كشف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، عن أن «محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ستستأنف الأسبوع المقبل في واشنطن»، مضيفًا أن إدارة ترامب طلبت من مسؤولين صينيين إلغاء زيارة إلى مناطق زراعية أمريكية.
وقال «منوتشين»، للصحفيين، خلال وجوده مع الوفد الرسمي للرئيس دونالد ترامب بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «إلغاء الرحلة إلى المزارع كان بطلب منا.. الصين تعهدت بشراء كميات كبيرة من السلع الزراعية الأمريكية».
وكشفت وزارة التجارة الصينية، منتصف الشهر الجاري، عن أنها قد «تستأنف شراء منتجات زراعية أمريكية، تشمل فول الصويا، وأيضًا لحم الخنزير»، بعدما علقت شراء هذه المنتجات من الولايات المتحدة في أغسطس الماضي، وقال المتحدث باسم الوزارة، جاو فينج: «إن الشركات الصينية بدأت في دراسة قرار شراء منتجات زراعية أمريكية».
وأضاف: «الصين ترحِّب ببادرة حسن النوايا التي أبدتها أمريكا من خلال إرجاء زيادة الرسوم على واردات صينية للسوق الأمريكية بقيمة 250 مليار دولار من مطلع أكتوبر المقبل إلى منتصف الشهر نفسه.. نأمل في أن يؤدّي قرار التأجيل إلى خلق أجواء جيدة لإجراء مشاورات بين الصين والولايات المتحدة...».
إلى ذلك، تقلَّص العجز التجاري الأمريكي في يوليو؛ لكن فجوة التجارة مع الصين زادت إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر، وقالت وزارة التجارة الأمريكية: إنَّ العجز التجاري انخفض بنسبة 2.7% إلى 54 مليار دولار، مع انتعاش الصادرات وتراجع الواردات.
وجرى تعديل بيانات شهر يونيو بالخفض؛ لتُظهر أن العجز التجاري انكمش إلى 55.5 مليار دولار بدلًا من 55.2 مليار دولار في التقديرات السابقة، فيما توقّع اقتصاديون- حسب وكالة رويترز- تقلُّص العجز التجاري إلى 53.5 مليار دولار في يوليو.
وزاد العجز في تجارة السلع مع الصين، الذي ينطوي على حساسية سياسية بنسبة 9.4%، إلى 32.8 مليار دولار مع ارتفاع الواردات بنسبة 6.4%، وانخفضت الصادرات إلى الصين 3.3% في يوليو، فيما قفز العجز في تجارة السلع مع الاتحاد الأوروبي إلى مستوى قياسي، مع وصول العجز مع ألمانيا إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 2015.
وفي يوليو، ارتفعت صادرات السلع بنسبة 0.9% إلى 138.2 مليار دولار، لكن مع فرض الصين رسومًا جمركية إضافية على بعض المنتجات الغذائية الأمريكية، من المرجح أن تنخفض الصادرات في الأشهر المقبلة. وقالت وزارة التجارة الصينية في أوائل أغسطس: إنَّ الشركات الصينية توقفت عن شراء المنتجات الزراعية الأمريكية.
وانخفضت واردات السلع بنسبة 0.2% إلى 211.8 مليار دولار، ويعتقد الاقتصاديون أن الواردات انتعشت في أغسطس؛ بفعل لجوء الشركات في الأغلب إلى تخزين السلع الصينية، بعد الإعلان عن فرض المزيد من الرسوم الجمركية.
وبعد التعديل في ضوء التضخم، انخفض عجز تجارة السلع 0.7 مليار دولار إلى 85.5 مليار دولار في يوليو، ولا يزيد ما يعرف باسم العجز التجاري الحقيقي إلا قليلًا عن متوسط الربع الثاني، بما يشير إلى أن التجارة قد تؤثّر بالسلب مجددًا على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الحالي.
وكشفت معلومات سابقة عن أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، بدأت إعداد قائمة بالشركات والمؤسسات الصينية التي ترتبط بصلات مباشرة أو غير مباشرة بالجيش الصيني، بهدف تقليل احتمالات حدوث اختراق صيني لنظام مراقبة إمدادات السلاح الأمريكية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن «بلومبرج»، أن المراجعة التي يجريها «بنتاجون» هدفها «تحديد نقاط الضعف في شبكة إمدادات الأسلحة والمعدات الأمريكية، والتأكد من عدم تورط الشركات الأمريكية في مساعدة الجيش الصيني من خلال المبيعات أو المشتريات عبر شركات صينية».
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، البريطانية أن «القائمة ستساعد الولايات المتحدة في استخدام قواعد الرقابة على الصادرات وقواعد تنظيم عمليات الاستحواذ والاندماج من أجل منع المؤسسات الحكومية الأمريكية من شراء تقنيات أو منتجات من الشركات ذات الصلة بالجيش الصيني».
وفيما تركز لجنة إعداد القائمة التي يشرف عليها نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية السابق بول سيلفا، على قطاعات أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة، فقد أرجأ الرئيس الأمريكي، زيادة الرسوم على بعض السلع الصينية.
إلى ذلك، تراجعت سندات الخزانة الأمريكية في بداية تعاملات، اليوم الخميس، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل زيادة الرسوم على بعض السلع الصينية، في الوقت الذي أعلنت فيه الصين اعتزامها استئناف شراء منتجات زراعية أمريكية.
وقادت التعاملات الآجلة على سندات الخزانة العشرية الأمريكية مسيرة التراجع؛ حيث انخفضت قيمتها إلى أقل مستوى لها منذ سبع سنوات، وأشارت وكالة بلومبرج إلى ارتفاع العائد على السندات العشرية الأمريكية بما يتراوح بين نقطة ونقطتي أساس.
وقال ترامب: «إن الصين قدَّمت لفتة طيبة باستبعاد منتجات أمريكية من رسوم جمركية إضافية، وذلك قبل اجتماع مرتقب يهدف إلى نزع فتيل حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم». وأدلى ترامب بهذا التعقيب في تعليقات إلى الصحفيين في البيت الأبيض». يأتي هذا فيما يجتمع مفاوضون تجاريون من البلدين في واشنطن، في وقت لاحق، خلال الشهر الجاري.
وأعلن ترامب أنه أرجأ لأسبوعين- حتى 15 أكتوبر- بدء العمل بزيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار سنويًا، مشيرًا إلى أنه اتخذ القرار في بادرة حُسن نية قبيل استئناف البلدين مفاوضاتهما في أوائل الشهر المقبل، وأوضح أنه «بناءً على طلب نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، وبسبب الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية، اتفقنا على الإرجاء».
وبيَّن أن الإرجاء «دليل على حُسن النية»، ويشمل وقف رفع الرسوم الجمركية من 25 إلى 30% على بضائع تعادل قيمتها 250 مليار دولار سنويًا، وكانت الصين الساعية إلى الحد من تأثير الحرب التجارية على اقتصادها، قد أعلنت، في وقت سابق، إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على 16 فئة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
إلى ذلك، يعقد مفاوضون صينيون وأمريكيون جولة مفاوضات جديدة في واشنطن مطلع أكتوبر المقبل بعد تأجيلها؛ حيث كان من المقرر أن تنعقد خلال الشهر الجاري، تأثرًا بفرض الرسوم الجمركية الجديدة بين الطرفين مطلع سبتمبر.
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن «كبير المفاوضين الصينيين، ليو هي، التقى في بكين، ممثّل التجارة الأمريكية روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيف منوشين؛ حيث اتفق الطرفان على عقد الجولة الـ13 من المشاورات الاقتصادية والتجارية الرفيعة المستوى مطلع أكتوبر».
وفيما كانت الجولة الجديدة مجدولة بين الطرفين، حسب المفاوضات الثنائية الأخيرة، التي استضافتها شنجهاي نهاية يوليو، فقد حذَّر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الصين، من «مغبة المماطلة في المفاوضات التجارية، والرهان على ألا يُعاد انتخابه في عام 2020».
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي، مواجهة تجارية تتمثل بتبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية، فيما اتفق ترامب ونظيره الصيني شي جينبينج، في قمة مجموعة العشرين باليابان، على إعادة إطلاق المفاوضات.