البُعْد الإنساني لـ«الزعامة السعودية».. عطاء عابر للقارات شعاره «حياة كريمة لكل البشر»

مركز الملك سلمان للإغاثة عنوانه الأبرز
البُعْد الإنساني لـ«الزعامة السعودية».. عطاء عابر للقارات شعاره «حياة كريمة لكل البشر»

الطابع الإنساني ليس جديدًا على السياسة الخارجية السعودية، لكنه تعزَّز خلال السنوات الماضية، بوضعه في إطار مؤسسي يضمن له الاستمرارية والتأثير الملموس في خدمة الشعوب، دون تفرقة أو تمييز.

وجاء تصنيف مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» للمملكة ضمن الدول العشر التي تتزعم العالم؛ ليؤكّد أنَّ هذه الخطوة قد أتت بثمارها، على صعيد التقدير العالمي لهذا الجانب في  السياسة السعودية، خاصةً مع تعاظم تأثيره في معظم الساحات، خاصة تلك التي تعانِي من أزمات إنسانية سبَّبتها أطراف أخرى لا يعنيها غير تحقيق مصالحها السياسية.

ويمثّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تأسَّس بأمر ملكي عام 2015، الوجه الأبرز للسياسة الإنسانية السعودية، التي ظهرت بصمتها في معظم مناطق العالم، مقدمة العون والرعاية لملايين لا يجمعهم اليوم إلا امتنانهم للمملكة وأبنائها الذين ذهبوا إليهم، حاملين رغباتهم الصادقة في تخفيف معاناة البشر.

ويعمل المركز وفق رسالة حددها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند إطلاقه هذا المشروع الضخم، وجاء فيها: «انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصًا للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة».

ووفق ما حدَّده الملك سلمان فإنَّ هذا المركز يقوم «على البُعْد الإنساني، بعيدًا عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة»، وقد نجح المركز بالفعل في الوفاء بهذا الالتزام، ما عزَّز مكانته كجهة تعمل للحفاظ على كرامة الإنسان وحياته، دون النظر لأي اعتبارات جانبية.

 وبينما ينشر الآخرون الموت في اليمن وسوريا والصومال والعراق وغيرها، سجل مركز الملك سلمان، خلال السنوات الماضية، نجاحًا كبيرًا في إعادة الحياة إلى كثير من المناطق مع دعم مئات الآلاف من المقيمين فيها.

وكمثال حديث يؤكّد هذه الحقيقة، تمكن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن «مسام» خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير 2019م، من انتزاع 14 لغمًا مضادًا للأفراد و625 لغمًا مضادًا للدبابات و665 ذخيرة غير متفجرة و67 عبوة ناسفة؛ ليبلغ إجمالي ما تَمّ نزعه خلال الأسبوع الثالث 1,371 لغمًا.

وبلغ إجمالي ما تَمَّ نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 44,743 لغمًا زرعتها الميليشيات الحوثية المارقة في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة، راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.

وفضلًا عما يُقدّمه من خدمات طبية وغذائية، يعمل المركز على إعادة تأهيل الأطفال الذين زجّت بهم الميليشيا في جبهات القتال؛ ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية عبر برامج ترفيه ورعاية محددة. كما يعمل المركز على دعم الأسر التي فقدت عائليها بمختلف المحافظات اليمنية، وهو نفس ما يقدمه للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وغيرهما.

ومنذ تأسيسه، قدم مركز الملك سلمان مساعداته الإنسانية والإغاثية والإنمائية لأكثر من 37 دولة حول العالم. كما تَمَّ تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الإنسانية؛ لإيصال المساعدات الإغاثية لملايين المستفيدين في جميع أنحاء العالم.

وبجانب مجموعة من الساحات العربية، ظهر دور المركز بوضوح في دعم عدد من دول آسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى، وذلك بالشراكة مع عددٍ من المنظمات الدولية كالصحة العالمية والمفوضية الدولية لشؤون اللاجئين واليونسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك وفق الضوابط المعمول بها في مجال الدعم الإنساني.

 واكتسب المركز مكانته من نجاحه في الوصول إلى المناطق المحتاجة للمساعدة بسرعة وفاعلية، مع التزام العاملين في أنشطته بمدونة السلوك الصارمة التي وضعها لنفسه، وتمثل عنوانًا للوجه الإنساني المعروف للمملكة.

وتتضمن مدونة السلوك الإغاثي للمركز «أداء العمل بنزاهة وإنسانية»، الاستجابة للاحتياجات بحيادية وشفافية وتجرد من كافة الدوافع الخفية، والسعي الجاد لتحقيق أقصى مستويات الاحترافية والجودة، في ظل سعيه لترسيخ قيمة مركزية هي «الإنسانيــــــــة بــلا حـــــــــدود».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa