كشف المحلل الاقتصادي، علي الحازمي لـ"عاجل"، عن الأسباب التي أدت إلى الانهيار التاريخي للعقود الآجلة للنفط الأمريكي على هذا النحو لأول مرة في تاريخها، خلال تعاملات، اليوم الاثنين، موضحًا أن "ما حدث اليوم للنفط الأمريكي يخص العقود الآجلة لشهر مايو، كون شركات النفط الأمريكية أصبحت تمنح أموالًا مقابل بيع مخزونها النفطي، لأن المخزونات أصبحت أكثر كلفة من سعر البرميل نفسه".
وأوضح "الحازمي" لـ"عاجل"، أن الشركات الأمريكية تقوم بما يمكن وصفه بـ"المحفزات، من أجل تفريغ مخزونها الأكثر كلفة"، مشيرًا إلى أن "هذه التداعيات هي نتيجة لسياسات الرئيس دونالد ترامب، عندما كانت أسعار النفط تهوي وكان يصرح بأن انخفاض أسعار النفط في صالح المستهلك الأمريكي، كأنها منتجات بدون ضرائب.. في اعتقادي، الآن، شركات النفط الأمريكية -خاصة العاملة في النفط الصخري- لا تستطيع أن تقوى على الاستمرار في ظل الانخفاض الكبير للأسعار التي تُعد أقل من كلفة الاستخراج".
وهوى سعر برميل النفط الأمريكي، اليوم الاثنين، إلى أكثر من 147%؛ حيث بلغ سعر البرميل 8.60 دولارات تحت الصفر، للمرة الأولى في التاريخ؛ حيث سيضطر البائعون للدفع للمشترين لأخذ عقود آجلة للنفط، جاء ذلك بعد تراجع متسارع للعقود الآجلة للنفط، اليوم الاثنين، من 10 دولارات إلى 20 سنتًا، قبل أن يتراجع إلى أقل من صفر دولار للبرميل.
وتابع "الحازمي": "هذه هي عقود شهر مايو ولا نعلم ما الذي سيجري لعقود شهر يونيو التي ستبدأ، غدًا الثلاثاء، والتي انخفضت مبدئيًا 18% لتلامس حاجز ٢٠ دولار"، واعتبر الحازمي أن "المشهد الأمريكي فيما يخص النفط بات واضحًا حيث أصبحت المخزونات النفطية ممتلئة مما يضغط بشكل أكبر على الأسعار نحو الانخفاض"، لافتًا إلى أن "هناك فرقًا بين خام غرب تكساس الأمريكي، وخام برنت، الذي يتم فيه تسعير النفط الخليجي وهو يتداول اليوم في حدود ٢٨ دولارًا".
ويرى الحازمي أن العالم يحتاج إلى خفض أكبر للعملية الإنتاجية، بعدما اتفق تحالف دول "أوبك+"، ومجموعة العشرين على تخفيض حوالي "13.4 مليون برميل، يوميًا"، في ظل التخمة الكبيرة من المعروض النفطي، لكنها "غير كافية"، ويحتاج تحالف "أوبك+" ومجموعة العشرين إلى تخفيض 20 مليون برميل لإنقاذ الأسعار، والعودة بها مجددًا إلى المستويات فوق الـ30 دولارًا، على المدى القصير".
ونوه "الحازمي" إلى أن "تهاوى أسعار النفط يعود لانخفاض الطلب مع معاناة العالم من جائحة كورونا، وتوقف الكثير من المصانع العالمية"، وهنا نحن أمام أمرين لهما علاقة بالأسعار في الوقت الراهن "زيادة في الإنتاج مع انخفاض في الطلب على هذا النفط بأكثر من 20%، مما ولدّ مخزونات زائدة وتخمة نفطية كبيرة".
وأكد "الحازمي" أن "الانهيار الذي تعرض له الخام الأمريكي لم يحدث منذ عقود، وربما لم يحدث له مثيل سابقًا"، وقال: "في اعتقادي هذه مرحلة حرجة لاقتصاديات الطاقة في أمريكا، الذي يمثل نحو 5% من الاقتصاد الأمريكي، الذي بدأ بتسريح عدد من منسوبي هذا القطاع مع خفض رواتب التنفيذيين لكبرى الشركات النفطية في أمريكا".
بدوره، قال المحلل الاقتصادي الدكتور مريع الهباش لـ"عاجل": "بعد تهاوي أسعار النفط الأمريكي للعقود التي ينتهي تاريخها، غدًا الثلاثاء، هناك خياران أمام المضاربين: البيع بالخسارة، أو تسلم النفط ودفع مصاريف التأمين والنقل والتخزين، وإن كثيرًا من المضاربين قاموا ببيع العقود بخسارة، وهذه حالة مؤقتة، قبل عودة الأسعار لوضعها الطبيعي قريبًا".
وفي غضون ذلك، أدى تراجع أسعار أسهم شركات الطاقة إلى تراجع الأسهم الأمريكية في تعاملات اليوم الاثنين؛ حيث تراجع مؤشر إس أند بي 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.3% في تعاملات الظهيرة، وفي طوكيو خسر مؤشر نيكي القياسي الياباني المؤلف من 225 سهمًا 181.84 نقطة أو ما يعادل 0.91% ليصل إلى 19715.42 نقطة في الجلسة الصباحية عند الساعة 1130 صباحًا بالتوقيت المحلي (0230 بتوقيت جرينتش).
كما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا 6.72 نقطة، أو 0.47%، ليصل إلى 1435.82 نقطة، وكان مؤشر نيكي قد ارتفع يوم الجمعة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 3.15%.
اقرأ أيضًا: