الوشيمي: اللهجة العامية ليست خطرًا على اللغة العربية

اعتبر «الحج والعمرة» وسيلةً لتوسيع تداولها عالميًّا
الوشيمي: اللهجة العامية ليست خطرًا على اللغة العربية

فنَّد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية السابق الدكتور عبدالله الوشمي؛ المخاوف بشأن فقدان اللغة عبر الأجيال المتعاقبة، في ظل هيمنة استخدام اللهجة العامية.

وأشار الوشيمي إلى أن اللهجات المتداولة في الدول العربية، وخصوصًا السعودية، جزء من اللغة، وأصل كثير من تلك المفردات المنطوقة أو المكتوبة، وهي من عمق اللغة العربية الفصحى، ولكن التداول نقلها إلى مستوى أقل ولم يطمس طابع العربية عنه. والخوف يأتي من جهل معرفة مستويات اللغة.

وشدد على ضرورة الالتفات لاستخدام مصدر القوة للغة لتوسيع دائرة تداولها عالميًّا عبر المسلمين حول العالم الذين يتوافد منهم الملايين سنويًّا من أجل الحج والعمرة، مطالبًا المؤسسات اللغوية في السعودية بمؤازرة برامج تعليم اللغة لغير الناطقين بها خلال وجودهم أثناء تأديتهم شعائر الدين.

جاء ذلك خلال حديثه، في جلسة «الجهود السعودية في خدمة اللغة العربية»، ضمن جلسات قصة همة التي ينظمها المركز الإعلامي لليوم الوطني الـ89، أمس الجمعة في الرياض؛ بهدف مناقشة تحديات اللغة العربية وطرح الأدوات والوسائل المعززة لنمو اللغة على الصعيدين المحلي والدولي، واستعرض جهود المملكة في المحافظة على اللغة العربية محليًّا وعالميًّا.

وقال الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية السابق: «إن الجهود السعودية في خدمة اللغة ابتدأت في الحسم المبكر والرائع للملك عبدالعزيز في اختياره اسم المملكة العربية السعودية».

وتابع: «جهود المملكة في خدمة اللغة العربية أتت منذ التأسيس؛ فالتعريف الأول لبلادنا أنها عربية، وهو قبل أي تعريف آخر في الاسم، وهذا خيار وحيد أمامنا بأن نتمسك بكل تفاصيل (العربية) وهي في النظام الأساسي في الحكم، وهناك 130 قرارًا حكوميًّا لتمكين اللغة العربية في المملكة».

وأضاف الوشيمي أن السجالات والإشكالات المتعلقة باللغة العربية تأتي بسبب غياب المفهوم الصحيح والدقيق لوصف ماهية اللغة، وأن وصف اللغة العربية بشكل مبكر سيحل الكثير من المشكلات، مضيفًا أن اللغة العربية قادرة على استيعاب المفردات الحديثة بقوالبها وتفاصيلها، وهذا ما يُميزها.

وأشار إلى أن إتاحة دراسة اللغة العربية لجميع التخصصات العلمية وليس مختصي اللغة؛ خطوة مهمة، فهناك حاجة ماسَّة لدراسة اللغة وترابطها بالعلوم الأخرى من علمي الاجتماع والنفس، موضحًا أن اللغة العربية الأشد فقرًا في الدراسات بين لغات العالم الأخرى.

وحول دور الشباب في تعزيز نمو اللغة العربية، أوضح الوشمي، أن الشباب يقومون بجهود مشكورة في تطويع التقنية للغة العربية، مُطالبًا إياهم بالمزيد؛ حيث لديهم القدرة الواسعة في الاختراعات والابتكارات، ومن المفيد استخدامها لتعزيز اللغة وإثراؤها وإيجاد منصات إلكترونية تحافظ عليها، إضافة إلى مخاطبة المنصات الدولية التي لا تدرج اللغة العربية في منصاتها، وتوفر محتوى باللغة لإضافتها، وخصوصًا تلك الجهات التي تشارك بها المملكة وتدعمها ماديًّا ومعنويًّا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa