حرصت إدارة مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته الثامنة، الذي ينظمه نادي الإبل تحت شعار "عز لأهلها"، في أرض الصياهد على بعد 120 كيلو متراً شمال شرقي العاصمة الرياض، على توفر جميع الخدمات الإنسانية لزوار ومرتادي المهرجان من أسواق ومواد تموينية ومطاعم، ومخيمات للإسكان مجهزة بما يحتاجه عشاق هذا التراث العالمي.
وفي جولة استطلاعية لـ "واس" في شارع الدهناء التجاري كشف مجموعة من المستثمرين أن هناك أكثر من 15 موقعًا لتأجير الخيام في الشارع التجاري بالمهرجان، حيث تتراوح أسعار الخيمة الواحدة للفئة الاقتصادية من 100 إلى 170 ريالًا يوميًا مع خدماتها، تتوفر بها الإضاءة والمياه ودورات المياه والفرش تتسع لـ "6" أشخاص، فيما تتراوح أسعار فئة vip إلى 1500 ريال لليوم حسب التجهيزات من تأثيث وإضاءات ودورات المياه وخصوصية المكان، حيث تتسع لما يقارب 20 شخصًا.
فيما تتراوح أسعار خيام الملاك المشاركين، التي يقام فيها احتفالاتهم من 90 إلى 200 ألف يوميًا حسب التجهيزات المرغوب فيها، حيث تحتوي على صيوان وساحة كبيرة مغطاة بعقود الإنارة والخدمات تتسع لإعداد كبيرة، إضافة إلى مخيمات مبيت تحيط بالمخيم من كل اتجاهاته مع خدماتها، علاوة على توافر الخدمات لزوار المهرجان من مواد تموينية ومطاعم ومطابخ، واحتياجات البر والتخييم من الحطب والفحم وغيرها، في أجواء شتوية جاذبة لعشاق النزهة البرية.
ويقول المستثمر متعب العتيبي إن هناك وعياً من المستثمرين في تقديم القيمة المضافة، كما أن هناك تطويرًا مستمرًا لأرض المهرجان سنة تلو الأخرى، مما يحقق عائدًا أكبر، علاوة على توفير دعم خاص من النادي والجهات المعنية للأسر المنتجة داخل قرية الفعاليات من ناحية توفير أماكن مجانية لعرض بضائعهم وبيعها على الزوار ورواد المهرجان بما يكفل لهم باب رزق ومعيشة كريمة، وكل ذلك بفضل الله ثم القيادة الحكيمة التي جعلت رفاهية المواطن ديدنها.
ويضيف الزائر سلمان العنزي أن ما يتضمنه المهرجان من أركان متنوعة هدفت جميعها إلى تنمية هذا الموروث لدى الزائر وتعريف الأطفال به، خصوصًا معرض مطايا الذي ضم مجموعة من الصور التي تتحدث عن أنواع الإبل وأشكالها والآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية التي ذكرت الإبل، متوجهًا بالشكر لجميع القائمين على مثل هذا الحدث العالمي، وعلى رأسهم إدارة النادي.
كما عبر الزائر سالم الروقي عن سعادته بزيارة المهرجان، وما رآه من الفعاليات المميزة والمتعددة ومناسبتها لجميع أفراد الأسرة عمومًا والأطفال على وجه الخصوص، مشيرًا إلى هذه الفعاليات أعادت الذاكرة بنا إلى الزمن الماضي، كما أنها عرّفت الأجيال الصاعدة من الأطفال بهذا الموروث، في ظل وجود التقنيات والألعاب الإلكترونية، والارتقاء بالموروث السعودي الأصيل، والتوعية بأهميته ونقله إلى الأجيال الجديدة عبر قنوات مختصة وفعاليات مختلفة خُصصت للأطفال؛ بهدف تعزيز الموروث الخاص بالإبل لديهم، حيث تشكّل فعالية تجربة ركوب الإبل والأنشطة التفاعلية في مختلف الأركان من الأنشطة، الوعي بأهميته وقيمته الوطنية والاستفادة منه.
وترجم مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الاهتمام الكبير في إعادة إحياء الموروث الثقافي للإبل بين أبناء الجيل المعاصر؛ من خلال حزمة من البرامج والفعاليات والأنشطة التي أظهرت مكانة الإبل المرموقة في نفوس أبناء المملكة العربية السعودية، وأهل شبه الجزيرة العربية وعموم المنطقة العربية، فقد استحوذت الإبل على حبهم واهتمامهم وشغفهم منذ القدم حتى يومنا الحاضر، حيث تعد المملكة من أكثر الدول التي تهتم بموروثاتها الحضارية والثقافية، وتسعى جاهدةً للحفاظ عليها وصونها وتعريف الشعوب بمدى أهميتها لدى أبنائها؛ باعتبارها جزءًا من حياتهم وخصوصية هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة.
ويسعى المهرجان من إضفاء التفاعل المستمر، إلى صون التراث الحضاري والثقافي للمملكة في قلوب أبنائها والمحافظة على الموروث الشعبي، ودعم وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية والترفيهية في المكان، حيث جاءت النسخة الثامنة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل التي تقام تحت شعار "عز لأهلها" لتؤكد أصالة هذا الموروث، وترسيخ الثقافة والتراث الوطني وتعزيز الجوانب الحضارية والوطنية، ونشر العمق الحضاري للمملكة، بالإضافة إلى دعم الملاك وتشجيعهم على الاستمرارية في تربيتها، فضلاً عن إطلاع الجيل الجديد على هذا الموروث الرياضي، وتقوية روابطه وصِلاته، ليصبح المهرجان اليوم نقطة وعلامة واضحة تميز أبناء المملكة العربية السعودية.