من أسواق القمح للطاقة... واشنطن تايمز: لروسيا أوراقًا أخرى للتأثير على الاقتصاد العالمي

الرئيس الروسي ـ فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي ـ فلاديمير بوتين
تم النشر في

يحذر مراقبون من أن الآثار الكاملة للحرب المشتعلة في أوكرانيا منذ أربعة أشهر لم تظهر بعد، ويرون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لايزال يملك مزيدًا من الأوراق في جعبته للتأثير على الاقتصاد العالمي.

ويشير تقرير، نشرته جريدة «واشنطن تايمز»، اليوم الأحد، إلى أن روسيا تعاني بالفعل من وطأة الحرب الاقتصادية، مع استنفاد الاحتياطات الأجنبية، ومغادرة عشرات الشركات الغربية من البلاد، فضلا عن توقعات بانكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 10% على الأقل خلال العام 2022.

اقرأ أيضاً
قرار «موجع».. «الأغذية العالمي» يخفض حصص لاجئي شرق أفريقيا 50%
الرئيس الروسي ـ فلاديمير بوتين

ويتخوف مراقبون واقتصاديون من أن الكرملين لايزال يملك بعض الأوراق، يستطيع من خلالها التأثير على الاقتصاد العالمي، خصوصا أسواق الطاقة والغذاء، بهدف الحصول على أفضلية في المفاوضات السياسية مع أوكرانيا.

وفي هذه الحالة، يتوقع مراقبون أن تتسبب روسيا من جديد في رفع أسعار النفط والحبوب والقمح.

وظهرت بوادر هذا التكتيك مع قرار روسيا، الأسبوع الماضي، قطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، مما خفض مستوى التشغيل الحالي لخط أنابيب نورد ستريم 1 الرئيسي إلى 40% فقط.

وحملت موسكو مسؤولية هذا القرار إلى العقوبات الغربية، التي جعلت من الصعب الحصول على القطع والمعدات اللازمة لإجراء عمليات صيانة على خطوط نقل الغاز. وهو ما استنكره الأوروبيون.

وفي هذا الشأن، وصف رئيس هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا، كلاوس مولر، التفسير الروسي بأنه «لا أساس له»، وقال إن «قرار عملاق الطاقة الروسي غازبروم يبدو أنه مصمم لرفع أسعار الوقود».

وتأتي هذه الخطوة في لحظة حاسمة بالنسبة لأوروبا ككل، التي تحاول تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية لكنها ستظل تعتمد على هذا الوقود خلال فصل الشتاء.

تحول الرأي العام الأوروبي

تقرير «واشنطن تايمز» انتقل ليشير إلى تغير واضح في الرأي العام الأوروبي، من الموقف المتشدد ضد روسيا، إلى الرغبة في السلام بأي ثمن، وذلك مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء، أملا في أن تمنح هدنة في أوكرانيا بعض الارتياح للاقتصاد العالمي.

ووجدت دراسة موسعة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، نُشرت هذا الأسبوع، أن عددًا كبيرًا من الأوروبيين، نحو 35%، يؤيدون السلام، حتى على حساب تقديم تنازلات لروسيا.

يعتقد الباحثون أن هذه النسبة آخذة في الزيادة إذا نمت التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية، ودفعت التضخم الخارج عن السيطرة بالفعل إلى أعلى.

يتزايد الإحباط أيضًا في الولايات المتحدة؛ حيث بلغ متوسط أسعار الغاز على مستوى البلاد 5 دولارات للغالون هذا الشهر للمرة الأولى.

الاستعداد للأسوأ

يرى مراقبون أنه سيكون على الغرب الاستعداد جيدا لتحول الوضع إلى الأسوأ في المدى القصير. وقال تشارلز ليتشفيلد، نائب مدير الاقتصاد الجيولوجي في «أتلانتيك كاونسل»: «لدى روسيا بعض الأوراق، وبعض النفوذ، لا ينبغي أن نقلل من شأنه».

وأشار ليتشفيلد إلى الدول الكبير الذي تلعبه روسيا في إمدادات القمح والحبوب على مستوى العالم، إذ تنتج روسيا وأوكرانيا ثلث القمح العالمي، وجعلت العمليات العسكرية الروسية من الصعب بشكل متزايد خروج شحنات الحبوب من المنطقة صوب الأسواق العالمية.

ولفت كذلك إلى ورقة ضغط أخرى تستخدمها روسيا وهي الطاقة، وقال: «لازال بإمكانهم القيام بألعاب، وجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى الأوروبيين».

وأضاف: «طالما يستورد الأوروبيون دون الغاز من روسيا، وما لم تتوفر قدرة كافية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، فإن ذلك يمنح روسيا بعض النفوذ».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa