابوس» التي كانت تعمل مساعدة سابقة لعضو مجلس النواب الأمريكي، جيم هايمز، من ولاية كونيتيكت الأمريكية، «بايدن» أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية بأنه لمسها بشكل غير لائق، خلال حملة سياسية لجمع التبرعات عام 2009.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن «لابوس» قولها إنها التقت بايدن أحد أهم مرشحي الرئاسة الأمريكية في انتخابات 2020م، خلال تجمع انتخابي في بلدة غرينتش، وحاول لمسها بشكل غير لائق، ومسح أنفه بأنفها.
وأضافت: «لم تكن واقعة جنسية إلى حد ما، ولكني لم أشعر بالراحة من حركاته، لقد جذبني من رأسي، ثم وضع يده حول عنقي، وجذبني نحوه كما لو كان سيقلبني من فمي، وفوجئت به يمسح أنفه في أنفي، لم أشعر بالراحة مطلقًا من حركاته تلك».
وتابعت السيدة التي تبلغ من العمر 43 عامًا: «لم أشعر بالارتياح من محاولات بايدن المستمرة من التقرب مني خلال تلك الجولة، حتى أنه دخل ورائي المطبخ، وفعل حركته الغريبة تلك»، غير أنها لم تتقدم بأي شكوى؛ لأن بايدن كان نائب الرئيس الأمريكي ولذلك لا أحد سيسمعها، على حد تعبيرها.
لكن جو بايدن المرشح الأهم ضمن مرشحي الرئاسة الأمريكية نفى هذه المزاعم في بيان له قائلًا: «خلال سنواتي الكثيرة في الحملة الانتخابية وفي الحياة العامة، بادرت بعدد لا يحصى من المصافحات والمعانقات ومظاهر المحبة والدعم والمواساة ولم يحدث قط ولا مرة واحدة أن تصرفت بطريقة غير لائقة. وإذا كان هناك ما يشير إلى أنني فعلت فسأنصت بكل احترام. لكن هذه لم تكن نيّتي قط».
ورغم تأكيده إلا أن قبل أشهر عدة من الإعلان عن واقعة التحرش بـ«إيمي لابوس»، رفعت لوسي فلوريز، مُشرّعة بولاية نيفادا الأمريكية دعوى قضائية ضد بايدن تتحدث عن احتضانه للنساء في حملاته السابقة وأثناء وجوده في البيت الأبيض إبان حكم أوباما.
ورفعت لوسي دعوتها في مارس 2019م تتهم بايدن بأنه احتضنها رغمًا عنها في 2014، لكن مكتب المرشح المنافس الأبرز في انتخابات الرئاسة الأمريكية نفى هذه الدعوى، موضحًا أن بايدن طوال مسيرته صافح وعانق وربت على كتف الكثيرين، من أجل الدعم والطمأنة لا أكثر.
غزو العراق نقطة سوداء في ملف جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020
الفضائح الجنسية ليست وحدها التي تطارد «جو بايدن»، لكن أيضًا موافقته على غزو العراق باتت نقطة سوداء في ملفه أمام الناخبين الأمريكيين الذي لا يريدون فَقْدَ أبنائهم في حروب جديدة في الشرق الأوسط، وتلقى خلال مناظرته، الخميس الماضي، في ولاية أيوا اللوم حول موافقته على هذا الغزو.
لكن « بايدن» حاول تبرير موقفه في 15 يوليو 2019 م، موضحًا أن تأييده غزو العراق كان لوثوقه فقط في جورج بوش، الرئيس الأمريكي آنذاك، مشيرًا إلى أنه رأى في عين بوش صدقًا في كونه يريد غزو العراق من أجل الأسلحة النووية، وفقًا لكلام المفتشين الدوليين.
غير أن حجة بايدن لا تبدو مقبولة، خاصةً أنه قد كان تجاوز عمره 60 عامًا في 2002، وخدم في الكونجرس 5 ولايات، وكان في 2002 رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية، كما أنه قال قبل غزو العراق بعام واحد: إن الولايات المتحدة ستكون في مأزق خطير إذا استمر صدام حسين لخمس سنوات أخرى.
فضيحة جنسية تطارد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020
على غرار «جو بايدن»، تلاحق ترامب عدد من الفضائح السياسية أو الجنسية التي قد تهز مركزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع عقدها في مطلع نوفمبر 2020م، ومن أبرز الفضائح التي تلاحق غريم «بايدن» منذ الترشح لفترة ولايته الأولى علاقته بالممثلة الإباحية «ستورمى دانيالز».
ففي فبراير 2018م، هددت الممثلة الإباحية «ستورمى دانيالز»، التي يُعتقد أنها ارتبطت بدونالد ترامب عام 2006، بكشف معلومات للصحافة، معتبرة أن محامي الرئيس الأمريكي حررها من اتفاق لحفظ السرية بإعلانه دفع مبلغ لها.
فيما كشف المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي، أنه دفع 130 ألف دولار من أمواله الخاصة «لدانيالز» قبل فترة قصيرة من انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016م، غير أن مديرة أعمال الممثلة قالت «إن اتفاقًا بعدم كشف المعلومات قد تم خرقه».
في المقابل رفض مساعد ترامب ومستشاره الخاص مايكل كوهين شرح أسباب دفعه هذا المبلغ لدانيالز، فيما تهرب البيت الأبيض آنذاك من الرد على أسئلة حول مدى صحة المزاعم عن علاقة جنسية، وقال إن «القضية تم التعاطي معها خلال الحملة الانتخابية».
ترامب يتأثر بإجراءات محاكمته خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020
أما الفضيحة السياسية التي هزت أوساط السياسة العالمية ما زالت وقائعها جارية، وهي محاولات عزل ترامب المرشح بقوة للفوز بالمنصب الرئاسي لولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية، إذ وجّه الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون لترامب اتهامين: إساءة استخدام السلطة، بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع خصمه السياسي جو بايدن، وعرقلة عمل الكونغرس.
وأرسل الكونجرس الذي تقوده الديمقراطية نانسي بيلوسي لائحة الاتهام إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون والذي ينتمي إليهم ترامب، بهدف بدء إجراءات محاكمته، ورغم هذا لا يتوقع إدانة الرئيس والمرشح الأوفر حظًّا في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
لكن، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فإن الديمقراطيين يسعون لأن تكون إجراءات المساءلة التي سيبثها الإعلام حجر عثرة أمام حملة ترامب الانتخابية في وقت يسعى فيه بقوة لإعادة انتخابه لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020م.
مرشح يستغل التحرش بزوجته ليكسب تعاطف الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية
وعلى غير المعتاد، قبيل ساعات من إجراء المناظرة بين 6 من المتنافسين على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي في ولاية أيوا الأمريكية، الخميس الماضي، حاول المرشح الرئاسي آندرو يانغ استغلال واقعة تعرُّض زوجته للتحرش الجنسي على يد طبيب نسائي في عام2012م؛ لكسب تأييد الناخبين في الانتخابات التمهيدية.
وكشفت «إيفيلين يانغ» زوجة «يانغ» تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي تعرّضت له خلال زيارة طبيب نسائي عندما كانت حاملًا في شهرها السابع العام 2012، قائلة: «قال لي في آخر دقيقة كنوع من العذر، شيئًا عن أنني بحاجة إلى عملية قيصرية، بعدها مضى إلى إمساكي وجذبني نحوه ونزع ملابسي وفحصني داخليًّا دون ارتداء قفازات».
«إيفيلين» التي تبلغ من العمر 31 عامًا، أضافت في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «في البداية كنت أتساءل ما الذي يحدث هنا؟ لم يكن هناك أحد في الغرفة، علمت أن هناك أمرًا ما، علمت أنني أتعرض للاعتداء، تخيلت نفسي أنني شخص يمكن أن يقوم برمي كرسي عليه مثلًا والصراخ لكن هذا ليس ما حدث، كنت مضطربة وفهمت ما الذي يحصل وتجمدت نوعًا ما مثل غزال أمام مصابيح سيارة».
ولم تخبر إيفلين زوجها يانغ أو أي شخص آخر بما حدث، وفقًا لـ«سي إن إن»، فيما قال يانغ في بيان له قبل ساعات من المناظرة: «عندما يصرّح ضحايا الاعتداء الجنسي، فإنهم يستحقون ثقتنا، ودعمنا وحمايتنا»، مضيفًا، "آمل أن تمنح قصة إيفلين القوة للواتي عانَيْن، وترسل رسالة واضحة مفادها أن على مؤسساتنا فعل المزيد لحماية النساء والاستجابة لهن».
ويتنافس على الحصول على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي نحو 17 مرشحًا لخوض سباق الانتخابات الأمريكية 2020م، من أبرزهم: «جو بايدن، والملياردير مايكل بلومبرج وبيرني ساندرز، وإليزابيث وارن، وبيت بوتيجيج».
اقرأ أيضًا: