رينارد يكشف أسباب قبوله تدريب الأخضر ويتحدث عن تجربته في المملكة (حوار)

المدرب الفرنسي يسعى للتأهل إلى قطر 2022..
رينارد يكشف أسباب قبوله تدريب الأخضر ويتحدث عن تجربته في المملكة (حوار)

بعد أكثر من عقد من الزمان في إفريقيا، فاز خلاله بالبطولة القارية مع زامبيا وكوت ديفوار، فضلًا عن التأهل لكأس العالم FIFA مع المغرب، قرر المدرب الفرنسيّ هيرفي رينارد الانتقال إلى قارة جديدة، وهي آسيا، حيث تولى الفريق الوطنيّ للمملكة العربية السعودية في يوليو (الماضي).

على الرغم من جدول أعماله المزدحم ووقت استعداده الضيق في حملة التصفيات المؤهلة لكأس العالم FIFA الحالية لقطر 2022، بادر المدرب لإجراء مقابلة حصرية مطولة مع FIFA.com.

وقال المدرب: "لقد حان الوقت لتحدٍّ جديد، وآمل أن أكون ناجحًا في المملكة العربية السعودية". في المقابلة، تحدث صاحب الـ51 عامًا عن أهدافه مع المنتخب السعودي، وذكرياته لأكثر من عقد في إفريقيا ورغبته في علاقة جيدة مع لاعبيه، بغضّ النظر عن الفريق.

ما الذي دفعك بعد هذا الوقت الطويل في إفريقيا لقبول العرض المقدم من المملكة العربية السعودية والذهاب إلى آسيا؟

الحياة نفسها.. أعتقد أنه من المهم مواجهة التحديات الجديدة باستمرار والسعي لتحقيق النجاح.. لقد عملت في إفريقيا لأكثر من عقد من الزمان، وأعتبر أنني حققت خلاله نجاحًا كبيرًا. ولكن حان الوقت للتغيير. ما زلت أرغب في العمل مع فريق وطنيّ، وحصلت على عرض من المملكة العربية السعودية لتولي فريقها.. أنا أعرف الفريق السعودي جيدًا. بعد كل شيء، كان السعوديون في روسيا؛ حيث شاركوا في آخر نسخة من كأس العالم FIFA، وهم يعدون من أصحاب الثقل في آسيا.. مثل هذا العرض يصعب رفضه.. المملكة العربية السعودية هي واحدة من الأسماء الكبيرة في كرة القدم. إذا عملنا جميعًا بجدّ، يمكننا تحقيق ما خططنا للقيام به.

أنت هنا فقط منذ 3 أشهر.. إلى أي مدى تعرفت على اللاعبين بشكل جيد خلال تلك المدة، وما هي خطتك على المدى القصير؟

كانت الخطة هي مشاهدة جميع اللاعبين أولًا. لحسن الحظ، بدأ بعد ذلك موسم الدوري الوطني، وكان لدينا أيضًا أربعة فرق في دوري أبطال آسيا. ثم جمعنا الفريق لأول مرة لمدة عشرة أيام. تعرفنا على بعض ووضعنا أسس عملنا. مع مرور الوقت، أصبحت الأمور أفضل وأفضل وبدأنا التركيز على لعب كرة القدم. أيضًا خارج الملعب كل شيء على ما يرام. يتعرف اللاعبون على بعضهم جيدًا. أخبرهم دائمًا أنهم محظوظون: فارتداء القميص الوطني هو شرف عظيم لأي لاعب. لذلك عليهم العمل بجد.

ماذا الذي تريد تحقيقه مع السعودية؟

بدأنا المسابقة التأهيلية لكأس العالم قطر 2022 FIFA وكأس آسيا 2023. هدفنا الأول هو الانتهاء من المجموعة الرابعة فائزين لأجل الوصول إلى الدور النهائي. المهمة الأخرى هي دمج الوجوه الصغيرة في الفريق، وهذه ستكون عملية مستمرة.. هناك عديد من المواهب الشابة البارزة سنمنحها الفرصة.. فازوا ببطولة آسيا تحت 19 سنة وشاركوا في كأس العالم تحت 20 سنة FIFA في بولندا هذا العام. نحن نسعى جاهدين لدمج اللاعبين الشباب ونأمل أن يكتسبوا الخبرة اللازمة لمساعدتنا في بناء فريق قوي للمستقبل.

بخبرتك، ما هي نقاط قوة اللاعبين السعوديين وكيف تقيم أول ثلاثة مواجهات بالتصفيات؟

اللاعبون السعوديون موهوبون فنيًّا للغاية، ويمكنهم التنافس في القارة بأكملها على أعلى مستوى. تم تمثيل أربعة فرق سعودية في دوري أبطال آسيا. لدينا سبعة لاعبين من فريق الهلال الذي وصل لتوّه إلى النهائي. بالطبع نأمل أن يفوزوا باللقب. مع المنتخب الوطنيّ، لعبنا مباراة ودية ضد مالي، وكانت صعبة للغاية. بعد ذلك بدأنا التصفيات المؤهلة. حتى الآن لعبنا ثلاث مباريات. فزنا على سنغافورا في الداخل وتعادلنا مع اليمن وفلسطين. هذا يدلّ على أن مجموعتنا ليست سهلة. جميع الفرق مصممة على تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط. نأمل أن نستمر في التصاعد وإظهار إمكاناتنا الكاملة لجعل الجماهير السعودية سعيدة.

