لم يكد المسلسل المثير للجدل «شارع شيكاغو» يتجاوز أزمة جراءة البوستر، حتى سقط في مستنقع الألفاظ النابية والمشاهد الساخنة التي عجّ بها العمل، ليفجر سلسلة من ردود أفعال غاضبة في الشارع العربي إزاء تلك الردة غير المبررة في الدراما السورية.
وربما لم تهدأ الأجواء في أعقاب الكشف عن الملصق الدعائي لمسلسل شارع شيكاغو، والذي حمل مشهد بداية لتبادل قبلة مثيرة بين بطل العمل سولاف فواخرجي والممثل مهيار خضور، حتى صُدم الجمهور في عدم الرقابة على الألفاظ النابية والفجة، التي تطفو بين المشهد من حين إلى آخر.
واللافت أن العمل المثير للجدل أفلت من العرض في موسم رمضان الماضي؛ بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي فرضت التأجيل على المسلسل، الأمر الذي أثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية السماح بمثل تلك المشاهد الجريئة في الشهر الفضيل.
ويبدو أن مخرج المسلسل، محمد عبد العزيز، رفض أن تمر حلقة جديدة دون أن يتصدر قائمة التداول؛ حيث بالغ في المشاهد المثيرة؛ حيث ظهرت الفنانة أمل عرفة وهي تمد قدمها نحو الممثل مصطفى المصطفى، الذي ركع على الأرض لتقبيلها، الأمر الذي أثار حفيظة المشاهدين من المبالغة في سياق من الجرأة دخيل كليًا على الدراما السورية.
وتوالت ردة الفعل الغاضبة من جانب المتابعين؛ بسبب انعدام الرقابة على المسلسل، الذي حاول تمرير العديد من المشاهد الفاضحة والألفاظ القبيحة، تحت لافتة حصر المشاهدة على من تجاوز الـ18، وهو ما اعتبروه تحايلًا غير مبرر لعرض مثل تلك المشاهد التي لا تتسق مع القيم والعادات الشرقية.
وفي الوقت الذي حاولت سولاف فواخرجي تبرير قبلة الملصق الدعائي للمسلسل، عبر الاستعانة ببوستر فيلم «أبي فوق الشجرة»، وعقبت عبر حسابها الشخصي على موقع «إنستجرام»: «أفيشات أشهر أفلام الخمسينيات والستينيات بطولة كبار النجوم، في زمن كان كل إنسان رقيب على نفسه، زمن كان فيه أخلاق وتربية وتذوق للفن والفهم والاستيعاب، والأهم من كل هذا، لم يكن هناك قلة أخلاق ولا تحرش ولا الجرائم التي نسمع عنها كل يوم».
وكسر المخرج محمد عبد العزيز، حاجز الصمت إزاء الانتقادات الحادة التي طالت المسلسل، معربًا عن سعادته –بما وصفها- بالأصداء الإيجابية تجاه العمل، وتعلق المشاهدين بالعلاقة الرومانسية بين «ميرامار ومراد عكاش».
وبرر عبد العزيز، في تصريحات تلفزيونية، المشاهد المثيرة للجدل، بأن المسلسل مصنف +18، وبالتالي عُرف من البداية أن المحتوى غير مناسب للأطفال، كما أن العمل يُعرض على قناة مشفرة.
واعتبر أن مشاهد التقبيل والألفاظ النابية تأتي في السياق الدرامي التي تعبر تمامًا عن بيئة شخوص العمل، متهمًا المجتمع العربي بالتناقض إزاء رفض الشتائم التي يستخدونهما بشكل يومي، والاعتراض على القُبل التي يتبادلونها وما وراءها، على حد تعبيره.
اقرأ أيضًا:
