كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن تصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى ذروتها، وسط تحذيرات مسؤولين أمريكيين من أن الأخيرة لا تزال تستعد للانتقام، بالتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم السليماني.
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن تخوفهم من أن ضربة وشيكة ستكون أكبر من الهجمات الصاروخية الدورية التي تنفذها الميليشيات الموالية لإيران في العراق مستهدفة مواقع القوات الأمريكية أو السفارة في بغداد، حسبما نقلت الصحيفة، في تقرير نشرته مساء الاثنين «ترجمته عاجل».
وأشارت مصادر تحدثت اليها الصحيفة، طلبت عدم ذكر أسمائها، إلى أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق حصلت على أسلحة جديدة متطورة، وقال أحدهم: «ما زلنا نعتقد أن الأمر قد يتطور بشكل سريع من مجرد التخطيط إلى التنفيذ في فترة زمنية قصيرة. الخوف هو أن أي تصرف محتمل لن يشبه هجمات الوكالة المعتادة».
ولم توفر المصادر الأمريكية أي دليل على استعدادت إيرانية جارية لتنفيذ هجوم، كما لم يفصحوا عن المعلومات التي دفعتهم للاستنتاج بأن طهران تعمل على نقل أسلحة متطورة إلى العراق.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية العراقي، في الأيام الأخيرة، من «محرضين يخططون للهجوم على المصالح الأمريكية لجر واشنطن في حرب خلال الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب».
ويتزامن التقييم الأمريكي مع إعلان خطير من جانب طهران أكدت فيه عزمها مواصلة تخصيب اليورانيوم؛ حيث قال الناطق باسم الحكومة، علي ربيع، إن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو.
ويتعارض ذلك مع شروط الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يقيد تخصيب اليورانيوم، خصوصًا داخل منشأة فوردو.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، رفع المسؤولون الإيرانيون من نغمة التحذيرات والتهديدات ضد الولايات المتحدة، وصلت بهم إلى حد التهديد بأن «ترامب لن يكون آمنا».
وفي إشارة أخرى على التوتر المتنامي، تراجع وزير الدفاع القائم بالأعمال، كريستوفر ميلر، الأحد، عن قرار اتخذته الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، بإعادة حاملة الطائرات «نيميتز» إلى الولايات المتحدة، وقرر الإبقاء عليها في منطقة الشرق الأوسط.
الحاملة «نيميتز»، التي تعمل بالطاقة النووية، تنقل طائرات مقاتلة وطائرات هجومية الكترونية، ويصاحبها أسطول يضم مدمرات صواريخ موجهة، وهي موجودة الآن في الجزء الشرقي الأقصى من المنطقة البحرية للقيادة المركزية الأمريكية، قرب الهند.
وخلال الأيام الأخيرة التي سبقت الذكرى الأولى لمقتل سليماني، ذكرت «واشنطن بوست» أن البنتاجون اتخذ خطوات إضافية تهدف بالأساس إلى ردع إيران، بما فيها إرسال قاذفات «بي 52» إلى المنطقة، مع تقليل الطاقم في السفارة الأمريكية في بغداد.