لم تدم التوقعات بشأن صعود أسهم اللقاحات طويلا، وذلك بعد هبوط أسهم اثنين من عمالقة إنتاج اللقاحات، وهما «بيونتيك، وفايزر»، عقب دراسة بريطانية فندت قدرة اللقاحات المنتجة من قبل الشركتين على مواجهة متحور دلتا.
وأفاد تقرير لوكالة بلومبرج بأ أسهم شركات اللقاح الأخرى انخفضت لتسجل أسهم شركة موديرنا انخفاضا بنسبة 3.8% وكيورفاك بواقع 2.6%، كما انخفضت أسهم شركة نوفافاكس بنسبة 2.7%
كما سجلت شركة «بيونتيك» الألمانية انخفاضا بنسبة 5.6%، ليليها انخفاض أسهم شركة فايزر الأمريكية بنسبة 2%، عقب بعد الدراسة البريطانية التي خلصت إلى أن لقاحات الشركتين فقدت فعاليتها في غضون الأشهر الثلاثة التالية للتطعيم.
وأكد الباحثون، أن مستوى الفيروس لدى المصابين بسلالة دلتا المتحورة شديدة العدوى سريعة الانتشار متكافئ في أجساد المطعمين وغيرهم ممن لم يحصلوا على اللقاح، بينما فقد لقاح أسترازينيكا فعاليته جزئيا، ليهوي بأسهم الشركة المنتجة له بنسبة 0.5% في بورصة لندن.
جاء ذلك بعد أسبوع من صعود سهمي «مودرنا، وبيونتيك»، ارتفاعهما هذا العام، استباقاً لصدور إرشادات جديدة بشأن الحاجة لجرعات داعمة، مع اندفاع المستثمرين نحو الأسهم المرتبطة باللقاحات.
وكانت شركة فايزر، توقعت إيرادات هذا العام بـ 33.5 مليار دولار على ثلاثة مليارات جرعة جرى تصنيعها.
قال خبير الفيروسات الأمريكي أنتوني فاوتشي، مع انتشار سلالة دلتا المتحولة حول العالم، إن الأشخاص الذين يعانون ضعف مناعة يجب أن يحصلوا على جرعات إضافية. ينتظر المستثمرون أن تضع إدارة الغذاء والدواء إرشادات جديدة حول الذين يُمكنهم الحصول على جرعة ثالثة.
وكانت دراسة بريطانية في مجال الصحة العامة أكدت أن الحماية التي يوفرها أكثر لقاحين استخداما للوقاية من سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، والسائدة حاليا، تضعُف في غضون ثلاثة أشهر.
وخلصت الدراسة أيضا إلى أن أولئك الذين أصيبوا، بعد حصولهم على جرعتي لقاح فايزر أو أسترازينيكا، قد يشكلون خطرا على الآخرين، أكبر مما كان عليه الحال في سلالات الفيروس السابقة، وفق رويترز
ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة أكسفورد، واستندت إلى أكثر من ثلاثة ملايين مسحة من الأنف أو الحلق في أنحاء بريطانيا، أنه بعد مرور 90 يوما على الجرعة الثانية للقاحي فايزر أو أسترازينيكا، فإن كفاءة الأول في منع الإصابة تراجعت 75%، والثاني 61%.
ولكن من جهتها قالت سارة ووكر، أستاذة الإحصاءات الطبية في أكسفورد والمسؤولة عن إعداد الدراسة: لا يزال كلا اللقاحين، بعد جرعتين، يعملان بشكل جيد حقا في مواجهة دلتا.
ولم يحدد الباحثون مدى تراجع الحماية بمرور الوقت، لكنهم أشاروا إلى أن كفاءة اللقاحين اللذين خضعا للدراسة ستتقارب بعد مرور ما بين أربعة وخمسة أشهر بعد الجرعة الثانية.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن أولئك الذين يصابون بالعدوى، على الرغم من حصولهم على تطعيم كامل، يميلون لأن يكون لديهم حمل فيروسي مماثل للمصابين من غير الحاصلين على اللقاح، وهو تراجع واضح عن الوضع عندما كانت سلالة ألفا لا تزال سائدة في بريطانيا.
وتتفق نتائج دراسة أكسفورد مع تحليل أجرته المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وتأتي بينما تضع الحكومة الأمريكية خططا لإتاحة جرعة ثالثة معززة من اللقاحات على نطاق واسع الشهر المقبل مع تزايد الإصابات بسلالة دلتا. وعزت ذلك إلى بيانات تشير إلى تراجع الحماية من اللقاح بمرور الوقت.