رئاسة الحرمين تنتصر على كورونا بـ«صفر» إصابات.. و«السديس»: جاهزون لاستقبال القاصدين

رئاسة الحرمين تنتصر على كورونا بـ«صفر» إصابات.. و«السديس»: جاهزون لاستقبال القاصدين
تم النشر في

لم تتأخر القيادة السعودية لحظة واحدة في التعامل مع  جائحة كورونا التي ضربت العالم نهاية عام ٢٠١٩؛ واستمرت ارتدادتها حتى الربع الأخير من ٢٠٢١، حيث واجهت الدولة وباء كورونا بلا هوادة ولا ارتخاء من خلال الالتزام الكامل بالبرتوكولات الصحية العالمية، واتخاذ الإجراءات الوقائية.

واستشعرت الدولة في وقت مبكر جدًّا ضرورة الحفاظ على صحة  قاصدي وزائري الحرمين الشريفين كون الحفاظ على النفس البشرية هو أساس الدين الإسلامي  إلى جانب ضمان أداء الحجاج والمعتمرين مناسكهم وفق الإجراءات الصحية خلال جائحة كورونا.

- حزم من المبادرات لضمان الوقاية:

حيث تحولت منظومة رئاسة الحرمين إلى خلية نحل، وأطلقت حزمًا من المبادرات والإجراءات الوقائية التي ساعدت بامتياز في تطبيق الاحترازات منذ بداية ظهور الفيروس.

ـ صفرية الإصابات في الحرمين:

وكرست القيادة الرشيدة جهودها للحفاظ على الحرمين الشريفين وقاصديهم  طوال فترة جائحة كورونا ما أدى إلى صفرية الإصابة بالفيروس منذ أول يوم تم إطلاق الإجراءات الاحترازية (عام ٢٠١٩) إلى إعلان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن  السديس، يوم أمس الجمعةً، أن الرئاسة العامة جاهزة لاستقبال المعتمرين والمصلين والزائرين بالحرمين الشريفين بكامل الطاقة الاستيعابية، بعد صدور الموافقة الكريمة على تخفيف الإجراءات الاحترازية الصحية ابتداء من يوم غد الأحد.

إضافة إلى تسخير كافة إمكانياتنها وخدماتها  للمحافظة على سلامة قاصدي وزوار الحرمين الشريفين، وتسهيل مناسكهم وعدم التراخي والتساهل والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة التباعد الجسدي وعدم التجمعات، وارتداء الكمامات والالتزام بالتعقيم، والإسراع في أخذ اللقاحات واتخاذ كل ما يمكن من وسائل وتقنيات حديثة مُتَّخَذَة لسلامة قاصدي الحرمين والعاملين بهما.

ـ رفع كامل الطاقة الاستيعابية:

 وكون أن الرئاسة اتخذت سلسلة من الإجراءات الوقائية منذ بداية الجائحة للحفاظ  على سلامة رواد الحرمين الشريفين؛ فان رفع مستوى الإجراءات الاحترازية للتعامل مع عودة الطاقة الاستيعابية كاملة؛ سيكون الدافع الأكبر لتعزيز عمل منظومة الرئاسة بأقصى طاقاتها لتيسير أداء قاصدي الحرمين للنسك من خلال الإدارات الخدمية والتشغليةً بجودة وإتقان في منظومة العمل الميداني.

ـ  حراك متواصل منذ بدء الجائحة:

وعمدت رئاسة الحرمين منذ بداية الجائحة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات التنفيذية للحفاظ على المسجد الحرام من خلال غسل الأرضيات الخالية من السجاد أربع مرات يومياً لضمان سلامة قاصديه، ويتم رفع 13500 سجادة يومياً من الأماكن المخصصة للصلاة، وغسل الأماكن وتعقيمها، واستخدمت العمال وعشرات الآليات وأجهزة التعقيم خلال وردياتهم التي تغطي اليوم على مدار 24 ساعة.

واستخدمت عمليات التطهير 60 ألف لتر من المطهرات يومياً، صديقة للبيئة، إلى جانب استخدام أكثر 1200 لتر من المعطرات، وقرابة 600 معدّة، فيما يستخدم 900 لتر معقم أيادٍ يومياً بمعدل 300 لتر لكل وردية، تعبأ في 300 جهاز معقم آلي للأيادي، وتستخدم نحو 3500 لتر من المعقمات يومياً للأسطح والسجاد.

- تكثيف التعقيم خلال إغلاق الحرم:

وفي مرحلة ما بعد قرار إغلاق المسجد الحرام بالكامل تم فتح ثلاثة أبواب فقط وهي: باب الملك فهد، وباب إسماعيل، وباب الصفا، وهذه الأبواب الثلاثة يدخل منها أئمة الحرم والموظفون ورجال الأمن والعاملون فقط بعد خضوعهم للإجراءات الصحية.

- غسل المطاف لضمان القضاء على الفيروسات:

أما أثناء الجائحة فقد كثفت الرئاسة غسل وتعقيم صحن المطاف ومداخله 3 مرات ما بين صلاة العشاء والفجر بطريقة مركزة، لضمان القضاء على جميع الفيروسات والمكروبات المنتشرة على الأرض وأسطح الأدوات المستخدمة داخل صحن المطاف.

- مبادرة احتراز واعتزاز، مبادرة تطهير وتدبير

 وأطلق  الشيخ  عبدالرحمن  السديس عدة مبادرات في  تلك  الأثناء، من ضمنها  مبادرة  تعقيم وتعظيم، مبادرة احتراز واعتزاز، مبادرة تطهير وتدبير.

وخلال شهر رمضان المبارك 1441هـ: ركزت الرئاسة على التعقيم والتطهير مع استمرار تعليق حضور المصلين، حيث برزت مهام التطهير والتعقيم على مدار اليوم بوجود ٣٥٠٠ عامل يقومون بغسل المسجد الحرام ٦ غسلات يوميًّا، بالإضافة لتوزيع عبوات زمزم.

- معًا محترزون .. ب ٣٥٠٠ عامل:

واستمرت الرئاسة في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية حتى مطلع شهر ذي الحجة لعام 1441هـ حيث أطلقت رئاسة الحرمين خطتها تحت شعار «معًا محترزون.. جميعًا حذرون»، و«بسلام آمنين»، ورفعت عمليات التعقيم والتطهير لتصل إلى عشر مرات في اليوم، مجندة (3500) عامل، كما تم رفع عمليات غسيل الحرم لـ(١٠) مرات يومياً يتم خلالها غسل المسجد الحرام، وصحن المطاف، والساحات الخارجية، من خلال  استخدام أجود أنواع المطهرات وأفضل المعقمات والمعطرات الصديقة للبيئة والتي تم جلبها خصيصاً للمسجد الحرام، بحيث يتم استخدام ما يقارب (٥٤٠٠٠) لتر يومياً من المطهرات أثناء الغسيل.

- زمن التقنية.. روبوتات التعقيم:

وأطلقت  الرئاسة مواكبة للرؤية ٢٠٣٠ التقنية الذكية ىالروبوتات العاملة بالذكاء الاصطناعي الخاصة بالتعقيم ومكافحة الأوبئة وتوزيع ماء زمزم في المسجد الحرام، بالتزامن مع انطلاق خطة الرئاسة لاستقبال حجاج وضيوف بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج.

حيث أوضح الشيخ عبدالرحمن السديس أن الرئاسة وضعت الأهداف التنفيذية  لمواكبة رؤية المملكة (2030)، وتسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن الروبوتات العاملة في المسجد الحرام تعمل بالذكاء الاصطناعي وفق خرائط مبرمجة عبر خرائط (جوجل ماب) وتغطي أنحاء المسجد الحرام كافة، وتقوم الروبوتات الخاصة بالتعقيم عبر ستة مستويات، ورش المعقمات الممزوجة بماء الورد على نطاق متر ونصف ويغطي الروبوت الواحد مساحة 600 متر من أرضية الحرم، وبكمية معقمات تربو عن 23.8 لتر، بواقع استهلاكي لترين في الساعة الواحدة، وإمكانية عملها لـ24 ساعة متواصلة إلى استخدام الروبوت التوجيهي.

 وشمر موظفي الرئاسة عن سواعدهم مع  استعدادات عودة المعتمرين المصلين في مراحلها الثلاث، حيث شهد المسجد الحرام مطلع ربيع الأول من عام 1442هـ عودة المصلين والمعتمرين مع جاهزية الإدارات الخدمية بالمسجد الحرام، وواصلت مهامها  لاستقبال المعتمرين والمصلين وعمليات التطهير عبر قرابة (4000) عامل وعاملة، مجهزين بأكثر من (470) آلة لتنظيف وتطهير المسجد الحرام.

- غسل المسجد الحرام ١٨٠٠ مرة:

وخلال النصف الأول من العام 1442هـ قامت الرئاسة بغسل المسجد الحرام وساحاته الخارجية ومرافقه أكثر من (1800) مرة، مستخدمين في ذلك (10800000) لتر من أجود المطهرات الصديقة للبيئة أثناء الغسيل، و(200) ألف لتر من المعطرات، و(470) معدة وآلة تُستخدم في تطهير المسجد الحرام، وصيانة وتطهير وتلميع قرابة (2180) دولاب للمصاحف.

ـ احترافية .. للحفاظ على البشرية:

لقد برهنت قيادة المملكة على منهجـيّـتـها الاحترافية بالتعامل مع الجائحة من خلال تضافر جهود كل الجهات الحكوميّة في منظومة عمل مُنسقة ومُستمرة، حققت نتائج مبهرةً في الحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، وضحّت بالمكاسب الاقتصادية في سبيل حفظ النفس البشريّة، وكان للمواطن والمُقيم وعيّ وإدراك مثاليّ في التعاطي مع هذه الإجراءات الاحترازية والوقائية للوصول للهدف المنشود، وتنفيذ المبادرات التي اتخذت لوقاية قاصدي الحرمين الشريفين من تأثيرات الجائحة.

كما أثبتت المملكة، أمام العالم أجمع، أن نجاح تجربتها في اتخاذ الإجراءات الوقائية وتطبيق الاحترازات لمكافحةً الجائحة وحسن التعامل مع تداعياتها، وابتكار وإطلاق المبادرات والخطط لوقاية قاصدي الحرمين الشريفين من آثارها ومخاطرها، وأصبحت أنموذجاً يقتدى في تنفيذ المبادرات والتقيّد بتطبيقها لوقاية المجتمع والزائرين، كونها حققت نجاحًا باهرًا في التعامل مع الجائحة بكفاءة وحنكة واحترافية، ما كان له الأثر البالغ في الحدّ من تبعاتها التي تضررت منها البشرية جميعها، وأثرت سلباً على برامج واقتصادات العديد من الدول.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa