50 عامًا بلا راحة.. معلم لغة عربية يهب حياته لتعليم الأطفال مجانًا

بعد بلوغه سن التقاعد
50 عامًا بلا راحة.. معلم لغة عربية يهب حياته لتعليم الأطفال مجانًا
تم النشر في

حين يصل الرجل إلى سن التقاعد قد يبلغ اليأس منه منزلةً، يظن أن الحياة ربما توقفت به عند هذا المنتهى؛ ولكن عبد الله بن حمد الدليلان، معلم اللغة العربية، استطاع أن يهزم التقاعد بضربة الإرادة الحديدية والشغف الدائم والعطاء والإخلاص وحبه لمهنته، ليبدأ مسيرة جديدة في طريق التعليم يخدم فيها أطفال مجتمعه.

قضى عبد الله بن حمد الدليلان خمسين عاما من العطاء اللامحدود في مسيرة التعليم، منها 38 عامًا أثناء الخدمة في وزارة التعليم، و12 عامًا بعد التقاعد استجمع فيها إرادته الصلبة ليحمل على عاتقه تعليم أطفال مدينة بريدة مجانًا دون أن يتقاضى عن ذلك أجرًا قط.

طوال السنوات الأثنى عشر التي قضاها عبد الله بن حمد الدليلان، في تعليم الأطفال بعد بلوغه سن التقاعد، لم يأخذ فيها قسطًا من الراحة، ومن قبل طوال عمله كمعلم لغة عربية تابعًا لوزارة التعليم لم يحصل على إجازة قط، فهو لا يريد إلا أن يفيد الأطفال بعلمه ما بقي على قيد الحياة.

يقول عبد الله بن حمد الدليلان، في لقاء مع قناة الإخبارية، إنه شديد الحب لمهنته وعمله، فهي رسالة الأنبياء والصحابة ووصية العلماء، فالإنسان يحاول قدر المستطاع أن يفيد غيره، وألا يستسلم لسن التقاعد.

ويضيف عبد الله بن حمد الدليلان الذي تجاوز السبعين عاما من عمره: «الإنسان لما يصل لسن التقاعد يقول خلاص أنا هموت؛ لكن لا إذ جدد نشاطه سيفيد غيره، وسيسعد بحياته، أنا تجاوزت السبعين وأعمل حبا في مهنتي».

فبعد أن بلغ عبد لله بن حمد الدليلان سن التقاعد قرر أن يأخذ على عاتقه تعليم أطفال مجتمعه مجانا، ولهذا حول غرفة جانبية في المسجد شمال مدينة بريدة إلى مشروع تعليم مجاني للأطفال المقلبين على الدراسة أصول القراءة والكتابة.

وهب معلم اللغة العربية المتقاعد لمشروع تعليم الأطفال المجاني، 3 أيام من وقته يجتمع فيها بأكثر من 30 طفلا لمدة ساعتين في اليوم الواحد، يعلمهم فيها القرآن والكتابة ويمدهم بخبرة السنين وعصارة تجاربه في مسيرة التعليم، وتهيأتهم نفسيا وعلميا للالتحاق بالصفوف الأولى من التعليم الابتدائي.

ويقول معلم اللغة العربية: «أنا لي 38 سنة في التعليم ما آخد ولا يوم إجازة و12 سنة بالمسجد وما أخدت ولا يوم إجازة حبا في التعليم لإني اعتبرهم عيالي، كل واحد منهم أحسه داخل جسمي، أنا أحس إذا شوفتهم تشبعت، وإذا غاب أحد من هولاء الأطفال يضيق صدري وإني خسران شيء».

لم يكتف معلم اللغة العربية عبد الله بن حمد الدليلان تعليم الأطفال أصول التعلم والقراءة والكتابة؛ ولكنه يجمع بين التربية والتعليم وغرس القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، لينشيء جيلا متعلما محبا لوطنه.

واختمم معلم اللغة العربية، الذي بلغ سن التقاعد منذ 12 عاما، حديثه بتوجيه رسالة قال فيها للمعلمين:  «حب المهنة تسعد بحياتك» ، مؤكدًا أنه سيظل في خدمة التعليم إلى أن يغادر الحياة الدنيا.

اقرأ أيضا :

بالفيديو.. تحديد موعد تطبيق الرخصة المهنية.. والبداية بـ120 ألف معلم

«عاجل» تنشر تفاصيل وشروط الحصول على «الرخصة المهنية»

بعد بلوغهم السن النظامية.. 8 حالات لتمديد خدمة الموظفين 3 منها تخص المعلمين

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa