حظر البنك المركزي التركي استخدام العملات الرقمية بشكل مباشر أو غير مباشر في المدفوعات اعتبارا من 30 إبريل الجاري.
وجاء في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية اليوم الجمعة، أن تركيا سوف تمنع أيضًا المؤسسات المالية التي تعمل في مجال الدفع الإلكتروني من التوسط في التحويلات المالية لمنصات العملات الرقمية.
وذكر البنك المركزي التركي في بيان منفصل، أوردته وكالة بلومبرج للأنباء، أن استخدام العملات الرقمية في المدفوعات قد يترتب عليه خسائر لا يمكن تعويضها، مضيفًا أن الأصول بالعملات الرقمية تنطوي على مخاطر جسيمة للأطراف المعنية.
ولا تخضع العملات الرقمية لأي آليات للرقابة أو الإشراف من السلطات الرقابية في الدول، كما أن قيمتها السوقية متذبذبة بشكل كبير، ويمكن استخدامها في تعاملات مالية غير مشروعة عبر كيانات مجهولة.
فيما تشهد السوق التركية فورة في شراء العملات الإلكترونية بين المستثمرين، مدفوعة بتدهور أداء الليرة التركية بسبب قرارات الرئيس، رجب طيب أردوغان، غير الحكيمة وعلى رأسها إقالة محافظ البنك المركزي.
وتراجعت الليرة التركية بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي بعد قرار الرئيس أردوغان المفاجئ إقالة محافظ البنك المركزي، ناجي أقبال، وهو رابع محافظ للمصرف في أقل من عامين، ما دفع بالعملة المحلية إلى خسارة أكثر من نصف قيمتها منذ أزمة العملة بالعام 2018.
كما ارتفع معدل التضخم إلى المستوى الأعلى خلال ستة أشهر، في مارس الماضي، ليسجل 16.19%، فوق المستوى المستهدف عند 5%، مع بقاء نسب البطالة مرتفعة عند 12.2%، حسبما نقلت صحيفة «ذا جارديان» اليوم الثلاثاء.
ودفعت هذه الأزمة إلى انتعاش تداول واستخدام العملات الإلكترونية في البلاد؛ حيث يسعى المستثمرون لجني أرباح ارتفاع قيمة «بيتكوين» والبحث عن ملجأ آمن ضد التضخم.
وأظهرت بيانات شركة الأبحاث الأمريكية «تشين أناليزيز» أن حجم تداول العملات الرقمية في تركيا، خلال الفترة بين بداية فبراير و24 من مارس، بلغ 218 مليار ليرة، مقارنة بسبعة مليارات ليرة فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
وخلال أيام قليلة فقط من إقالة محافظ البنك المركزي، جرى تداول عملات إلكترونية بقيمة 23 مليار ليرة، مقابل مليار ليرة فقط في الفترة نفسها من العام 2020.
وقال أحد ملاك المقاهي في مدينة جوروم التركية إنهم أتاحوا، للمرة الأولى في البلاد، إمكانية الدفع عن طريق عملة «بيتكوين»، موضحًا: «كل شخص نعرفه في جوروم بدأ الاستثمار في العملة الإلكترونية. نعتقد أنه خلال خمس سنوات على الأكثر سيأخذ استخدام العملة التقليدية في التراجع، وسيتم استبدالها بالعملات الإلكترونية».
وتابع: «الزبائن القدامى يرون أن الأمر غريب بعض الشيء، ويسخرون منا في بعض الأحيان، لكن هذه هي الحال».
كما سجل موقع البحث الشهير «جوجل» في تركيا زيادة كبيرة في معدلات البحث عن العملات الإلكترونية، في الأيام التي سبقت إقالة إقبال، الذي تولى منصبه نوفمبر الماضي، ودخل في خلاف حامٍ مع أردوغان بسبب معدلات الفائدة.
وفي هذا الصدد، قال أوزغور غونيري، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة: «الشعب التركي يفضل الأصول المستقرة بسبب تاريخ البلاد مع معدلات التضخم المرتفعة، لهذا استثمرت أجيال من الأتراك في الذهب والعقارات والدولار».
ونما الاهتمام التركي بالعملات الإلكترونية بشكل ثابت خلال السنوات القليلة الماضية، لكونها، بين أسباب أخرى، موارد محدود محصنة ضد التضخم.
اقرأ أيضًا: