فقدت الجزائر، اليوم الجمعة، واحدًا من أعمدة الفن، الممثل والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى، عن عمر ناهز الـ 78 عامًا، إثر وعكة صحية، بحسب ما ذكرت وزارة الثقافة الجزائرية.
وفي رسالة نعي، قالت الوزيرة صورية مولوجي، إن «الساحة الفنية فقدت أحد قاماتها البارزة، ويترجل من صهوة الفن مجددًا فارس من فرسانها»، مضيفة أنه «يغادر تاركا وراءه إرثا فنيا مسرحيا وسينمائيا، فهو صاحب عديد الأعمال المسرحية التي تركت بصمتها في عالم أبي الفنون، وصاحب رصيد سينمائي غني».
وفي رصيد بن عيسى، 50 سنة من العطاء الفني، تجسدت في 120 فيلمًا وعشرات المسرحيات والأدوار السينمائية التي اشتهر بها ومكنته من اكتساب شهرة وشعبية كبيرة.
وقال المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس (غرب الجزائر)، إنّ أحمد بن عيسى وجه دائم العطاء سينمائياً ومسرحيًا، وصاحب إرث فني وثقافي متعدد الامتيازات، إذ تقلد منصب مدير مسرح سيدي بلعباس إبان فترة التسعينيات، وهي فترة عصيبة في تاريخ الجزائر.
ولد أحمد بن عيسى في منطقة ندرومة بولاية تلمسان غربي الجزائر، في 2 مارس 1944م، وتولى إدارة مسرح سيدي بلعباس الجهوي في سنة 1995، ويعود له الفضل في استحداث مهرجان المسرح الممتاز الذي استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات المسرحية.
من جهته، قال رابح علاوة، الصحافي المتخصص في شؤون الفن، إن أحمد بن عيسى توفي بمدينة كان الفرنسية، حيث كان يُعرض له بمهرجان "كان" السينمائي فيلم "la goute –d’or".
وحسب علاوة، فإن الفنان بن عيسى توفي بعد فترة وجيزة من الاشتباه بإصابته بمرض خبيث (السرطان)، وسيتم نقله إلى مدينة باريس ومنها ينقل جثمانه إلى الجزائر لدفنه.
وتكلّل المسار الفني للفنان أحمد بن عيسى بعدة أعمال مسرحية، منها "الزيتونة" عن نص محمد بودية، و"الطير الأخضر" لــ "كارلو ڨودزي"، بالإضافة إلى المفترسون، الثمن، المغارة المنفجرة.
كما شارك أحمد بن عيسى في أعمال تليفزيونية وسينمائية كثيرة، مثل "أبواب الشمس"، و"كحلة وبيضا"، خارجون عن القانون والصوت الخفي والجزائر للأبد.