تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، وسجل خام «برنت» 64.37 دولار للبرميل، في أول انخفاض له في ستة أيام، ويأتي هذا الانخفاض في ضوء إحباط مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) آمال البدء في سلسلة من تخفيضات سعر الفائدة، إضافة إلى انتهاء المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة دون تقدم واضح تجاه حل النزاع التجاري المرير.
ونزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «برنت»، بنسبة 1% لتصل إلى 64.37 دولار للبرميل، بعدما فقدت أكثر من دولار في وقت سابق من جلسة اليوم. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس المتوسط الأمريكي بنحو 1.2 %ن لتصل إلى 57.86 دولار للبرميل.
وجاء هذا التراجع على الرغم من انخفاض المخزونات الأمريكية أكثر من المتوقع، وتراجع إنتاج الخام بين الدول الأعضاء في «أوبك»، إضافة إلى انخفاض الصادرات الليبية، وهي من العوامل التي تدفع السوق للارتفاع عادة؛ لكن الإنتاج الأمريكي ارتفع في سوق لا تزال متخمة بالمعروض. وخفض المركزي الأمريكي سعر الفائدة، أمس الأربعاء، لكن رئيسه خالف التوقعات. وقال إن تلك الخطوة قد لا تكون بداية لسلسلة طويلة من التخفيضات لدعم الاقتصاد في مواجهة مخاطر من بينها ضعف الاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه اختتم مفاوضون من الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصاديِن في العالم، محادثات تجارية، أمس الأربعاء، دون مؤشرات واضحة على إحراز تقدم وأرجأوا اجتماعهم المقبل حتى سبتمبر المقبل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس الأربعاء، إن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت للأسبوع السابع على التوالي؛ لتنخفض إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر، على الرغم من انتعاش الإنتاج وزيادة صافي الواردات.
وقد أظهر مسح لـ«رويترز» أن إنتاج منظمة «أوبك» من النفط الخام هبط في يوليو الماضي، إلى أدنى مستوياته في 8 سنوات، حيث فاقم مزيد من الخفض الطوعي من جانب السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، الخسائر الناجمة عن عقوبات أمريكية على إيران، وانقطاعات في دول أخرى بالمنظمة.
وبحسب المسح، ضخت «أوبك» المؤلفة من 14 عضوًا، 29.42 مليون برميل يوميًّا هذا الشهر، بانخفاض قدره 280 ألف برميل يوميًّا عن مستوى الإنتاج المعدل لشهر يونيو، مسجلة أدنى مستوى إنتاج لها منذ 2011. ويشير المسح إلى أن السعودية متمسكة بخطتها لخفض طوعي للإنتاج بأكثر من المستوى المستهدف في اتفاقية تقودها «أوبك» لدعم السوق.
وجددت المنظمة اتفاقية كبح الإمدادات هذا الشهر، متجاهلة ضغوطًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضخ المزيد من الخام. ورغم انخفاض إمدادات «أوبك»، هبطت أسعار الخام من مستواها المرتفع في 2019 الذي تجاوز 75 دولارًا للبرميل في إبريل إلى 65 دولارًا اليوم الأربعاء، تحت ضغط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي.
وقال ستيفن برينوك من «بي في إم» للوساطة في النفط، إنه رغم الخفض الذي تقوده «أوبك» لم تتراجع مخزونات النفط العالمية المتضخمة، ولا تزال السوق تحظى بإمدادات جيدة. واتفقت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون، فيما يُعرف بـ«أوبك+»، في ديسمبر على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميًّا، اعتبارًا من الأول من يناير هذا العام. ويبلغ نصيب «أوبك» من الخفض 800 ألف برميل يوميًّا، تطبقه 11 دولة عضوة بالمنظمة، بينما تم استثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
وفي يوليو، حققت الدول الملتزمة بالخفض في الاتفاقية، التي تم تمديدها إلى مارس 2020، نسبة بلغت 163 في المئة من التخفيضات المقررة، بحسب ما أظهره مسح «رويترز». وضخت الدول الثلاث المستثناة أيضا كميات أقل من الخام.