هبط الريال الإيراني لأضعف مستوياته في عام مقابل الدولار، الأربعاء؛ إذ دفعت زيادة حادة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا لغلق أغلب حدود البلاد، مما يهدّد الصادرات غير النفطية التي تشكل شريان الحياة الرئيسي لاقتصادها.
وذكر موقع «بونباست.كوم» لأسعار الصرف والذي يتابع السوق الحرة، أنَّه جرى عرض الدولار عند مستوى مرتفع بلغ 158 ألفًا و500 ريال، بينما يبلغ سعره الرسمي 42 ألف ريال، بما ينطوي على تراجع 10% للعملة عنها قبل أسبوع.
وارتفع عدد وفيات إيران من جراء فيروس كورونا إلى 19، وهو أعلى رقم خارج الصين، مما دفع عدة دول لوقف الرحلات الجوية وأغلب جيرانها إلى إغلاق حدودهم معها.
يأتِي هذا في الوقت الذي يقوض الضغط المتزايد الناجم عن عقوبات أمريكية بالفعل صناعة النفط في إيران ويقلص صادراتها من الخام. وفق «سكاي نيوز».
وقال بويا زينالي، مدير الصادرات لدى منتج ومصدر إيراني للفستق: السوق بأكملها في حالة صدمة حاليًا. لافتًا إلى أنَّ الحدود مغلقة منذ يومين أو ثلاثة والتأثير على الصادرات سيزداد وضوحًا من الأسبوع المقبل.
وسيعمق إغلاق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية عزلة إيران الاقتصادية، وهي تعتمد على الروابط التجارية مع جيرانها لتعوض جزئيًا التأثير المدمر للعقوبات التي أعادت واشنطن فرضها في 2018 بعد انسحابها من اتفاق نووي كانت أبرمته هي والقوى الكبيرة الأخرى مع طهران في 2015.
وأشار هنري روم المحلل لدى مجموعة أوراسيا، إلى أنَّ المخاطر الاقتصادية كبيرة، كانت الصادرات غير النفطية لدول الجوار شريان الحياة لإيران خلال العام المنقضي، مُضيفًا: إذا استمر هذا الإغلاق المؤقت للحدود إلى أجل غير مسمى، قد تواجه إيران أزمة اقتصادية خطيرة في وقت بدأ الاقتصاد يتحسَّن فيه فعليًا».
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر نمو إيران هذا العام بعد انكماش 9.5 % العام الماضي في أعقاب فرض العقوبات الأمريكية التي قوضت مبيعات النفط ودفعت التضخم السنوي لما يقرب من 40%.
ومتوقع أن يؤدّي تراجع العملة لتفاقم التضخم والإضرار بالاستهلاك المحلي، بينما قد يتسبب هبوط الصادرات في مزيد من ارتفاع البطالة، التي يتوقع بعض المحللين تجاوزها الـ20 % هذا العام.
اقرأ أيضًا: