رحلت عن عالمنا الفنانة المصرية الكبيرة سهير البابلي، بعد رحلة عطاء فني ومسيرة حافلة بالأعمال الدرامية والمسرحية التي أثرت المكتبة الفنية العربية.
نقطة البداية
بدأت سهير البابلي، مسيرتها الفنية بتقليد الفنانين في سن المراهقة، واكتشف موهبتها والدها وتنبأ لها بمستقبل فني كبير، لتلتحق بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وسط اعتراضات والدتها التي كانت ترفض عملها في الفن، حتى إنها تتبعتها ذات مرة إلى المسرح لتفاجأ بها سهير تصرخ في وجهها، فهربت منها إلى داخل غرفة حارس المسرح بالأوبرا، بحسب تصريحات لها.
أعمالها المسرحية
اتجهت البابلي إلى المسرح، بتشجيع من الممثل المصري فتوح نشاطي، الذي دفعها لاحتراف الفن، وساعدها في الانضمام إلى المسرح القومي، لتقدّم العديد من الأعمال، أبرزها: «شمشون وجليلة، سليمان الحلبي، نرجس، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، والدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية»، فضلًا عن أعمال مسرحية أخرى صنعت نجوميتها ولا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين مثل دور «أبلة عفت» المعلمة في مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي عرضت في سبعينيات القرن الماضي، ودورها في مسرحية «ريا وسكينة» التي تقاسمت بطولتها مع المطربة الراحلة شادية.
خلافها مع الزعيم وسعيد صالح
وحول أبرز مواقفها أثناء عرض «مدرسة المشاغبين»، تروي «البابلي»، في لقاء سابق، إنها كانت دائمة الخلاف مع النجمين عادل إمام وسعيد صالح لكثرة ارتجالهما، فكان الثنائي يتراهن على إضحاكها على المسرح في كل عرض، لتفاجئهم هي ذات مرة بارتجال ليضطرا إلى غلق ستار المسرح 3 مرات لعدم سيطرتهما على الضحك.
وقدمت سهير البابلي، للدراما التلفزيونية العديد من الأعمال، لكن تظل شخصية بكيرزة هانم الدرملي الأشهر على الإطلاق، والتي قدمتها في مسلسل «بكيزة وزغلول» مع النجمة إسعاد يونس.
اعتزال الفن
وفي العام 1997 قررت سهير البابلي اعتزال العمل الفني، وارتدت الحجاب لتختفي عن الأنظار تمامًا إلا من بعض المقابلات التليفزيونية، قبل أن تعود عام 2006 لتقدم مسلسل «قلب حبيبة»، ثم بعدت عن الساحة الفنية مجددا لتعود بمسلسل «قانون سوسكا»، والذي لم يتم عرضه حتى الآن؛ بسبب مشاكل إنتاجية.
وتوفيت الفنانة سهير البابلي، التي اشتهرت في الوسط الفني بلقب «سوسكا»، مساء أمس الأحد، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعدما تدهورت حالتها الصحية خلال الأيام الماضية بعد أزمة صحية ألمت بها مؤخرًا إثر مضاعفات مرض السكري.
اقرأ أيضًا|