شهد سهم "ماكدونالدز" تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات ما بعد إغلاق السوق الأمريكية، على وقع إعلان السلطات الصحية الأمريكية تحقيقها في انتشار بكتيريا "إي كولاي" المرتبطة بشطائر سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة.
هذا التطور أدى إلى انتشار حالة من القلق بين المستثمرين، ما تسبب في انخفاض السهم بنسبة تصل إلى 10% في تعاملات ما بعد الإغلاق، بعد أن أغلق الجلسة الرسمية في بورصة نيويورك يوم الثلاثاء عند 314.69 دولار.
جاء هذا التراجع بعد بيان أصدره المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أعلن فيه عن تحقيق في تفشٍ لبكتيريا "إي كولاي" المرتبطة بإحدى الشطائر التي تبيعها "ماكدونالدز".
وأوضح المركز أن هذا التفشي أسفر عن وفاة شخص واحد، بالإضافة إلى إدخال 10 آخرين إلى المستشفيات في 10 ولايات أمريكية متفرقة.
بحسب التحقيقات الأولية، معظم المصابين أفادوا بتناول شطيرة "كوارتر باوندر" الشهيرة من "ماكدونالدز".
وفي هذا السياق، أشار المركز إلى أنه يجري حالياً فحص جميع مكونات هذه الشطيرة، بما في ذلك شرائح البصل الطازج وقطع اللحم البقري التي قد تكون مرتبطة بتفشي البكتيريا.
وفي إطار الإجراءات الوقائية، أعلنت "ماكدونالدز" أنها توقفت مؤقتًا عن استخدام شرائح البصل الطازج وقطع اللحم البقري التي تزن ربع رطل في بعض الولايات التي تأكدت فيها الإصابات.
وأوضحت الشركة في بيان لها أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود علاقة محتملة بين الإصابات واستخدام البصل الطازج الذي تحصل عليه من مورد واحد يزود ثلاثة مراكز توزيع تابعة لها.
من جانب آخر، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بيانًا اليوم الأربعاء، أكدت فيه أن عدد الإصابات ببكتيريا "إي كولاي" المرتبطة بشطائر "كوارتر باوندر" من "ماكدونالدز" بلغ 49 إصابة، تم تسجيلها في 10 ولايات أمريكية، من بينها ولاية كولورادو التي شهدت 26 حالة إصابة.
وأشار البيان إلى أن 10 أشخاص تم إدخالهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، حيث يعاني المصابون من أعراض تشمل تقلصات شديدة في المعدة، إسهال حاد، وقيء.
وأضاف المركز أن السلالة المسؤولة عن هذا التفشي قد تسبب أمراضًا خطيرة، مشيرًا إلى حادثة مماثلة وقعت عام 1993 أدت إلى وفاة 4 أطفال في سلسلة مطاعم "جاك إن ذا بوكس"، بسبب تناولهم شطائر غير مطهوة بشكل جيد.
وفي خطوة استباقية للحد من انتشار العدوى، أعلنت "ماكدونالدز" أنها ستقوم بإزالة شطائر "كوارتر باوندر" مؤقتًا من قائمة الطعام في المطاعم الواقعة في المناطق المتضررة.
كما أكدت الشركة أنها تعمل مع الموردين لتجديد إمدادات المنتجات والقيام بتدابير إضافية لضمان سلامة الأغذية، وذلك في إطار محاولاتها لحل الأزمة خلال الأسبوع المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية الأمريكية لا تزال تواصل تحقيقاتها لتحديد المصدر الدقيق لتفشي البكتيريا، وسط تركيز خاص على شرائح البصل الطازج واللحم البقري الطازج كمصادر محتملة للعدوى، وفي الوقت نفسه، تتابع "ماكدونالدز" التحقيقات بشكل وثيق وتعمل على التعاون مع الجهات المعنية لضمان سلامة المستهلكين.
