تحذير من «إدمان الطعام».. وباحثون: أكثر غدرًا من المخدرات

تتم معالجة المتعة في أجزاء كثيرة من الدماغ
تحذير من «إدمان الطعام».. وباحثون: أكثر غدرًا من المخدرات

تشير بعض الأرقام إلى أن الطعام قد يكون إدماناً مثل المخدرات، وفي بعض الحالات يكون أكثر إدماناً، وقد وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة حدود علم النفس أنه عندما يتم شرح تعريف الإدمان للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة أو السمنة، فإن ما يصل إلى 29 في المائة منهم يصفون أنفسهم بأنهم مدمنون على الطعام.

وحسب الباحثون فإن الغذاء قد يكون في بعض النواحي أكثر غدراً من المخدرات، لأنه لا يوجد فيه محظورات تحاسب لو أقدمت عليها، فأنت تأكل لأنك ستموت إذا لم تفعل، وفي بعض الأحيان تستطيع السيطرة على تلك الشهوة وفي أحيان أخري تفشل بشكل رهيب، وقد يحدث ذلك للجميع، ولكن كلما عرف العلماء أكثر عن كيفية معالجة الدماغ والفم والتمثيل الغذائي، أدركنا أن هذا ليس خطأنا، وبالتأكيد لن تقابل مطلقاً أي شخص اختار أن يكون مدمناً أو أن يكون بديناً، لذا تخيل ما يجب أن يكون عليه عدم القدرة على التوقف عن فعل شيء ما عندما تريد ذلك، فهذا العجز هو في صميم الإدمان، وعندما يتعلق الأمر بالطعام فنحن جميعاً في خطر.

 وحسب الباحثون تتم معالجة المتعة في أجزاء كثيرة من الدماغ، ولكن إذا كنت تبحث عن مكان يمكن أن تتحول فيه المشاعر الجيدة إلى نتائج سيئة، فستجدها في المخطط الذي تم دفنه في عمق وسط الدماغ​​، وهو غني بما يعرف بمستقبلات D2، والتي تتمثل مهمتها في ربط ناقل الدوبامين العصبي الجيد، والذي يقود نظام المكافآت وهو السبب وراء الإحساس بالرضا الذي تحصل عليه عندما تقوم بعمل جيد، وطالما ظل نظام الدوبامين في حالة توازن، فستستمر قدرتنا أيضاً على التحكم في الملذات، وخلاف ذلك سيبدأ النظام في الوميض، أو مع وجود عدد قليل جداً من مستقبلات D2 وعدد قليل جداً من الدوبامين الذي يتم إطلاقه للتعامل معه، وهنا يتأثر سلوكنا بشكل كبير، وعلى الأخص فإننا نفسح المجال للاندفاع والاستيلاء على ما نريد عندما نريد، مع القليل من الاهتمام بالعواقب.

وعندما يتعلق الأمر بإدمان الطعام فإن الدوبامين ليس هو المادة الكيميائية الوحيدة الموجودة هنا، فهرمون اللبتين متورط أيضاً، وهو الهرومن الذي يتم إصداره من الخلايا الدهنية وهو المسؤول عن مشاعر الشبع، فعندما تكون جائعاً وتغوص في وجبة تكون مستويات هرمون الليبتين لديك منخفضة، وعندما تأكل وجبتك فإن اللبتين يخبرك بالابتعاد عن الطاولة، ومن الناحية المثالية هذا شيء لا تفكر فيه كثيراً، أنت تعرف فقط أنك تشعر بالرضا ومن ثم تتوقف عن الأكل، وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل إلزامي، لا يتم إفراز هرمون الليبتين بكميات كافية، ولكن المخ لا يتفاعل معه بشكل كافٍ، بينما في النماذج الحيوانية يعلم الباحثون أن اللبتين يعدل الآثار المجزية للكحول وربما الكوكايين.

ويمكن للأطعمة الخاصة التي تشكل قائمتنا أن تلعب دوراً في تناول الأطعمة التي تسبب الإدمان أيضاً، فغالباً ما يرجع خبراء التغذية أسباب السمنة إلى إدمان للسكر، لكنه أكثر تعقيداً من ذلك، وقد نجد الحلوى والكعك وغيرها من الأطعمة الحلوة لا تقاوم، ونتناولها حتى عندما نعرف أنه لا ينبغي لنا ذلك، كما أن الحلويات التي نأكلها بشكل إلزامي هي نتاج لثلاثي لا يقاوم: السكر والدهون والملح، ورغم أن كل من هذه المكونات منفردة تبدو غير شهية، إلا أنها تصنع معاً السحر، وتشحن ما يسمى الأكل من أجل المتعة فقط، ورغم أنها على عكس المتعة المدمرة التي توجد غالباً في المخدرات، إلا إنها يمكن أن تخرج بسهولة عن السيطرة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa