اكتسبت أغنية "أهلًا بالعيد" أهمية خاصة على مدار السنوات، وتعاقب الأجيال المختلفة، والسر يرجع لإثارتها الجدل لأكثر من ربع قرن، وهي الحالة الجدلية المتوارثة من الأجداد إلى الأبناء، ثم للأحفاد على حد سواء.
"أهلًا بالعيد" هذه الأغنية التي تحولت لأيقونة خلال أيام العيد، تم تقديمها في ثمانينيات القرن الماضي، وتغنت بها صفاء أبوالسعود، من كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد، وألحان الموسيقار جمال سلامة.
وحظيت أغنية "أهلًا بالعيد" بأهمية خاصة، وشهرة عريضة، والسبب في الجدل الذي لا ينقطع، يعود إلى كلمة تتضمنها الأغنية، وصلت إلى المسامع بشكل مختلف وخاطئ، فالمفترض أن صفاء أبو السعود تقول: "سعدنا بيها"، وتفسيرها "شعورنا بالسعادة بها"، لكن تم تناقلها على أنها "سعد نبيهة"، ظنًّا أنها تقصد شخص اسمه سعد وعائلته شهرتها نبيهة، وظلت الأجيال تتوارثها بهذا الشكل الخاطئ، حتى أصبح سعد نبيهة أحد أشهر شخصيات العيد، اعتقادًا أن هناك شخص اسمه سعد نبيهة تتغنى به صفاء أبو السعود، قبل أن يخرج ملحن الأغنية جمال سلامة ليوضح هذا اللغط.
المثير في أغنية "أهلًا بالعيد"، أن صفاء أبوالسعود نفسها لها تصريحات، كشفت خلالها أنها كانت تظن أن الكلمة هي "سعد نبيهة"، وليست "سعدنا بيها" كما كتبها الشاعر عبدالوهاب محمد، ولأغنية "أهلًا بالعيد" قصة شهيرة، فالفكرة بدأت من ملحنها جمال سلامة، الذي قرر تقديم أغنية للعيد تكون موجهة للأطفال، لشعوره بأن أغنية "ليلة العيد" لكوكب الشرق أم كلثوم تناسب الكبار وحدهم، وبالفعل ذهب إلى صديقه الشاعر عبدالوهاب محمد، وأبلغه برغبته في عمل أغنية للعيد تكون قريبة للأطفال، وأعطاه مطلعها "أهلًا أهلًا بالعيد"، وطلب من الشاعر عبدالوهاب محمد أن يكتب الكلمات على نفس التيمة.
وحين انتهى، الشاعر عبدالوهاب محمد من كتابة الكلمات، قام الملحن جمال سلامة بالاتصال بصفاء أبوالسعود، وعرض عليها الفكرة، لكي تقوم بغناء الأغنية، لكنها ما إن سمعت جملة "أهلًا بالعيد" أبدت دهشتها وترددها من خوض التجربة، إلا أن سلامة نجح في إقناعها، وتم اختيار المخرج شكري أبوعميرة لتصوير الأغنية، وتم تصويرها خارج الاستوديوهات، في الحدائق والشوارع، بشكل كان جديد وقتها، ومثيرًا للإعجاب.
وحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا وقت عرضها، واستمرت إلى الآن لتتحول إلى أيقونة الاحتفال بالعيد، خاصة وأن كلماتها بسيطة، ولحنها مبهج، وتقول كلمات الأغنية: "أهلًا أهلًا بالعيد.. مرحب مرحب بالعيد.. العيد فرحة.. وأجمل فرحة.. تجمع شمل قريب وبعيد.. سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد.. غنوا معايا غنوا.. قولوا ورايا قولوا.. كتر يا رب في أفراحنا.. واطرح فيها البركة وزيد.. جانا العيد أهو جانا العيد.. باركوا وهنوا.. سوا واتمنوا.. كل العالم يبقى سعيد.. كله أخوه.. بره وجوه.. كله فرح وهنا وزغاريد.. غنوا معايا غنوا.. قولوا ورايا قولوا.. كتر يا رب في أعيادنا واطرح فيها البركة وزيد.. جانا العيد أهو جانا العيد".
