لماذا لن ينقذ فلاديمير بوتين نيكولاس مادورو؟!

صعوبات اقتصادية
لماذا لن ينقذ فلاديمير بوتين نيكولاس مادورو؟!

بالرغم من أن روسيا برزت كحليف مقرّب للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في نضاله من أجل التمسك بالسلطة بعد تنصيب خوان جوايدو، يقول عديد من الخبراء، إنه من غير المرجّح أن يتعهد الكرملين بحملة عسكرية للحفاظ على نظام مادورو.

هذا ما أكده الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال إنه لم تكن هناك مناقشات في الحكومة لتوسيع المساعدات المالية أو العسكرية للحفاظ على نيكولاس مادورو في السلطة.

وبحسب ما ذكر موقع infobae الإسباني، فإن موسكو لديها عدة أسباب لعدم الوقوف وراء نيكولاس مادورو وحمايته.

وقال الموقع، إن السبب الأول هو أن فنزويلا لديها ديون مع روسيا تبلغ 10 مليارات دولار، ومن الصعب أن تردها حكومة مادورو في الوقت الحالي.

كما أن نظام مادورو كان يستجيب لالتزاماته التجارية بإرسال براميل النفط الخام إلى موسكو، إلا أن مصدر قريب من شركة PDVSA الحكومية للنفط، كشف في ديسمبر أنه سيتم تخفيض نصف ما تم الاتفاق عليه (300 ألف برميل يوميًّا بدلًا من 600 ألف).

وأشار الموقع إلى أن السبب الثاني، هو أن روسيا التي تواجه فترة من الركود الاقتصادي والاستياء الاجتماعي المتزايد، لديها أموال محدودة للقيام بحملات دولية.

وقال فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع (المجلس الاستشاري في الكرملين): "لا أرى أي إمكانية لتقديم تنازلات وهي بعيدة للغاية، والقدرات اللوجستية لتنفيذ عملية كبيرة غير موجودة".

وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، أضاف لوكيانوف: "من الناحية الاقتصادية، فإن وضع روسيا ليس جيدًا في الوقت الحالي، ولن يكون هناك عبء آخر طويل الأجل موضع ترحيب".

وفقًا لتحليل وول ستريت جورنال، فإن الأزمة في فنزويلا بالنسبة لروسيا مماثلة لتلك الموجودة في أوكرانيا وسوريا، في تلك الحالات هدد دعم الولايات المتحدة لقوى المعارضة حلفاء موسكو، الذين كانوا لعدة عقود يشترون أسلحة روسية وفتحوا الأبواب أمام الاستثمار الروسي.

لكن هذه المرة لدى الكرملين خيارات أقل، وعلى الرغم من أن لوكيانوف قال إن روسيا تحتفظ بحق إرسال خبراء عسكريين لحماية الأصول أو المواطنين الروس في فنزويلا، إلا أن دعم موسكو الأكثر وضوحًا للنظام حتى الآن اقتصر على إرسال اثنين من القاذفات النووية لإجراء مناورات عسكرية في ديسمبر.

وأخيرًا، وفقًا لمسؤول روسي نقلت عنه وول ستريت جورنال، فقد ازداد إحباط بوتين مع مادورو، بعد أن أرسلت روسيا إلى كراكاس في العام الماضي وفدًا من المسؤولين من وزارة المالية مع خطة لتحقيق الاستقرار في الوضع الاقتصادي الكارثي بفنزويلا، لكن هذه الخطة رفضها النظام، الذي اعتبرها أكثر قسوة، ودعا لمزيد من المساعدات المالية والديون.

ووفقًا للدبلوماسيين الروس، فإن كل هذه العوامل دفعت موسكو إلى البحث عن التقارب مع المعارضة، خاصة بعد انتصار المعارضة المدوي في انتخابات الجمعية الوطنية عام 2015 والاحتجاجات في عام 2017.

ومع ذلك، لا تزال موسكو ترفض الاعتراف بخوان جوايدو رئيسًا للبلاد. ووفقًا للخبراء، فإن المسألة هي مسألة مبادئ أكثر من كونها قناعة حقيقية بمواصلة الرهان على الدكتاتور (مادورو).

وأكد لوكيانوف قائلًا: "إذا ما سألوا أي مسؤول في الحكومة الروسية، سيقول إنه انقلاب كلاسيكي بقيادة الولايات المتحدة وأن موقفهم لا يتعلق بإنقاذ مادورو شخصيًّا، ولكن حول تبني موقف مبدئي".
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa