الحركة الإسلامية.. النظام الجديد يتصدى لـ«سُم» الإخوان ورموزهم

اخترقت الحكومة والبرلمان والجيش وكل المؤسسات
الحركة الإسلامية.. النظام الجديد يتصدى لـ«سُم» الإخوان ورموزهم

كشف آلاف السودانيين في العاصمة، الخرطوم، والولايات، اليوم الخميس، عن فرحتهم بانتهاء حكم جماعة الإخوان في البلاد، من خلال الأجواء الاحتفالية غير المسبوقة، عن حجم المعاناة التى عاشها الشعب تحت وطـأة السلطة التابعة للجماعة.  

وكانت المعلومات قد أكدت في وقت سابق، مداهمة عناصر من القوات المسلحة السودانية لمقر ما يسمى بـ«الحركة الإسلامية» (الواجهة السياسية التى تعمل من خلالها جماعة الإخوان) في السودان، واعتقال أمينها العام، أحمد حسن الزبير، المقرب من عمر البشير.

وحتى قبل ساعات من اعتقاله، ظل الأمين العام للحركة «الإخوانية» يحاول إنقاذ موقف جماعته، من خلال مد الجسور مع الطرق الصوفية وغيرهم في السودان، لكن دعوته لم تجد قبولًا في ضوء ما قامت به جماعة الإخوان خلال السنوات الـ30 الماضية.

لذا شكلت عملية مداهمة مقر جماعة الإخوان مؤشرًا معهم (بحسب مراقبين) عن توجه العهد الجديد في السودان فيما يتعلق بالجماعة المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني (الحاكم)، لا سيما بعد اعتقال نحو 100 شخصية مقربة من عمر البشير.

وبحسب المصادر، تم اعتقال رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا ووزير الدفاع السابق، عبدالرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق للبشير.

ومنذ انقلاب الإنقاذ الذي قاده العقيد عمر البشير، ثم تسلمه السلطة عام 1989، وتأسيسه لاحقًا مع حسن الترابي حزب المؤتمر عام 1991، نجحت هذه الثنائية في تدمير المشهد السياسي والحزبي في البلاد، قبل الخلافات حول غنائم السلطة.

وفيما ظهر الانقسام الحقيقي بين البشير ومجموعته وحسن الترابي (الذي أسس بعدها المؤتمر الشعبي) عام 1998، يؤكد المراقبون أن كل الشعارات التى رفعتها جماعة الإخوان في السودان تحولت إلى سراب خلال 30 عامًا من وجودها في السلطة، واعترفت قياداتها بما حدث.

واعترف الترابي (قبل وفاته) أن عناصر ما تسمي بـ«الحركة الإسلامية- الإخوان» جرفتهم السلطة عن المسار والنهج، ما يجدد تأكيد جملة اعترافات سابقة من قيادات جماعة الإخوان في السودان بحتمية الانقلاب الذي نفذوه مع البشير قبل 30 عامًا.

وكان البشير يتزعم ما يسمى بـ(الحركة الإسلامية/ المرجعية الفكرية للحزب الحاكم) فيما أفادت معلومات (تحاول عاجل توثيقها عبر التواصل مع مصادر عدة) بأن «البشير» بات تحت الإقامة الجبرية، فيما انتشرت مركبات الجيش السوداني على الطرق والجسور الرئيسة في الخرطوم.

وفيما انتشرت القوات الأمنية أمام مقر القصر الرئاسي (مانعة دخول أو خروج أي شخص منه)، قبل مداهمة مركز «الحركة الإسلامية» في الخرطوم، بحسب ما أكده شهود عيان، في ظل عمليات التحريض وتأجيج المتظاهرين التى تقوم بها العناصر المرتبطة بالحركة.

وخلال الفترة من 1986 إلى 1989 لعبت «الجبهة الإسلامية القومية»، التى شكلها حسن الترابي، المراقب العام السابق، لجماعة الإخوان، جناحًا آخر للإخوان، خاصة أن معظم تنظيم الجبهة كان من جماعة الإخوان.

ويبدو أن لعبة تقسيم الأدوار التى لجأ لها الإخوان بقيادة الترابي (الذي أصبح الأمين العام للجبهة) محاولة لدغدغة مشاعر الغرب (الأوروبي- الأمريكي) بحزب يقدم إسلامًا ليبراليًا، فيما تظل الجماعة الأم على خطابها الملتبس الذى يحاول توظيف التيارات الأخرى لخدمة مصالحه.

 وتسبب ما يسمى بـ«الإسلام العصري»، الذي راح يروج له الترابي في إثار الكثير من الجدل، إثر «فتاوى تقدمية» اعتبرها البعض تتعارض مع الثوابت الدينية من أجل الحصول على دعم الغرب، وإظهار جماعة الإخوان في ثوب عصري.

وبينما تشابه خطاب الترابي مع الخطاب والفتاوى التى يروجها يوسف القرضاوي في هذا الشأن، فقد نجحت جماعة الإخوان في السيطرة على الحكومة والبرلمان والجيش والمنظمات المحلية والإقليمية ومنظمات رعاية المرأة والشباب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa