أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الأردنية الخاصة نايف أحمد بخيت، أن الأردن يدرس بعناية حاليًّا الاستثمارات السعودية المطروحة في مشروع نيوم، الذي بدأت السعودية بتنفيذه على البحر الأحمر، وأوضح «بخيت»، وفقًا لصحيفة «الغد الأردنية»، أنه «لن يتم الإعلان عن التفاصيل الكاملة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي مع السعودية».
ويُعد مشروع «نيوم»، الأكثر طموحًا على مستوى العالم، الذي يتم تطويره على مساحة 26,500 كم2 في شمال غرب المملكة، وسيكون المشروع إحدى ركائز التحول الاقتصادي للمملكة؛ لتوفير مصادر دخل متنوعة من خلال قطاعات «نيوم»، الاقتصادية والاستثمارات العقارية.
وأشار «بخيت» إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم عقد المزيد من اللقاءات والمشاورات بين الجانبين الأردني والسعودي لوضع التصورات التفصيلية والبرامج والجداول الزمنية لترجمته إلى واقع خلال المرحلة المقبلة، وأن المشروع سيكون ضمن الموضوعات التي ستناقش خلال اجتماع الدورة السادسة عشرة للجنة الأردنية السعودية المشتركة التي ستعقد قريبًا.
ويقع مشروع «نيوم» شمال غرب السعودية، ويتمتع هذا المشروع بعدد من المزايا الفريدة، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية؛ حيث يمر بالبحر الأحمر حوالي 10% من حركة التجارة العالمية، ويمكن لـ70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال ثماني ساعات كحد أقصى.
وشرعت شركة «نيوم» في الثامن من سبتمبر الماضي، في بناء المنطقة السكنية المخصصة للعمالة التي ستنتقل إلى العمل هناك، من خلال إرساء عقود بناء وتمويل وتشغيل المجمعات السكنية المخصصة لهم على شركتين وطنيتين، وتعد هذه العقود أولى الفرص الاستثمارية التي طرحتها الشركة، وذلك استعدادًا لإطلاق أعمال الإنشاءات في المشروع.
وقال الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم المهندس نظمي النصر، إن المنطقة السكنية تتكون من أكثر من مجمع، وتم إرساء عقود تطوير المجمعات السكنية الأولى على شركتين وطنيتين، هما مجموعة التميمي وشركة ساتكو، وحصلت مجموعة التميمي على عقود بناء مجمعين سكنيين، سعة كل واحد منهما 10 آلاف عامل، فيما ستقوم شركة ساتكو ببناء مجمع مماثل بالطاقة الاستيعابية نفسها، وستوفر هذه المجمعات فرصة استثمارية مميزة للشركتين؛ حيث يتيح العقد لهما تشغيلها لمدة 10 سنوات.
وأضاف المهندس النصر، أن المنطقة السكنية تقدم للعمالة نمط حياة يهدف إلى تهيئة بيئة عمل صحية لهم تماشيًّا مع أهداف «نيوم»، إذ تُعد جودة الحياة من الركائز الأساسية للمشروع، وتمتلك المنطقة السكنية للعمالة مقومات لإضافة المزيد من المجمعات إليها مستقبلًا بحسب احتياجات المشروع؛ لاستيعاب المزيد من العمالة فيه، والتي قد تصل مستقبلًا إلى أكثر من 100 ألف عامل.
كما تُعد المنطقة السكنية للعمالة امتدادًا للتجهيزات الأخرى اللوجيستية؛ لتسهيل انتقال عمال الإنشاءات إلى أرض المشروع؛ حيث سبق هذا افتتاح مطار خليج نيوم ليكون مطارًا تجاريًّا برحلات منتظمة أسبوعية تربط نيوم مع العاصمة الرياض.
وتابع الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، قائلًا: «إننا نتوقع أن يستمر العمل على تطوير مشروع بحجم وضخامة نيوم سنوات مديدة، ولهذا فإن الانتقال إلى نيوم للعمل والحياة لمدة طويلة هو أمر بالغ الأهمية، ومن هنا حرصنا على أمرين عند ترسيه عقود المنطقة السكنية؛ الأول هو توفير جودة حياة عالية لكل من ينتقل للعمل والحياة هناك، والثاني هو تقديم فرصة استثمارية للمطورين تتماشى مع أهداف نيوم لجذب المستثمرين».
وأضاف أن هذه العقود هي باكورة الفرص الاستثمارية التي سنقدمها للمستثمرين، وهي معلم رئيس آخر في تحويل حلم نيوم إلى واقع، ويسعدنا أن نرى الشركات الوطنية تشارك معنا في تحقيق هذا الحلم.