احتجاز 237 ألف معارض تركي.. ومؤسسة «ماعت» ترصد «أذى أردوغان»

اختفاءات قسرية بالجملة.. وزنازين انفرادية للصحفيات..
احتجاز 237 ألف معارض تركي.. ومؤسسة «ماعت» ترصد «أذى أردوغان»

كشفت مؤسسة حقوقية مصرية، تفاصيل عن انتهاكات وممارسات قمعية تجاه آلاف من الصحافيين والنشطاء والسياسيين والمعارضين، اعتقلوا خلال الأعوام الأخيرة في تركيا على يد الرئيس رجب طيب أردوغان، عقب مسرحية الانقلاب الفاشل في عام 2016.

قال مدير منظمة ماعت لحقوق الإنسان المصرية أيمن عقيل، إن المؤسسة رصدت وعبر تقارير أجنبية وخارجية وحقوقية ومنظمات إنسانية في تركيا وخارجها، فضلًا عن إحصائيات أعدتها وزارتا العدل والداخلية التركية تفاصيل عن تلك الانتهاكات، وتشمل احتجاز نحو 150 ألفًا لدى الشرطة التركية بموجب حالة الطوارئ، واحتجاز نحو 78 ألفًا آخرين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، منهم 24 ألفًا ما زالوا قيد الاحتجاز، و45 ألفًا أدينوا بعقوبات بالسجن، بينهم 31 ألفًا سجنوا بتهمة الانتماء لحركة فتح الله جولن.

وحسب الإحصاءات التي أتاحتها وزارة الداخلية ووزارة العدل التركيتان، فذكر تقرير المؤسسة المصرية، أنه في سجن سليفري بمدينة إسطنبول، منعت السلطات التركية الأعضاء المشتبه في انتمائهم إلى حركة جولن لمدة 565 يومًا، من إجراء الاتصالات بمختلف أشكالها، بما فيها الرسائل البريدية، كما أشارت الإحصائيات الرسمية التركية إلى أن هناك أعدادًا زائدة تقدر بعشرات الآلاف من السجناء، عن قدرات السجون الاستيعابية، ما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، ما يعدّ انتهاكًا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.

صحفية في زنزانة انفرادية

وعن حالات الاعتقال التعسفي داخل تركيا، كشفت المؤسسة المصرية، أنه -منذ 11 أغسطس 2016 وحتى الآن- لا تزال الصحافية عائشة نور باريلداك مسجونة في زنزانة انفرادية بسجن النساء في مدينة «سينجان»، بزعم الترويج لتنظيم إرهابي؛ لأنها كانت مراسلة لصحيفة زمان، مستندة في ذلك إلى تغريده لها على موقع «تويتر»، دون أن يتم إسناد إليها تهم من القضاء ودون أي محاكمة أو خضوع لتحقيق، ومراحل احتجاز.

وفي 28 مارس 2018، شنّت السلطات التركية حملة اعتقال مُكثفة، وتم القبض على 70 امرأة بدعوى أنهن يقدمن مساعدات لأفراد ينتمون لمنظمة جولن، بينما أكد عدد من النساء أنهن كن يقدمن مساعدات مالية لأُسر عدد من الأفراد المقبوض عليهم تعسفيًا.

55 ألف معتقل

وذكرت المؤسسة أن عددًا كبيرًا من الصحفيين بين أكثر من 55 ألف شخص اعتقلوا منذ محاولة الانقلاب المزعومة، ما جعل تركيا تحتلّ المرتبة الـ155 من أصل 180 في ترتيب حرية الصحافة، حسب منظمة «مراسلون بلا حدود». مضيفة أن من بين هؤلاء الصحفيين يتكين يلدز، رئيس التحرير السابق للموقع الإخباري أكتيف هابر توم، الذي تم اعتقاله في 22 يوليو 2016 بشكل تعسفي. بحسب «العربية».

وأضافت المؤسسة أنه جرى اعتقال بينار غايب مراسلة وكالة أنباء إتكين في حوالي الساعة 2 من صباح يوم 13 إبريل 2018 بشكل تعسفي، كما تم اعتقال الصحفي أحمد ألتان في 10 سبتمبر 2016 بشكل تعسفي، وبعد الضغط الدولي من جهات عديدة تم إطلاق سراحه في 4 نوفمبر 2019 إلى أنه تم اعتقاله في 12 نوفمبر الماضي مجددًا، مشيرة إلى أنه تم اعتقال إبراهيم كارايغين، المحرر السابق لجريدة زمان التركية في 16 يوليو 2016.

وأضافت المؤسسة أن السلطات التركية اعتقلت صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي بشكل تعسفي في 4 نوفمبر 2016، كما اعتقلت الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان نوركان بيسال في الساعة الخامسة من صباح يوم 19 أكتوبر 2019 في مقاطعة ديار بكر الجنوبية الشرقية.

وكشفت أنه تم اعتقال كل من عبدالقادر توراي وعبدالله كايا من وكالة ديكل للأنباء، عبدالله كليج، صحفي بجريدة الميدان، وعبدالله أوزيورت، وأحمد توران ألكان، وألاتين جونر، وعلاء الدين كايا من صحيفة زمان، وزهرة دوغان.

وأضافت المؤسسة، أن هناك مواطنين أتراكًا معارضين اختفوا في ظروف غامضة ولا يعلم أحد مصيرهم حتى الآن، ومنهم مصطفى يلماز الذي اختفى في 19 فبراير 2019 أثناء توجهه إلى عمله.

كذلك اعتقال سالم زيبك، موظف في هيئة الاتصالات التركية،، والذي قامت عناصر من المخابرات التركية باختطافه في 21 فبراير 2019.

وياسين أوجان، الذي اختطف في مدينة أنقرة في 13 فبراير2019 من قبل مجموعة من رجال الشرطة التركية يرتدون ملابس مدنية.

في السياق، طالبت كل من المفوضية الأوربية لحقوق الإنسان والمجلس الأوربي لحقوق الإنسان من الحكومة التركية معلومات حول الإخفاء القسري له.

وأوضحت المؤسسة الحقوقية المصرية، أن ألمانيا أكدت -عبر وزارة الخارجية- أن حالات الاحتجاز التعسفي تجاه رعاياها في ازدياد، وأن مجرد علامة «إعجاب» لبعض المعارضين للدولة التركية على مواقع التواصل، يصبح أساسًا للملاحقة القضائية، ويواجه المشتبه به عقوبة السجن لمدة طويلة، بتهمة إهانة الرئيس التركي.

اضطهاد الأقليات

وتقول المؤسسة المصرية، إن الكنائس لم تسلم من الأذى الأردوغاني، كان من أبرزها اقتحام وتخريب عدد من الأشخاص لكنيسة السيدة العذراء بمدينة طرابزون، على ساحل البحر الأسود شمال شرقي البلاد.

كما غادر 18 من زعماء الكنائس الأجانب تركيا خلال عام 2019 بسبب اضطهاد السلطات التركية للبروتستانت، بينما اضطرت أكثر من 50 عائلة بروتستانتية إلى مغادرة البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وذكرت أن السلطات التركية مارست انتهاكات ضد الآشوريين، ففي مارس 2017، اقتحمت الشرطة منزل يوهانون أكتاس، وهو زعيم آشوري في مدينة مديات التركية، وأُلقي القبض عليه واتُّهم بأنه عضو في حزب العمال الكردستاني.

وفي 1 يناير 2018 اعتقلت الشرطة التركية «بطرس كاراتاي» من الأقلية الأشورية بتهمة الإرهاب.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa