خبراء: كلمة خادم الحرمين جاءت مليئة بالرسائل المهمة للتعامل بكفاءة وذكاء مع الوضع الاستثنائي

وضعت النقاط فوق الحروف في كل ما يشغل العالم
خبراء: كلمة خادم الحرمين جاءت مليئة بالرسائل المهمة للتعامل بكفاءة وذكاء مع الوضع الاستثنائي

هنا يذوب جليد الأزمات، لتشرق شمس المملكة وتنثر نورها ليعم العالم بأثره.. في الرياض كانت أنظار العالم موجهة وقلوب الشعوب معلَّقة.. الجميع ينتظرون الأمل الذي يبدد مخاوف وإحباطات صاحبت جائحة كورونا..

هنا في الرياض اجتمع قادة العالم برئاسة المملكة العربية السعودية في لقاء تاريخي وقمة استثنائية لمجموعة العشرين.

جاءت كلمة ‏خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- التي ألقاها اليوم أمام قادة دول مجموعة العشرين التي تترأسها المملكة، بمثابة الدواء الذي يمنح الآمال متنفسًا، ويعيد الدفء لأحلام كادت تنكمش حتى تتلاشى جراء تأثيرات جائحة كورونا.

قمة العشرين التي بدأت أعمالها افتراضيا وفي ظروف استثنائية على مدار يومين السبت والأحد 21 و22 نوفمبر 2020؛ حيث تشكل جائحة كورونا المستجد صدمة، غير مسبوقة للعالم، في الوقت الذي قدمت فيه المملكة نصف مليار دولار لتمويل إنتاج لقاح كورونا..

أكد المستشار الإعلامي الدكتور محمد الحيزان لـ«عاجل»، على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين وضعت النقاط فوق الحروف في كل ما يشغل بال سكان الأرض، فحددت في تفاصيلها وبشكل جلي مجالات التعاون والتكاتف الدولي التي من شأنها أن تمكن الإنسان من العيش والعمل وتحقيق الازدهار الذي يعد هدفًا جوهريًا للبشر على حد سواء، كما أعطت اهتمامًا خاصًا لهاجس آخر مشترك بين بني البشر وهو الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية، والحرص على ترسيخ الاستدامة للتعاون بين القوى المؤثرة لصالح الإنسان، فدعت بقوة إلى تشكيل آفاق جديدة تقوم على استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.

علامة فارقة

وأضاف الحيزان، أن ما تشهده الرياض في هذين اليومين علامة فارقة في تاريخ البشرية، وهذا غير مستغرب من دولة سجلت وبفخر حضورًا إيجابيًا دائمًا يشهد به العالم أجمع وما هذه القمة إلا إحدى صورها.

وأبان الحيزان، أن رئاسة المملكة العربية السعودية لقمة أقوى عشرين دولة في الاقتصاد، يحمل في طياته الكثير من المعاني العميقة على كل المستويات المحلية، والدولية، كما يحمل دلالة قاطعة على أن بلادنا الغالية، بفضل الله أولًا ثم بفضل نعمة وجود قيادة حكيمة تسير نحو الصدارة في كل الميادين، فوصولها لقمة القمم العالمية يجب ألا يمر دون أن نستحضر تاريخها المجيد، فالملك المؤسس- رحمه الله- حين انطلق برجاله في بداية شهر شوال 1319هـ، لاسترداد الرياض، كانت نظرته- كما أثبت التاريخ- تأسيس كيان يسارع دومًا للعلا، وقمة المجد، وهو ما تجسَّد- ولله الحمد- في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله-.

لحظات عظيمة

وأشار الحيزان إلى أن هذا التميز الذي وصلت إليه بلادنا في فترة وجيزة في عمر الدول حري بأن نباهي به بين الأمم، يحق لنا بالفعل أن نفخر بلحظات عظيمة في عمر الزمن، يخاطب فيها قائدنا العالم أجمع، حول قضايا البشرية، فيقدم من الرسائل المبشرة ما يؤكد أن مملكة الخير هي محور أمل وتفاؤل بالخير والسلام، وهو ما عبر عنه- حفظه الله- بثقته «بأن الجهود المشتركة خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمةٍ وحاسمةٍ وإقرار سياساتٍ اقتصاديةٍ واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم».

حدث استثنائي

من جهته وصف الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بو حليقة لـ«عاجل» افتتاح خادم الحرمين الشريفين لأعمال قمة العشرين بالحدث الاستثنائي، خاصة في ظل ظروف التحديات التي يواجهها العالم للخروج من جائحة فايروس كورونا المستجد التي صدمت الاقتصاد العالمي والرعاية الصحية العالمية، والتي لم تعد صدمة للمملكة العربية السعودية في ما يتعلق الاستعداد والارتقاء لمتطلبات الحدث الأمر الذي جعل خيار عقد القمة افتراضيا خيارًا قابل للتطبيق في ظل تمكن وتميز المملكة رقميا من خلال التحول الرقمي للمملكة العربية السعودية.

وأبان بو حليقة، أن المملكة أخذت زمام المبادرة في عديد من الأمور من خلال تأجيل ديون الدول الأقل فقرًا ودورها الفاعل في الدعم المالي لجهود البحث والتطوير في إنتاج وتوفير لقاح كورونا والذي بدوره عكس إصداء كبيرة ونجاحًا كبيرًا لهذه المبادرات.

مضامين مهمة

ونوه، بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين ركزت على المضامين المهمة للقمة من جهة وانعكاسا للتحديات التي يعايشها الاقتصاد العالمي نتيجة لصدمة جائحة كورونا والتكاليف الهائلة التي تسبب بها من جهة أخرى.

وأشار بو حليقة، إلى تركيز كلمة خادم الحرمين الشريفين على استيعاب الدروس المستفادة من جائحة كورونا والانطلاق نحو المستقبل ليكون الاقتصاد أكثر استدامة وكذلك في ما يتعلق بالأسواق وخاصة سوق العمل والتوظيف والاتجاه نحو التقنيات .

إتاحة الفرص

بدوره، ذكر عضو مجلس الشورى فضل البوعينين في حديثة لـ«عاجل»، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين، ركزت على أهمية إتاحة فرص النمو للجميع وتمكين الانسان؛ النساء والشباب وتعزيز دورهم في المجتمع وسوق العمل من خلال التعليم والتدريب وخلق الوظائف وهي رؤية مستقبلية تؤمن بدور الانسان المهم في التنمية وحقه في الحصول على الوظيفة والتعليم.

ولفت البوعينين، إلى تأكيد الملك سلمان على اهمية التجارة الحرة ومسؤولية منظمة التجارة الحرة على معالجة التحديات وربط ذلك بمبادرة الرياض لإصلاح نظام التجارة العالمية بما يضمن تدفق التجارة بين الدول دون معوقات وهذا من أساسيات النمو العالمي.

تحديات طارئة

وألمح البوعينين، إلى أن كلمة الملك سلمان جاءت مليئة بالرسائل المهمة التي تعاملت بكفاءة وذكاء مع الوضع الاستثنائي الذي عقدت فيه القمة وعكست في الوقت نفسه تحمل المملكة مسؤولياتها بقيادة القمة في أحلك الظروف لمواجهة التحديات الطارئة في الجانبين الصحي والاقتصادي.

وشدد البوعينين، على أهمية قمة الرياض لدول العشرين والتي تعتبر أحد أهم القمم الاستثنائية الأحداث الصحية والاقتصادية المحيطة لها.

الاقتصاد العالمي

وقال البوعينين: «أقارن بين قمة 2008 التي عدت من أهم القمم لوقوعها في خضم الأزمة العالمية الاقتصادية وبين قمة الرياض حيث تم رصد أكثر من 11تريليون دولار لمعالجتها ما يوازي أربعة أضعاف الدعم الاقتصادي المقدم في قمة 2008. كما أن المخاطر الصحية التي تسببت في تعليق الاقتصاد أحدثت أثرا استثنائيا لم تشهده تلك القمة ولا القمم السابقة».

وتابع البوعينين: إن خادم الحرمين الشريفين شدد على أن جائحة كورونا هي الاخطر على الاقتصاد العالمي، وانها عصفت بالإنسان والاقتصاد العالمي. وهذه شفافية مطلقة تضع العالم ودول العشرين امام مسؤولياتهم الدولية لمواجهتها وأهمية التعاون الدولي في هذه الظروف الصعبة والدقيقة واهمية الالتزام بمخرجاتها؛ ومع كل ذلك شدد على أهمية القمة ودورها في إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم خاصة مع التطور الكبير في برامج ايجاد اللقاح والعلاج.

الحماية الاجتماعية

ولفت البوعينين، إلى تركيز الملك سلمان على صحة الإنسان أولا ووضع حزم الحماية الاجتماعية ودعم الدول الفقيرة ومساعدتها على مواجهة الظروف الاستثنائية وتوفير اللقاحات لها بعدالة، منوهًا بأن أنسنة قرارات القمة هو امتداد للقمة الافتراضية الاستثنائية التي عقدت في شهر مارس الماضي بدعوة من المملكة رئيسة الدورة الحالية، وهذا يجعل المملكة تحتضن قمتين في عام الرئاسة وهو حدث مهم يؤكد مكانة المملكة وقدرتها على حشد الجهود الدولية لمواجهة الازمات.

وأردف البوعينين بقوله: «أعتقد أن إشارة الملك سلمان الى مخرجات القمة الاستثنائية ورصد 11 تريليون لدعم الاقتصاد العالمي و21 مليار دولار لإيجاد لقاح وعلاج لكورونا اضافة الى تأجيل التزامات الديون للدول الفقيرة؛ حيث وفر ذلك 14 مليار دولار أعيدت لاقتصادات تلك الدول يؤكد على نهج القمة الحالية في معالجة التداعيات الصحية والاقتصادية ودعم الدول الفقيرة خاصة. الانسان أولا هو شعار الملك في القمتين الاولى والحالية وهو شعار يشمل جميع البشرية بغض النظر عن الدول التي ينتمون لها».

واختتم حديثة، بالإشارة إلى أهمية مبادرات المملكة المقدمة للقمة ومنها مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون وحماية البحار والأرض من التصحر إضافة إلى إدراج ملف المياه واستخداماتها الانسانية وهذا يؤكد حرص المملكة على تهيئة الظروف لخلق اقتصاد أكثر استدامة وتحقيق الأهداف المتعلقة بالتغيُّر المناخي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa