6.5 مليون شاب تركي يحرقون أوراق أردوغان الرابحة.. وحكمه بات مهددًا

6.5 مليون شاب تركي يحرقون أوراق أردوغان الرابحة.. وحكمه بات مهددًا

بعد استيلائه على متحف آيا صوفيا وتدخله في ليبيا

قالت شبكة ORF الإعلامية النمساوية، إنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم أوراق ضغطه الأخيرة داخليًا وخارجيًا في محاولة لإنقاذ حكمه وسلطته التي باتت مهددة بشكل كبير على خلفية تراجع اقتصادي حاد وسياسات استفزازية وعدائية تجاه محيطه الإقليمي نالت ولا تزال انتقادات وغضبًا دوليًا كبيرًا.

وأشارت الشبكة عبر موقعها الإلكتروني الإخباري، اليوم الأحد، إلى أنَّ أردوغان استخدم ملفي تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد والتدخل العسكري الفجّ في ليبيا، باعتبارهما آخر كروت رابحة في يديه يمكن أن تغطي على مشاكله الداخلية الضخمة، غير أنَّ خبراء ومرافقبين يجزمون بأنه على المدى الطويل لن ينفع الرئيس التركي آيا من تلك الألاعيب المستفزة، وأن الفشل الذريع قادم لا محالة ولو بعد حين، فيما أن كلمة السر في هذا الأمر هو «6.5 مليون شاب تركي صغير».

وضرب فيروس كورونا تركيا في قلب موسم السياحة الحيوي بالنسبة لاقتصاد البلاد، وزاد الأمر سوءًا أنَّ الجائحة تأتي بعد عامين من الركود، وبينما أظهر الاقتصاد المحلي خلال الأشهر الأخيرة من العام 2019 بعضًا من علامات الانتعاش، فإذا بالفيروس ضرب أي تطور إيجابي في هذا الشأن، ما زاد من معدلات البطالة المرتفعة أصلًا، ناهيك بتصاعد معدلات التضخم.

وتسببت تحذيرات السفر الغربية إلى تركيا وخوف الناس من الإصابة بفيروس كورونا في انخفاض عدد الوافدين القادمين من الخارج بمقدار الثلثين في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري. وحتى الآن، لا تزال معدلات السياحة الصيفية بطيئة للغاية.

وبعد عقدين في السلطة، بالكاد يتمكن غالبية قادة حزب أردوغان، العدالة والتنمية، من إخفاء مظاهر الثراء والأموال المتراكمة في حساباتهم البنكية، الأمر الذي أصبح يغضب عموم الأتراك، وقد تجسد صداه السلبي في الانتخابات المحلية العام الماضي، حيث خسر الرئيس التركي ورجاله معاقل مهمة مثل اسطنبول وأنقرة حيث استحوذت عليها قوى معارضة صاعدة بشدة، مثل حزب الشعب الجمهوري.

بالإضافة إلى ذلك، لم يعد وعد أردوغان للطبقة الوسطى بتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي محل تنفيذ على الإطلاق، فالترقي إلى المناصب الإدارية في الشركات الرائدة أو في مصالح الخدمة العامة الجذابة صار حكرًا على أعضاء ومعارف العدالة والتنمية وحسب. وتظل الخطوط الجوية التركية أبلغ مثال في هذا الصدد، حيث إن العديد من موظفيها زملاء سابقين لنجل أردوغان المثير للجدل، بلال (39 عامًا).

وفي السنوات القليلة الماضية، ابتعد العديد من رفقاء أردوغان السابقين عنه وعن حزبه، بعدما ألقى مبادئه «في البحر»، وفق الشبكة الإعلامية النمساوية. وقد أسس أحمد داود أوغلو وعلي باباجان، وهما عضوان سابقان رفيعا المستوى في حكومات أردوغان السابقة وفي العدالة والتنمية حزبين جديدن لمنافسة «صديق المعسكر القديم».

أما عن فشل أردوغان في البرلمان فحدِّث ولا حرج، وتكفي هنا الإشارة إلى أن العدالة والتنمية لا يملك سطوة الأغلبية القديمة، وأن الأكثرية تتحقق له فقط عبر تحالف مخجل مع أحزاب قومية صغيرة متطرفة.

وعلى الصعيد الخارجي، يورط أردوغان بلاده بحثًا عن أطواق نجاه لسلطته المأزومة، في حروب توسعية فجّة، حيث احتلّ الجيش التركي والميليشيات المتطرفة المتحالفة معه المدن الكردية في شمال سوريا. وهاجمت القوات التركية مؤخرًا قرى كردية في شمال العراق. والآن وصلت ميليشيات تابعة لأنقرة إلى ليبيا، أضف إلى ذلك النزاع مع اليونان والاتحاد الأوروبي بشأن حقل ضخم للغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهناك أيضًا صراع عنيف في سياسة اللاجئين بين أنقرة وأثينا.

وحسب الشبكة النمساوية فإنَّ المعطيات السابقة دفعت أردوغان لمغازلة القوميين في بلاده وعموم المتطرفين الذين يستخدمهم في معاركه الخارجية عبر قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، فبينما لم تتمكن المعارضة التركية حتى الآن من تحويل ضعف حزب العدالة والتنمية إلى مكاسب، فإن قرار آيا صوفيا يمكن أن يضمن له النسب الحاسمة للحفاظ على السلطة.

ومع ذلك ورغم غياب المنافس الخطير القادر على هزيمة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإنّ نظام الرئيس التركي سينتهي على المدى الطويل، وتنقل الشبكة الإعلامية النمساوية عن الصحفي التركي بولنت موماي قوله أن «استطلاعات حزب العدالة والتنمية الانتخابية تكشف شيئين: عدد الناخبين الشباب من حزب العدالة والتنمية يتقلص. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم للحكومة ينخفض مع زيادة مستويات التعليم بين الناس».

وفي الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023، يحق لـ 6.5 مليون شاب تركي التصويت، وفقًا لما قاله موماي، الذي

يؤكد أن «هناك عددًا كبيرًا من الناس الذين لا يريدون أن يحدد الآخرون ما يأكلونه ويشربونه ويرتدونه ويقرؤونه. وأنَّ الشباب الذين لا يتابعون الأحداث في تركيا وحول العالم من خلال وسائل الإعلام الحكومية، وإنما من خلال القنوات الرقمية، سيكون لهم كلمة مؤثرة».

اقرأ أيضًا:

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa