توقع محللون ارتفاع الطلب على أسهم أرامكو؛ مُستندين إلى أن تقييم عملاقة النفط بسعر 1.7 تريليون دولار يمنح المجال لأسهم الشركة بالارتفاع.
وذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أنه المحتمل أن يكون الطلب على أكبر اكتتاب عام أولي في العالم مرتفعًا؛ لأن النطاق السعري الذي أعلنت عنه أرامكو يعطي مجالًا لارتفاع الأسهم عند بدء التداول، وفقًا للمحللين.
وأشارت إلى أنه وفق محللين ومديري أموال، ستبيع الشركة أسهمًا تتراوح بين 30 ريالًا و32 ريالًا لكل سهم، بتقييم يصل لـ 1.71 تريليون دولار، ويثير هذا تكهنات بأن عائد الأرباح قد يتراوح بين 4.4% و4.8%.
توقعات بارتفاع العائد
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مالك ظاهر، كبير مديري الأموال في شركة سيكوريتيز أند انفيسمنتس في البحرين، قوله: من المحتمل ارتفاع العائد إذا انتعش سعر النفط، مشيرا إلى أن أرباح قد تكون عند نحو 4.5% إذا تم تسعير الطرح عند ذروة مرتفعة للنطاق السعري.
وأضاف ظاهر: تعتبر أرامكو أحد الأصول الفريدة وشركة جيدة الإدارة تتمتع بتدفقات نقدية شفافة.
وبحسب تقرير «بلومبرج»، فإن أرامكو تسعى لجمع ما بين 24 مليار دولار و 25.6 مليار دولار عن طريق بيع حصة 1.5 % ، مما يجعلها قريبة من صفقة مجموعة علي بابا القابضة المحدودة البالغة 25 مليار دولار – لتكون أكبر اكتتاب عام في العالم.
وتوقعت الوكالة الأمريكية أن يكون المستثمرون راضين عن النطاق السعري، ونقلت عن ظاهر قوله: إذا ارتفع سعر النفط ، فإن أرامكو ستقدم مبالغ نقدية أكبر مقارنة بأقرانها. لديها احتياطيات لأكثر من 50 عامًا بينما في حالة أقرانها الكبار ، تقل الاحتياطيات في المتوسط عن 15 عامًا.
العائدات جذابة
ونقلت الوكالة عن آرثي تشاندراسيكاران من شعاع كابيتال، قولها: يترجم نطاق السعر إلى عائد توزيعات الأرباح بين 4.4 % و4.8 %، وأرامكو شركة رابحة ولديها ميزانية عمومية غير مكبلة بالديون، ويجب أن تغري جميع فئات المستثمرين.
وتتوقع تشاندراسيكاران تغطية لائقة وأن تتم تغطية العرض أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات، كما تتوقع مشاركة مستثمري التجزئة، مُضيفه: على افتراض أن النفط يحوم حول 60 دولارًا للبرميل ، فإن أرباح أرامكو ستكون مستدامة إلى حد ما. إن عائد الأرباح المستدام جذاب للغاية على المدى الطويل بالنسبة للصناديق؛ بحيث يمكن للمؤسسات الاستثمارية (خاصة الصناديق غير النشطة) النظر لها كوكيل للسندات (بعائد 5 %) والركون إليها.
وأردفت: من وجهة نظر التجزئة، فإن أسهم المكافآت المضمونة والأرباح الثابتة ستدعم سعر السهم في السوق الثانوية ، ناهيك عن الصناديق غير النشطة التي ستتدفق في الأسابيع القليلة التالية للإدراج.
من جهته، قال زاكاري سيفاراتي من دلما كابيتال، إنه يعتزم الاشتراك في الاكتتاب العام؛ لأن التقييم الأولي الذي يتراوح بين 1.6 إلى 1.7 تريليون دولار يتماشى مع التوقعات.
وأضاف: ستحظى أرامكو بوزن كبير يبلغ 10% تقريبًا في مؤشر السوق المحلي السعودي استنادًا للنطاق السعري الحالي والحصة. كما سيرتفع وزن السعودية في مؤشر MSCI Inc للأسواق الناشئة.
أكبر احتياطيات نفطية
وتابع: سيكون مكلفًا بالنسبة لمستثمري الأسواق المالية المعتمدين من MSCI الاستمرار في تخفيف وزن السعودية بشكل كبير، ومن الصعب على أي مؤسسة كبيرة ومتنوعة عالميًا أن تبرر عدم التعرض لأكبر شركة في العالم وأكثرها ربحية في مكان ما في محفظتها.
وقال فيغاي فاليشا من سينشري للاستشارات المالية إن عائد توزيعات الأرباح بنحو 4.41% يتماشى مع شركات الطاقة الكبيرة، موضحا أن تقييم الشركة له ما يبرره لأنها تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مثبتة وتكلفة منخفضة للعمليات.
وأردف: سيُظهر تحليل لشركات الطاقة ذات القيمة السوقية التي تزيد عن 100 مليار دولار أن متوسط العائد على الأرباح إلى جانب عائد الأرباح هو 16.44 و4.8% على التوالي.
وتابع: بالنسبة لعام 2020، وعدت أرامكو بتوزيع أرباح بقيمة 75 مليار دولار، والشيء الجيد للمستثمرين الذين يشترون في الاكتتاب العام هو الوعد الذي قدمته الإدارة لدفع أرباح ثابتة حتى عام 2024 ، حتى لو كان ذلك يعني تخفيض الأرباح للحكومة.
بينما قال نورغونان تيروشيلفام من تيليمر، إن التقييم بنحو 1.7 تريليون دولار يمكن أن يوفر مجالًا صعوديًا للمستثمرين المميزين، حيث قد يكون هناك ارتفاع في أسعار النفط مع احتمال إجراء تخفيضات للإنتاج في المستقبل القريب.