أذربيجان وأرمينيا.. نزاع مسلح على التاريخ والهوية.. والتدخل التركي يُعقد الموقف

وفقًا لصحيفة أمريكية..
أذربيجان وأرمينيا.. نزاع مسلح على التاريخ والهوية.. والتدخل التركي يُعقد الموقف

شهدت الساعات الأخيرة مناوشات مسلحة بين أرمينيا وأذربيجان، في المنطقة المتنازع عليها بين الطرفين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما قالت صحيفة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية إنه صراع على «التاريخ والهوية».

وأوضحت الصحيفة، في تقرير (ترجمته عاجل)، أن الاشتباكات الأخيرة تدور حول إقليم ناجورنو كاراباخ الانفصالي المتنازع عليه، وهو إقليم معترف بكونه جزءًا من أذربيجان، لكن تسكنه أغلبية إثنية أرمينية، تسعى إلى التوحد تحت سيادة أرمينيا.

وقالت إن الصراع «يتخطى مجرد كونه خلاف على سيادة الأراضي. لكنه صدام قديم الأزل بشأن التاريخ والهوية بين بلدين خسرتا بشكل فادح على يد الأخرى؛ حيث قُتل أكثر من 20 ألف شخص ونزح أكثر من مليون آخرين».
وأضافت، أنه من غير الواضح من أطلق الرصاصات الأولى في الاشتباكات الأخيرة، لكنها حذرت من خطورة الموقف بالنظر إلى تورط البلدين في معارك بالمدفعية والدروع ومعارك جوية؛ حيث يمتلك الطرفان طائرات طويلة المدى وأنظمة صواريخ دفاعية، لها القدرة على إصابة عواصم البلدين.

تدخل تركيا يشعل الموقف

أدانت الصحيفة تدخل تركيا في الأزمة وهو تدخل زاد من سوء الموقف، وأرجعت موقف أنقرة إلى كون أذربيجان حليفتها وشريكها الوثيق، كما أن حدود تركيا الشرقية مع أرمينيا تمنح حليفتها أذربيجان وسيلة سهلة لممارسة الضغط على خصمهما المشترك.

كما لفتت الصحيفة إلى تاريخ طويل من الغضب والكراهية تكنه تركيا إلى جارتها أرمينيا؛ بسبب ادعاء الأخيرة بأن «الإمبراطورية العثمانية ارتكبت إبادة جماعية بحق شعبها خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، بين عامي 1914-1923»، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به إلى الآن.

وتابعت الصحيفة، إن هذا التاريخ لا يتناسب بسهولة مع سياسات الهوية القومية للرئيس رجب طيب أردوغان، التي تهدف إلى تقديم تركيا كقوة أخلاقية في المنطقة.

وحذرت الصحيفة من خطورة التدخل التركي، وقالت: إنه بالنظر إلى ميل أردوغان المتزايد للتصعيد العسكري في مناطق الصراع من سوريا إلى ليبيا إلى شرق البحر المتوسط، فمن المحتمل أنه سيسعى لتأمين نتيجة تصب بالكامل لصالح أذربيجان وتضر بأرمينيا.

وأشارت إلى تقارير موثوقة تؤكد إرسال أنقرة لطائرات مسلحة بدون طيار تعمل ضد القوات الأرمينية، كما حذر أردوغان، الأحد، من أن «بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائها في أذربيجان كما فعلت دائمًا».

ورغم الدعوات الدولية المتكررة لاحتواء الموقف وإبرام هدنة، فإن الصحيفة قالت إن الخوف الأكبر الآن هو أن «تشعر أذربيجان وتركيا بأن لديهما زمام المبادرة لإضفاء الطابع الرسمي على الوضع الجديد القائم على الأرض، من خلال العمل العسكري المستمر. الضغط الدولي سيكون حاسمًا إذا أردنا استعادة السلام».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa