برئاسة السعودية.. «B20» تجمع قادة دوليين لتقييم استعدادات «موجة كورونا الثانية»

وسط تخوفات عالمية من انعكاسات أسوأ من الحالية
برئاسة السعودية.. «B20» تجمع قادة دوليين لتقييم استعدادات «موجة كورونا الثانية»
تم النشر في

استضافت مجموعة الأعمال السعودية، الممثل الرسمي لمجتمع الأعمال لمجموعة العشرين، اليوم الخميس، جلسة نقاش افتراضية بعنوان «الاستعداد للموجة الثانية» من فيروس كورونا المستجد.

وتزامنت المناقشات مع انتشار مخاوف في أوساط عدد من الأطراف محليًّا وعالميًّا من أن يكون مجتمع الأعمال الدولي غير مستعد تمامًا لمواجهة موجة ثانية من الفيروس قد تكون انعكاساتها أسوأ من التي سبقتها.

وشدد قادة الصحة في المناقشة التي أدارتها ليندا يويه، كبيرة المراسلين الصحفيين السابقة في مجال الأعمال في «بي. بي. سي» والأستاذة المساعدة في الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، على أهمية التعاون الدولي بين الحكومات والشركات لوضع خطة مناسبة؛ لمواجهة تفشي الموجة الثانية المتوقعة من فيروس كورونا المستجدّ.

ورغم أنّ غالبية المشاركين لا يتوقعون توفّر لقاح ناجح في المستقبل القريب، فقد أجمعوا على ضرورة استمرار المؤسسات في العمل لئلا يواجه العالم ككلّ كسادًا اقتصاديًّا ينعكس سلبًا على المواطنين والمؤسسات كافة.

وشددوا في هذا الإطار على أهمية التعاون الوثيق بين مؤسسات القطاعين العام والخاص لإعادة النظر في طرق عملها من أجل حماية الموظفين والمواطنين على حد سواء وضمان استمرارية حركة الاقتصاد العالمي.

وتعليقًا على جلسة التقاش، قال يوسف البنيان، رئيس مجموعة الأعمال السعودية: «نحن نعي خطورة الفيروس وضغطه المستمر على الأعمال في جميع أنحاء العالم، حتى مع تجاوز بعض الاقتصادات الموجة الأولى من الوباء، يجب أن نحمي مستقبل الأعمال معًا من خلال اعتماد نهج العمل التعاوني والاستعداد الملائم لدعم فئات المجتمع الأكثر تعرضًا للاضطراب الذي يسببه الوباء، مثل النساء في القوى العاملة والشركات متناهية الصغر والصغيرة ومتوسطة الحجم«.

وأضاف «البنيان» أن مجموعة الأعمال السعودية التي تتناول قضايا الأعمال والسياسة تعد المنصة الأمثل لدفع وقيادة المحادثات حول كيفية تأثير القضايا العالمية مثل جائحة فيروس كورونا على رفاهية العالم الاقتصادية.

وبحسب منظمة التعاون الاقتصادي يُتوقع أن ينخفض الناتج الاقتصادي العالمي في حال تفشّي موجة ثانية بنسبة 7.6% عام 2020 قبل أن يرتفع من جديد إلى 2.8% عام 2021، وستزيد البطالة مع استئناف عمليات الإغلاق في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل يفوق ضعف ما كان عليه قبل تفشي المرض بدون إمكانية انتعاش الاقتصاد بشكل كبير في العام المقبل.

وفي حلقة النقاش الأولى التي حملت عنوان «انعكاسات موجة الوباء الثانية على الاقتصاد الكلي»، قالت لويز دي ميلو، مديرة فرع دراسات السياسة في قسم الاقتصاد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: «ستستمر الحاجة إلى الدعم في مرحلة الانتعاش الاقتصادي خاصة إذا تفشت موجة ثانية من الفيروس، وسنحتاج في مرحلة لاحقة إلى استبدال جهود الإنقاذ بالتعافي وإعادة تخصيص الموارد، وسيتعين على السياسات التي نضعها مراعاة هذا الأمر، كإطلاق مبادرات حماية وظائف الأفراد الذين يعملون في القطاعات التي تعاني أكثر من غيرها على سبيل المثال، فنحن لا نريد ارتفاعًا في معدلات البطالة أو الموارد غير المستخدمة عند تخطّينا هذه الأزمة«.

بدوره، قال ريان فايز، رئيس فريق عمل B20 للتمويل والبنية التحتية: «يتعين علينا فيما نستخلص الدروس والعبر من الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد أن نركز جهودنا الحالية على تنفيذ خطة عمل منسقة تشمل مختلف الدول حول العالم. ورغم أنّ النظام المالي العالمي يواصل انكماشه«.

وأضاف فايز: «لا بدّ لنا من ضمان قدرته على الصمود أمام موجة ثانية محتملة لتحسن أداءه بعد الوباء، فالنظام العالمي القائم على التمويل والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والحوكمة مترابط إلى حد كبير وتعتمد مختلف أطرافه أحدها على الآخر، وبالتالي يجب أن يتم احتواء هذه الأزمة من خلال تطبيق تدابير منسقة عالميًّا«.

وتناولت حلقة النقاش الثانية موضوع الخطوات التي يجب على مجتمع الأعمال اتخاذها من أجل تخطي الأزمة؛ حيث قال جي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: «أظهرت الموجة الأولى من الوباء قيمة المجتمع وتوافق الآراء، ويكتسب الإجماع أهمية بالغة لا سيما عندما يدرج أرباب العمل والموظفون والمؤسسات التي تمثلهم الحوار الاجتماعي في الإجراءات التشغيلية. فمن شأن التوصّل إلى توافق في الآراء تسهيل التفاوض والإجماع حول القضايا المهمة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي سيواجهها العالم في حال تفشي الموجة الثانية«.

وفي حديث جانبي عن الاستعداد لمواجهة الموجة الثانية من منظور الرعاية الصحية، قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: «سيؤدي مجتمع الأعمال الدولي دورًا أساسيًّا في الحد من تأثير عودة انتشار كوفيد-19، ويتعين عليه من خلال تعاون القطاعين العام والخاص تغيير الطريقة التي نعمل بها لضمان حماية الموظفين والمواطنين. من هذا المنطلق، نحث القطاع الخاص على السعي إلى إحلال اقتصاد تقود فيه الصحة مسيرة الانتعاش والتنمية المستدامة الشاملة للجميع«.

من جهتها، قالت دايان وانج، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة «دي إتش غايت» والرئيسة المشاركة لفريق التحول الرقمي في مجموعة الأعمال السعودية: «لقد فاقم فيروس كورونا المستجدّ الفجوة الرقمية القائمة بين الأفراد والشركات والتي تظهر بوضوح أكبر بين النساء والشركات متناهية الصغر والصغيرة ومتوسطة الحجم«.

وأضافت واند: «بالمقابل، أظهر رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم سرعة استجابة ومرونة؛ حيث بادروا إلى تعديل طرق عملهم لضمان استمرارية الأعمال. وفيما يُتوقع أن يواجه العالم موجات جديدة محتملة من العدوى، تبرز حاجة ملحّة إلى جهد منسق بين قادة الأعمال والحكومات والمنظمات متعددة الأطراف لضمان استفادة الشركات بمختلف أحجامها من الدعم المالي والتكنولوجي والتنظيمي اللازم للحفاظ على حركة الاقتصادات على مستوى العالم«.

وتأتي هذه الفعالية عقب نشر تقرير مجموعة الأعمال السعودية الخاص إلى مجموعة دول العشرين تحت عنوان «الانطلاق السريع للاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجدّ»، والذي قدّم خطة من ست نقاط لمكافحة الوباء العالمي الحالي ووضع أسسًا متينة لمواجهة احتمال ظهور المرض مجددًا في المستقبل.

ويندرج النقاش والتقرير الخاص في إطار مبادرة مجموعة الأعمال السعودية المعنية بفيروس كورونا المستجدّ التي يشارك فيها أطراف من حول العالم وتشمل مختلف القطاعات، وأنشئت لتقييم أبرز قضايا الأعمال المرتبطة بالوباء وكيفية تفاعل القطاعات مع آثار الأزمة.

وتنظر هذه المبادرة في كيفية تأثير تفشي فيروس كورونا على الشركات بمختلف أحجامها وتقدم توصيات إلى مجموعة العشرين لحثّ الحكومات والشركات على توحيد قواها من أجل إدارة الأزمة ومعالجتها. وتتوقع مجموعة الأعمال السعودية استمرار هذه الجهود في الرئاسات المستقبلية في إيطاليا والهند وغيرهما.

وتضمنت الفعالية التي حضرها أكثر من 500 مشارك ملاحظات افتتاحية للبنيان حول دور جائحة كورونا في دفعنا للعمل بشكل شمولي وتعاوني أكثر من أي وقت مضى، أما القائمة الكاملة للمواضيع التي تناولتها المناقشة الافتراضية فهي التالية:

الجلسة الأولى: إضاءة على انعكاسات موجة الوباء الثانية على الاقتصاد الكلي مع ريان فايز، رئيس فريق عمل B20 للتمويل والبنية التحتية والرئيس التنفيذي للبنك السعودي الفرنسي، وكريس نيكولاس، المدير المالي لشركة (والمارت انترناشيونال)، ولويز دي ميلو، مديرة فرع دراسات السياسة في قسم الاقتصاد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

أما الجلسة الثانية: الخطوات التي يجب على مجتمع الأعمال اتخاذها من أجل تخطي الأزمة مع جي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، وبوب موريتز، رئيس شركة برايس ووترهاوس كوبرزودايان وانج، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة (دي إتش جايت) والرئيسة المشاركة لفريق التحول الرقمي في مجموعة الأعمال السعودية.

فيما تناولت الجلسة الثالثة: الاستعداد لمواجهة الموجة الثانية من منظور الرعاية الصحية مع الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا.

اقرأ أيضًا:

أعلن قيمة الجائزة.. البريد السعودي يطرح مسابقة لتصميم طابع مجموعة العشرين

مجموعة العشرين ومنتدى باريس يُناقشان تحديات تقلبات تدفقات رؤوس الأموال العالمية

مؤتمر وزاري رفيع المستوى لمنتدى باريس ومجموعة العشرين برئاسة السعودية

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa