تهديدات لسفير روسيا في تركيا تجدد التذكير بمخاطر أمنية وعملية اغتيال

الكرملين يبادر بالتحرك ويتعهد بإجراءات لحماية السفارة
تهديدات لسفير روسيا في تركيا تجدد التذكير بمخاطر أمنية وعملية اغتيال

علّق الكرملين على تلقي السفير الروسي في أنقرة، أليكسي يركوف، تهديدات شخصية على الشبكات الاجتماعية التركية على خلفية تفاقم التوتر في إدلب، شمال سوريا، وقال في تصريحات اليوم الجمعة، إن تركيا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن موظفي السفارة الروسية في أنقرة، وجميع المواطنين الروس الموجودين على أراضيها.

وعقّب السفير الروسي على التهديدات التي تلقاها، قائًلا: إن «مثل هذا الوضع عهدناه قبل خمس سنوات، وأسفر عن أزمة إسقاط الطائرة الروسية واغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف على يد متطرف تركي في ديسمبر عام 2016». ونقلت وكالة «نوفوستي» عن الملحق الصحفي في البعثة الدبلوماسية الروسية إيرينا كاسيموفا قولها: "لقد تدهور الوضع فعلًا في الآونة الأخيرة وفي هذا الصدد، بناءً على طلبنا، اتخذت السلطات التركية إجراءات أمنية إضافية».

وأعادت التهديدات المذكورة التذكير بالمخاطر الأمنية في تركيا، التي تسببت في قُتل السفير الروسي أندريه كارلوف في تركيا بالرصاص (19 ديسمبر 20169 ) خلال زيارته معرضًا فنيًّا في العاصمة التركية أنقرة، ووقعت عملية الاغتيال بالتزامن مع تصدي القوات الروسية في سوريا للميليشيات المدعومة من الرئيس التركي رجب أردوغان، الذي حركت كوادر مرتبطة به احتجاجاتٍ تركية ضدّ ما وصفوه بـ«التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية وخاصة الهجوم على حلب».

وحدثت عملية الاغتيال بعد تلقّي كارلوف السفير الروسي في تركيا دعوةً لإلقاء خطابٍ في افتتاح معرضٍ للتصوير الفوتوغرافي التركي للريف الروسي، وأُقيم المعرض تحتَ اسم «روسيا من خلال عيون الأتراك» في مركز للفنون الحديثة بأحدِ مناطق مدينة أنقرة، ثم دخل شرطي تركي (مولود الطنطاش إلى القاعة باستخدام هويته كشرطي، ما جعل الحضور والمنظمين يعتقدون أنه أحد الحراس الشخصيين لكارلوف، بمجرّد ما بدأ هذا الأخير حديثه؛ باغتهُ مولود بعدة طلقات من مسدسه من الخلف، مُتسببًا له في جروح قاتلة، كما أصابَ عدة أشخاص آخرين.

ولم يعد الوضع في تركيا آمنًا، بل بات خطرًا يهدد زوارها حتى من السياح، وظهر ذلك جليًّا -خلال الأشهر القليلة الماضية- إذ تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهد لاعتداءات على سياح -خصوصًا العرب منهم- ما يشكل خطرًا على كل قاصديها، وتتبوأ تركيا مقعدًا متقدمًا في الدول الأكثر وقوعًا للجرائم فيها خلال العامين الماضيين، واحتلت المرتبة الثامنة في عام 2017، كما شهدت طوال الأعوام الماضية اغتيالات لسياسيين عرب وأجانب، واختطاف سياح، وأحداثًا دامية.

وتحولت الأراضي التركية إلى مرتع خصب لجرائم القتل والسلب والاعتداء والعنصرية، وحضن دافئ للجماعات المتطرفة، ومنهم عدد من رموز جماعة الإخوان المصنفة جماعة إرهابية في دول عدة، ومطلوبون في قضايا أمنية لدى دول عدة، وشدّد مراقبون على أن تركيا أصبحت بلدًا غير آمن، الأمر الذي دفع عشرات السياح إلى تغيير وجهتهم السياحية من تركيا إلى دول أخرى، لكون الوضع في إسطنبول مخيفًا.

وما يؤكد سوء الوضع الأمني في تركيا للسياح، أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، تحذيرًا من مخاطر الاختطاف وأخذ الرهائن من قبل جهات إجرامية وإرهابية في 35 دولة من ضمنها تركيا، وكذلك وزارة الخارجية الألمانية، إضافة إلى اعتذار عدد من وكلاء السفر عن استقبال طلبات الحجز إلى تركيا، بعد تزايد شكاوى المسافرين إليها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa