تشهد الدراما الخليجية في هذا الموسم غياب بعض النجوم الكبار عن الساحة الفنية، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الغياب وتداعياته.
يعتبر النجوم الكبار رموزًا مهمة في عالم الفن، حيث يتمتعون بشعبية جماهيرية وحضور قوي، ومع غيابهم، ينشأ جو من الفضول والتكهنات حول مستقبلهم ودورهم في الساحة الفنية.
في هذا الحوار الصحفي التقينا بالناقد الفني والمؤرخ يحيى زريقان ، لمعرفة أسباب غياب نجوم الدراما الكبار، وكذلك معرفة حال الدراما السعودية وماذا ينقصها.
* في البداية لماذا لا توجد في السعودية دراما جادة؟
*عدم وجود دراما جادة تعبر عن مقدرات المجتمع السعودي وقيّمه وعن مقدراته التاريخية والاجتماعية والثقافية والدينية والفنية والجغرافية والبيئية وقيمه ومبادئه ومثله التي يتحلى بها، يقف خلفها منتج غير مؤهل ومسؤول غير واعي لا يوجه بذلك.
من هنا نكتشف أن تقديمنا بهذه الصورة الدرامية للرأي العام العربي يسيء لنا على مدار السنوات الماضية وكأننا شعب بلا آلام بلا هموم، بلا قضايا، بلا طموحات.
وتسببت هذه الأعمال في تكريس الصورة الخاطئة عن كوننا شعب مرفه لا يعاني، وهذا ينافي الحقيقة، نحن بحاجة لمسؤول مدرك يعرف متطلباته وبحاجة لتقييم المنتجين الذين يقومون بإنتاج العمل الدرامي، حتى نخرج من هذه الأزمة بإذن الله سبحانه وتعالى.
* هل يوجد لدينا في السعودية ازمة كُتاب؟
لا توجد لدينا أزمة كُتاب، بل توجد لدينا أزمة منتجين مؤهلين مدركين لما يقومون به، وتوجد لدينا أزمة مسؤول عن هذا الاختصاص يعرف ما الذي يجب أن يخرج للناس.
* بعض المسلسلات الخليجية زادت في جرأتها في الطرح كيف تعلقون على ذلك؟
بكل أسف مفهوم الجرأة تم التعامل معه بصورة غير جيدة، الإصرار على الاستمرار في الخروج عن المألوف بحجة التسويق والترويج وتحقيق مشاهدة من قبل شركات متخصصة في هذا الجانب، سببها المسؤول أولا وأخيرا، فهو الذي يجيز ويقبل نشر مثل هذه الأعمال على الشاشة للمتلقي وهو الجمهور المغلوب على أمره، وأرجو من المسؤولين القائمين على محطات النشر والاتصال والعرض في العالم العربي مراجعة موقفهم الإداري.
لست مؤيدا للخروج عن المألوف، لكني مؤيد للأسباب التي تدفع بالعمل إلى الإثارة والتشويق إلى النجاح إلى الجودة، هذا ما أريد، والأهم من ذلك الحفاظ على الهوية.
* ما تقييمك للأعمال الدرامية السعودية في رمضان؟
ولله الحمد. في هذا العام شهدنا أعمال درامية أعطتنا أمل كبير بأننا قادرين أن نقف من جديد ونسجل لنا حضور في هذا المجال وبالصورة المطلوبة والمأمولة والمشرفة، الأعمال السعودية مثل «خيوط المعازيب» و«الشرار» أعمال جيدة على مستوى الانتاج، والدراما والكتابة، وكذلك اداء الممثلين والتصوير ومواقع التصوير والملابس والاكسسوارات، حقيقة أنا فرحت جدا عندما رأيت مثل هذه الأعمال.
* أخيرا أستاذ يحيى شاهدنا غياب العديد من نجوم الفن الخليجي امثال حياة الفهد وسعاد عبدالله وناصر القصبي في هذا الموسم إلى ماذا تعزوا ذلك؟
هذا أمر طبيعي، والمفترض أن أي شخص في الحياة يتوقف لبرهة لمراجعة وتقييم ما يقدم ومعرفة ما يجري على السطح من متغيرات وأحداث حول مساهماته في الاختصاص الذي ينتمي إليه، فما بالك أن هؤلاء بشر قد تكون هناك مسببات تقف خلف عدم ظهورهم.
فيما يتعلق بحياة الفهد، يبدو أن أوضاعها الصحية كانت أحد عوامل عدم ظهورها هذا العام، كذلك سعاد عبد الله والله أعلم، أما بالنسبة إلى ناصر القصبي ففي تصوري الشخصي أنه لم يكن لديه ما يقدمه بالدرجة الأولى، وأجد العذر له في حاجته للراحة والابتعاد قليلا بغية والمراجعة والتقييم والتقاط الأنفاس وتصحيح المسار.
ناهيك عن وجود أنباء متداولة عن تفاصيل تتعلق بارتباطه في محطة الإم بي.سي تسببت في عدم ظهوره أو كانت أحد أسباب عدم ظهوره.