هل لديك فلسفة تدريبية أو تكتيكات خاصة يجب على فرقك الالتزام بها؟

أهم فلسفة بالنسبة لي هي اللعب كفريق واحد. نستخدم عرض المربع بالكامل للسماح للكرة بالانتقال والتحرك بذكاء. إذا نجحنا، يمكننا أيضًا تطوير تقنيات معينة واتباع تكتيكات مختلفة اعتمادًا على اللعبة والموقف. على سبيل المثال، بدأنا ضد سنغافورا بتشكيل 4-2-3-1. كان الفريق منظم بشكل جيد للغاية. قدمنا أداءً جيدًا وفزنا 3-0 كما قلت، إذا كانت لدينا موهبة كافية، وأظهرنا نضجًا فنيًّا، ولعبنا كفريق واحد، عندها يمكننا المضي قدمًا.

كان المشجعون السعوديون متحمسين لتعيينكم بسبب نجاحاتكم في إفريقيا.. هل شعرت بذلك؟

أعلم أن الجماهير السعودية ترغب دائمًا في الانتصارات وترغب في رؤية الفريق في أعلى مستوى ممكن.. لعبنا مباراة ودية في الدمام قبل الذهاب لملاقاة سنغافورا في القصيم. المشجعون حقا كانوا يساندوننا، وخلقوا جوًّا رائعًا. نأمل أن يكون هذا هو الحال مع مباريات التصفيات القادمة. إذ أن المشجعين عامل مهم للغاية بالنسبة لنا في هذه المهمة الصعبة.

بماذا يمكنك أن تعد المشجعين السعوديين؟

لا أحب تقديم وعود كبيرة، لكن من الواضح أنني أتيت إلى هنا للتأهل مع الفريق لكأس العالم 2022 FIFA. أرى أن هذا هو هدفنا الأكثر أهمية وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيقه. أتوقع أن نستمر في التحسن والأداء الجيد في المباريات. في بداية عملي مع فريق جديد، أشرح دائمًا للاعبين: "أنكم لستم هنا لتستمتعوا بامتيازات مماثلة لما تنالونه مع أنديتكم، ولكن لأنكم تتشرفون بتمثيل بلدكم بأفضل قدر ممكن". أحثّ جميع اللاعبين على توحيد الجهود لتحقيق أهدافنا.

هل يمكننا أن نلقي نظرة على وقتك في إفريقيا، وخاصة على نجاحاتك الكبيرة مع زامبيا؟ كيف تصف هذه التجربة؟

نعم، عندما كنت مدربًا لزامبيا، كان هناك كثير من اللاعبين الشباب في الفريق كانوا على استعداد للعمل بجدّ. لقد كان لديهم دراية فنية وكان الجو في الفريق ممتازًا. كانوا على استعداد لفعل أي شيء قلته. أردنا الكفاح من أجل الألقاب، وليس فقط إثبات أنفسنا. لأول مرة منذ 14 عامًا، في كأس إفريقيا للأمم 2010، وصلنا إلى ربع النهائي. كانت تلك نقطة انطلاق جيدة للغاية يمكن الاعتماد عليها لنسخة البطولة في عام 2012. لقد كانت بطولة لا تنسى حقًّا (قالها مبتسمًا). لعبنا بشكل جيد للغاية. لقد استغللنا في كل مباراة فرصنا واحتفلنا بانتصاراتنا حتى وصلنا إلى النهائي. كان اللاعبون مكرسين للغاية واغتنموا الفرصة التاريخية وفازوا باللقب في المباراة النهائية ضد ساحل العاج. لقد كانت بطولة رائعة، على الرغم من أن كثيرين قالوا إنها مجرد هبة من السماء.

البقاء في القمة دائمًا صعب. كيف نجحت في تكرار هذا النجاح في عام 2015 مع كوت ديفوار؟ كان من الرائع بالتأكيد الفوز بكأس إفريقيا بفريقين مختلفين.

نعم هذا صحيح. بمجرد أن تفوز بهذه الكأس، فإنك ترغب في الحصول عليها بين يديك مرة أخرى. بعد ثلاث سنوات، عدت إلى أكبر مسرح لكرة القدم الإفريقية، لكن هذه المرة مع ساحل العاج. حققنا الفوز باللقب في عام 2015 وقد لعبنا من البداية بقوة. كان هناك لاعبون رائعون في الفريق، كانت لدينا علاقة رائعة وأنا أثق بهم. مع هذا المزيج يمكنك تحقيق النجاح، حتى لو كانت العقبات تقف في طريقه.

لأول مرة منذ 20 سنة، تمكنت من قيادة المغرب إلى نهائيات كأس العالم. كيف كانت تلك التجربة؟

كان هذا شيء مميز جدًّا. لقد وضعنا لأنفسنا عدة أهداف وحققنا أهمها، ألا وهو التأهيل لروسيا 2018. هناك أظهرنا أداءً جيدًا للغاية. النتائج لم تكن تسر رغم أننا لعبنا أفضل من خصومنا. كانت علاقتي مع اللاعبين على المستوى الشخصي ممتازة أيضًا. روح الفريق كانت رائعة. حتى اللاعبون المصابون أرادوا القدوم إلينا خلال فترات الاستراحة الدولية وقضاء بعض الوقت مع الفريق في المعسكر التدريبي. كنت سعيدًا جدًّا بالجو.

والآن تريد العودة إلى كأس العالم، لكن هذه المرة مع السعودية؟

نعم بالطبع. بمجرد تجربة الأجواء في كأس العالم، فأنت تريد الذهاب إلى هناك مرة أخرى. لا شيء يقارن بالمشاركة في أكبر بطولة كرة قدم في العالم. على أي حال، سأعمل بجد لقيادة المملكة العربية السعودية إلى نهائيات كأس العالم في عام 2022.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa