أعربت مصر عن قلقها جراء اعتزام تركيا التنقيب عن الغاز والبترول في المياه الإقليمية لجمهورية قبرص، كونه يزيد درجة التوتر في شرق المتوسط.
وأصدت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا، أكدت خلاله «ضرورة عدم التصعيد التركي بشأن التنقيب عن الغاز والبترول داخل المياه الإقليمية لدولة قبرص، وشددت على أهمية الالتزام باحترام وتنفيذ قواعد القانون الدولي وأحكامه»، واعتبرت الخطوة التركية «إصراراً على مواصلة اتخاذ إجراءات أحادية من شأنها أن تزيد من درجة التوتر».
وأدانت الحكومة القبرصية بشدة، أمس، الاثنين، محاولة تركيا الجديدة لإجراء عمليات حفر غير قانونية في شرق قبرص بالقرب من شبه جزيرة كارباسيا داخل مياهها الإقليمية، حسبما أفادت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية.
وجاء في بيان صحفي صادر عن الرئاسة القبرصية، أن هذه هي محاولة التنقيب الثانية التي تقوم بها تركيا بعد شهرين من بدء عمليات الحفر غير القانونية الجارية في الجزء الغربي من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
وشدد البيان على أن «تركيا لا تزال تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وتتجاهل بشكل واضح دعوات الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لوقف الأنشطة غير القانونية واحترام الحقوق السيادية لجمهورية قبرص في استكشاف واستغلال مواردها الطبيعية في مناطقها البحرية، وأنه بدلًا من ذلك عليها الدخول في حوار كما يطالبها به المجتمع الدولي، وألا تحاول أن تفرض أمرًا واقعًا».
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين، أن موسكو تشعر بالقلق إزاء تصرفات تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، ودعت موسكو الطرفين إلى الامتناع عن الخطوات التي قد تسبب تصعيدًا، وذلك اتساقًا مع بيان أصدره الاتحاد الأوروبي، في نفس اليوم قال فيه «إن عزم تركيا التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص يثير قلقًا بالغًا».
وأكد الاتحاد الأوروبي، أن نية تركيا المعلنة لإجراء عملية حفر جديدة بطريقة غير قانونية إلى الشمال الشرقي من قبرص، تشكل مصدر قلق بالغ، وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد فيديريكا موجيريني، في بيان باسم الدول الأعضاء: «إن عملية الحفر الثانية المخطط لها بعد شهرين من بدء عمليات الحفر المستمرة غرب قبرص، تعد تصعيدًا غير مقبول ينتهك سيادة قبرص».
ودعا البيان السلطات التركية، مرة أخرى، إلى الامتناع عن هذه الأعمال، والتصرف بروح من حسن الجوار، واحترام سيادة جمهورية قبرص وحقوقها السيادية وفقًا للقانون الدولي، مشددًا على أن لإجراءات تركيا المستمرة تأثيرًا سلبيًّا خطيرًا على نطاق العلاقات بين بروكسل وأنقرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في 17 يونيو الماضي، أن بلاده ستواصل التنقيب عن النفط قبالة سواحل قبرص، بعد أن دعت دول جنوب أوروبا أنقرة إلى وقف أعمالها «غير الشرعية» في المنطقة.
وفي الرابع من يونيو الماضي، حذرت مصر تركيا من نوايا البدء في الحفر بمنطقة بحرية غرب قبرص، وقالت عبر وزارة خارجيتها، في بيان، إنها تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية حول ما أُعلن بشأن نوايا تركيا البدء في أنشطة حفر في منطقة بحرية تقع غرب قبرص، محذرة من انعكاس أي إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وأكدت مصر ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه، في نفس اليوم الذي أعربت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن «قلقها البالغ» حيال «إعلان تركيا نيتها القيام بأنشطة تنقيب (عن الغاز) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص».