5 عوامل تقود الذهب إلى الارتفاع

وسط تلميحات التحفيز الأمريكية
5 عوامل تقود الذهب إلى الارتفاع
تم النشر في

ارتفعت أسعار الذهب مع تزايد الطلب على المعدن الأصفر، باعتباره الملاذ الآمن، بشكل كبير، بعد أن أسقطت إيران طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار، والتي تعاملت واشنطن معها كعمل عدواني، وزاد هذا من احتمال الرد العسكري، وارتفعت أسعار الذهب عالمياً، بنهاية تداولات الأسبوع الماضي، إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر 2013، وبذلك تكون أسعار الذهب قد ارتفعت بما يقرب من 10% منذ بداية العام الجاري.

واكتسب الذهب زخماً بفضل توقعات خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي، حيث ساعدت آمال خفض أسعار الفائدة على دفع الدولار إلى الأسفل، وفي المُقابل يميل الذهب إلى الارتفاع عندما يصبح الدولار أضعف لأن ذلك يجعله أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وهناك اعتقاد واسع بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في عام 2019.

وهناك خمسة عوامل مُجتمعة أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية، تتمثل في:

1- انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لشراء الذهب، وهو ما يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، ذلك جنباً إلى جنب مع ضعف الدولار الأمريكي، في حين انخفضت عائدات السندات الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى أقل من 2٪ لأول مرة منذ نوفمبر 2016.

2- اتباع سياسات التحفيز من قبل البنوك المركزية الأخرى، حيث تحدث رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، وحاكم بنك اليابان هاروهيكو كورودا، عن حوافز إضافية لاقتصاداتهما، وقال بنك إنجلترا الاحتمال المحتمل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن ينمو، قد زاد هذا من المخاطر السلبية على النمو، وهو ما يزيد من الطلب على الذهب.

3- زيادة عمليات الشراء الرئيسة للذهب من جانب الحكومات، حيث أظهر أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي أن بعض البنوك المركزية في آسيا، بما في ذلك الصين والهند وكازاخستان، ومن أوروبا مثل روسيا وبولندا والمجر بدأت في شراء الذهب، وإن كان ذلك بكميات قليلة.

4- أدى ضعف توقعات النمو العالمي وسط توترات الحرب التجارية المتزايدة أيضًا إلى دفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر، كما يقول هاريش الخامس، رئيس قسم أبحاث السلع في شركة جيوجيت المالية: «تم تداول الذهب بشكل إيجابي خلال الأسابيع الأربعة الماضية بسبب المخاوف الجيوسياسية المتزايدة والبيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والصين التي رفعت من جاذبيتها كملاذ آمن».

5- يرى العديد من المحللين المزيد من الارتفاع في أسعار الذهب مع زيادة شراء البنوك المركزية للذهب، وتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتراكم بيئة الركود العالمية، وهو ما يُزيد من ارتفاع أسعار الذهب خلال الأرباع القادمة.

استمرار الاتجاه الصعودي

وارتفعت أسعار الذهب مسجلة أعلى مستوى لها منذ ستة أعوام وتستعد لاختبار أعلى مستويات أغسطس 2013 بالقرب من 1423 دولاراً للأوقية، ومن شأن كسر هذا المستوى لأعلى أن يسمح لأسعار الذهب باختبار مستويات أعلى من ذلك بكثير. وارتفعت الأسعار بنهاية الأسبوع الماضي بنسبة 4.25٪ مخترقة مستويات المقاومة استعداداً للوصول إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات عند 1433 دولاراً للأوقية.

وأشار كيت جوكيس، مُحلل الدخل الثابت في سوسيتيه جنرال، في تقرير بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي: «تساعد الدراما المستمرة المحيطة بمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في دفع الذهب إلى الأعلى»، وأشار جوكيس إلى أنه ما لم يتوصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اتفاق في اجتماع مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، فقد تستمر أسعار الذهب في الارتفاع، خاصةً وأن السوق لا يتوقع من بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يفعل أي شيء من شأنه أن يدفع الدولار إلى الأعلى.

وقال مارك هيفيل كبير مسؤولي الاستثمار في  UBS Global Wealth Management، في تقرير صحافي: «تعززت أسعار الذهب بالتوتر الجيوسياسي مع إيران بعد أن أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة أمريكية بدون طيار خلال الأسبوع الماضي»، وغالبًا ما يتدفق المستثمرون على الذهب كملاذ آمن في أوقات التقلبات المتزايدة لاعتباره من الأصول الملموسة التي لا ترتبط قيمتها بتصرفات البنوك المركزية.

وقال ليندسي بيل استراتيجي الاستثمار في CFRA في تقرير خلال الأسبوع الماضي: «يكتسب الذهب تاريخياً قوة في الفترات التي تتزايد فيها الشكوك الاقتصادية والسياسية بحدة»، ومع استمرار التساؤلات حول مدى استمرار هذا الارتفاع الملحمي في السوق- الذي يمتد الآن لأكثر من عشر سنوات- قد يستمر المستثمرون في النظر إلى الذهب كوسيلة لحماية أنفسهم في حالة انخفاض الأسهم بحدة، وأضاف بيل أن الذهب «وسيلة ذكية ودفاعية لتنويع محفظة الاستثمار في سوق صاعدة تتزايد فيها الشكوك».

التحليل الفني لاتجاهات الذهب المستقبلية

بنهاية تداولات الجمعة الماضية، استقرت العقود الآجلة لشهر أغسطس عند 1400.10 دولار للأوقية، بزيادة 3.20 دولار، وبحسب التحليل الفني لاتجاهات الذهب، تم التأكيد على الاتجاه الصعودي للعقود الآجلة للذهب يوم الجمعة الماضي عندما ارتفعت الأسعار إلى 1413.30 دولار، مما دفع السوق إلى ارتفاع آخر عند 1415.40 دولار قبل سيطرة البائعين خلال اليوم.

ووفقاً للتحليل الفني لأسعار الذهب؛ من الواضح أن الأسعار في منطقة ذروة الشراء، ومع استمرار انخفاض العائدات على السندات الأمريكية، وتراجع قيمة الدولار كملاذ آمن، تشهد أسعار الذهب زخمًا تصاعديًا.

ويقول المحللون إن التداول أعلى 1415.40 دولار للأوقية، خلال تداولات اليوم الاثنين، سيشير إلى استئناف الاتجاه الصعودي، ووفقًا لعقود الذهب قصيرة الأجل، يتم تحديد مستويات المقاومة المحتملة من 1417.30 إلى 1457.90 دولار، وتعتبر تلك المستويات كلها قمم رئيسة سابقة تم الوصول إليها في السابق.

ومن المتوقع أن تبدأ الأسعار في التوسع بأكثر من 1420.70 دولار مع الهدف التالي إلى 1430.50 دولار، وهو ما يُرجح استمرار الأسعار في التوسع مع أهداف إضافية عند 1437.20 دولار و1447.10 دولار و1457.90 دولار.

ويُرجح أن يستمر الارتفاع إذا لم يكن لدى المتداولون مشكلة في الشراء عند المستويات الراهنة، ومن المحتمل أن يحدث ذلك إذا استمر الدولار الأمريكي في الانخفاض مقابل سلة من العملات الأخرى، أما إذا قرر المتداولون أن قوة الشراء ليست فكرة جيدة في الوقت الراهن، أو أن الدولار ينتعش بقوة، فإن أسعار الذهب قد تتراجع على المدى القصير إلى 1369.50 دولار ثم إلى 1358.70 دولار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa