قالت معلومات، اليوم الأربعاء، أن «الولايات المتحدة الأمريكية والصين تقتربان من إبرام اتفاق تجاري ينهي أشهرًا من الخلاف»، وذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أن الخطوة المرتقبة من شأنها إنقاذ الاقتصاد العالمي من الظلال السيئة التى إثر الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
ونقلت عن الوكالة مصادر -لم تسمها- أن «الولايات المتحدة والصين تقتربان من الاتفاق على حجم التعريفات الجمركية التي سيتم التراجع عنها في المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، رغم التوترات بشأن هونغ كونغ وشينجيانغ».
يأتي هذا فيما أظهرت البيانات الرسمية الصادرة، اليوم، في الصين زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد خلال العام الماضي لتصل إلى 139 مليار دولار، بزيادة نسبتها 13% عن 2017 رغم تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وأشارت وكالة «بلومبرج»، إلى أنه مع تراجع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم خلال العام الماضي إلى 3.1 تريليون دولار، فإن الاستثمارات التي تدفقت إلى الصين زادت بنسبة 7.3% سنويًّا، بحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة آسيا.
وأشار تقرير اللجنة إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت لأول مرة أكبر مقصد ومصدر للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم؛ حيث ظلت الصين أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة رغم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
واحتفظت الصين بالمركز الأول من حيث قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي استقبلتها للعام الثالث على التوالي، في الوقت الذي حذر فيه التقرير الأممي من احتمالات تباطؤ الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين خلال الفترة المقبلة.
وقال تقرير اللجنة: «نظرًا لأن نقل الشركات لمراكزها الإنتاجية إلى خارج الصين نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة يستغرق بعض الوقت، فإنه كل طال أمد الحرب زادت احتمالات تباطؤ تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الصين».
وحذر التقرير من أن تراجع وتيرة تدفق الاستثمارات الصديقة للبيئة، وأنه يمكن أن يقلص قدرة منطقة آسيا والمحيط الهادئ على الاحتفاظ بالمستويات الراهنة للاستثمار على المدى القريب، وتوقعت حدوث تراجع في تدفق الاستثمارات خلال العام المقبل، إذا استمرت الحرب التجارية.
وكان وزير التجارة الأمريكي، ولبور روس، قد أكد في وقت سابق أن المسؤولين الأمريكيين والصينيين سيجرون مباحثات هاتفية؛ حيث يعكف الطرفان على التفاصيل النهائية لاتفاق تجارة المرحلة، وأنه ما زال من الممكن فرض رسوم أمريكية على واردات من الصين في 15 ديسمبر المقبل.
وقال روس في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس نتورك»: نحن في مرحلة التفاصيل الأخيرة، وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يشر بعد إلى أي تغيير في الزيادة الجمركية القادمة، فيما أشادت واشنطن، برفع الصين الحظر على استيراد الطيور الداجنة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، إن هذا القرار يعني أن بضاعة تصل قيمتها إلى أكثر من مليار يورو ستستوردها الصين في صورة لحوم الطيور الداجنة من الولايات المتحدة سنويًّا، فيما تفاهما البلدين على رفع الحظر الصيني على استيراد الدواجن الأمريكية ورفع الحظر الأمريكي عن لحوم الطيور المطهوة من الصين.
وتخوض كلٌّ من بكين وواشنطن منذ أكثر من عام حربًا تجارية مع الجانب الآخر، بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصورة أساسية بدافع الغضب من تصدير الصين كميات من البضائع إلى الولايات المتحدة أكثر بكثير مما تصدره أمريكا إلى الصين.