الخطاب الملكي.. ولي العهد يعيد صياغة المستقبل بالمشروعات الكبرى

الخطاب الملكي.. ولي العهد يعيد صياغة المستقبل بالمشروعات الكبرى
تم النشر في

برؤية استشراقية، وفكر استثنائي، أطلقت المملكة، عددا من المشروعات الكبرى، التي تساهم في إعادة صياغة المستقبل، بمفهوم جديد، يضع الإنسان على رأس أولوياته، من حيث تحقيق جودة الحياة المطلوبة، وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل النوعية، التي تتفجر معها طاقات الشباب.

المشروعات التي أطلقتها المملكة تسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، بالإضافة إلى توفير بيئة تدعم إمكانات الأعمال وتوسع القاعدة الاقتصادية، ومن أهمها نيوم، والقدية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.

ويعد مشرع نيوم من أبرز تلك المشاريع المليارية الكبرى، وهو مشروع أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في 24 أكتوبر 2017.

ويقع المشروع شمال غرب المملكة على البحر الأحمر، ويعد محورا للنظام الإيكولوجي للسعودية وبرنامجا للتنويع الاقتصادي في رؤية 2030، وتبلغ تكلفته نحو 500 مليار دولار (1.9 تريليون ريال سعودي) وهو من أكثر المشاريع شهرة في المملكة في الوقت الحالي.

ومنذ إطلاق المشروع ووتيرة العمل بالمنطقة لا تهدأ فهي في عمل مستمر حتى تحولت الأرض البكر المتربعة على مساحة 26500 كم2 إلى معلم جغرافي بارز على خارطة العالم والمملكة على وجه الخصوص متمتعة بطبوغرافية عززت من روح العمل والتناغم ما بين عمارة المكان وطبيعته من خلال مشروعات تنموية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمنطقة .

وستضم نيوم عددا من المدن والموانئ والمناطق التجارية ومراكز البحوث والمرافق الرياضية والترفيهية والوجهات السياحية، كما ستكون نيوم مقرا للعيش والعمل لأكثر من مليون شخص من جميع أنحاء العالم. وبوصفه مركزا للابتكار.

ويستقطب مشروع نيوم رواد وقادة الأعمال والشركات للبحث في التقنيات والمشاريع الجديدة، واحتضانها وتسويقها بأساليب مبتكرة.

وشهدت منطقة «نيوم» إطلاق مشروع مدينة «ذا لاين»، التي ستضم مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابة مباشرة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.

وتأسست شركة «نيوم» في يناير 2019، ومن أهم إنجازاتها مطار خليج نيوم، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى لإقامة المدينة في عام 2025.

ولمنطقة نيوم أبعاد متعددة منها استثمار جغرافية موقعها المتاخم للبحر الأحمر بطول 468 كم من مجموع امتداد المملكة الكامل على البحر الذي تصل مسافته إلى 1100 كم حيث تعبره 13% من حركة التجارة العالمية ويربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهذا التميز الجغرافي يسهم في تسهيل وصول 70% من سكان العالم إلى نيوم خلال 8 ساعات، فضلا عن أنه يعد المدخل الرئيسي لجسر الملك سلمان الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا، وسيكون أول منطقة خاصة ممتدة بين: المملكة، والأردن ومصر.

ويركز مشروع نيوم على 14 قطاعا استثماريا متخصصة في مجالات: الطاقة والمياه، النقل، التقنيات الحيوية، الغذاء، العلوم التقنية والرقمية، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج الإعلامي، الترفيه.

فيما يمثل مشروع «القدية» جزءا مهما من التغيرات التي تحدث حاليا في المملكة. حيث إنها تساهم في إثراء حياة المواطنين، بينما تحفز الابتكار في قطاعات الإبداع، والضيافة، والترفيه.

وتشمل المشروعات التي ستنفذ في المرحلة الأولى من القدية، أكثر من 45 مشروعا وأكثر من 300 نشاط عبر قطاعات الإبداع والضيافة والترفيه والرياضة، وعن تكليف 20 شركة للهندسة المعمارية بتصميم 12 معلما من المعالم الرئيسية للواجهة وبعض المعالم المهمة الأخرى، إضافة إلى فريق يضم أكثر من 500 محترف من 30 جنسية بالتعاون مع شركة «بيارك إنجلز جروب» الدنماركية، التي تقوم حاليا ببناء مشاريع من جميع الأحجام، من الأبراج المرتفعة إلى المرافق الإبداعية ومرافق الثقافة والرياضة.

ويقع مشروع القدية على بعد 45 كم من مدينة الرياض، حيث سيتم تطويره على مساحة 334 كيلومترا مربعا بمساحة تطويرية تشكل 30% من المساحة الإجمالية، لتبقى المساحة المتبقية من أرض المشروع للمعالم الطبيعية. وستخلق القدية فرصا اقتصادية، وسيوفر المشروع الآلاف من الوظائف الجديدة التي من شأنها أن تحفز تطوير قطاعات جديدة للمساهمة في تعزيز اقتصاد متنوع والجمع بين نمط حياة نشطة وصحية.

ووضع حجر أساس المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في أبريل من عام 2018، وسترسم القدية ملامح اقتصاد المستقبل متعدد القطاعات، وتسهم في تحقيق النمو المستدام، هذا بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة.

وتتمثل رؤية القدية في إنشاء مدينة جديدة ترسخ مكانتها على الخريطة العالمية بوصفها مركزا إقليميا ودوليا لأكثر التجارب ابتكارا وإثارة في مجال الترفيه والرياضة والفنون، وستواصل القدية أعمال التشييد والبناء وتطوير الشراكات الاستراتيجية حتى عام 2022، ثم تبدأ بعد ذلك مراحل التشغيل التجريبي والتكليف قبل موعد الافتتاح الكبير في 2023.

وستشهد المرحلة الثانية من المشروع خلال عامي 2023 و2025 تطوير المجمعات الرئيسية، وتوفير 4 آلاف وحدة سكنية.

وبحلول المرحلة الثالثة من المشروع خلال عامي 2026 و2035 تكون المدينة الترفيهية قد تمت، كما أنها ستشهد توفير 11 ألف وحدة سكنية، هذا بالإضافة إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، في حين من المنتظر أن يصل عدد زوار المدينة الترفيهية إلى 31 مليون زائر.

مشروع البحر الأحمر، يعد أيضا من أبرز المشاريع الكبرى التي تنفذ في إطار رؤية المملكة 2030، وهو مشروع سياحي عالمي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في أغسطس 2017 .

ويقام المشروع على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالا وتنوعا في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 90 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.

ووقعت شركة البحر الأحمر السعودية في ديسمبر 500 عقد بقيمة 12 مليار ريال (نحو 3.2 مليار دولار)، لدفع العمل بالمشروع الذي يعد أكبر واجهة سياحية عالمية على البحر الأحمر.

ويستهدف مشروع البحر الأحمر تطوير مساحة 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي على الساحل الغربي للمملكة وفق تصاميم عالمية مبتكرة تتسم بالاستدامة وتعكس تجارب طبيعة المنطقة الخلابة التي يمكن الوصول إليها من أغلب مناطق العالم في رحلة تستغرق 8 ساعات فقط.

ومنذ انطلاقة شركة البحر الأحمر للتطوير في عام 2017، حظيت الشركات السعودية بأكثر من 70% من القيمة الإجمالية لعقودها الممنوحة، مما يؤكد التزام الشركة بدعم الاقتصاد المحلي.

ويتكون المشروع من 90 جزيرة داخل أرخبيل، وسيتم في المرحلة الأولى تطوير 22 جزيرة وتشييد 50 فندقا بها بحلول 2030 توفر 1300 وحدة سكنية إلى جانب 100 فيلا على جزيرة أمهات الشيخ.

ويجري العمل حاليا في موقع المشروع لتطوير شبكة طرق بطول 80 كيلومترا لربط مناطق الوجهة ببعضها البعض من خلال الطرق السريعة، والتقاطعات، هذا بالإضافة إلى الأعمال التأسيسية للمطار الدولي الجديد.

كما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية التي ستكون أول مدينة غير ربحية في العالم، لتكون المدينة نموذجا ملهما لتطوير القطاع غير الربحي عالميا، وحاضنة للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية.

وستحتضن المدينة التي تتبنى مفهوم التوأم الرقمي على العديد من الأكاديميات والكليات ومدارس مسك، وستشمل على مركز للمؤتمرات، ومتحف علمي، ومركز الإبداع ليكون مساحة لتحقيق طموحات المبتكرين في العلوم والتقنية بالأنظمة المتطورة، مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء والروبوتات، وكذلك معهد ومعرض للفنون، ومسارح لفنون الأداء، ومنطقة ألعاب، ومعهد لفنون الطهي بالإضافة إلى مجمع سكني متكامل، وستعمل المدينة أيضاً على استضافة رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم".

وتقع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية الأولى من نوعها على أرض خاصة بولي العهد بحي عرقة بمحاذاة وادي حنيفة، على مساحة تقدر بحوالي 3.4 كيلو متر مربع، التي خصصها لتنفيذ المشروع.

ويجسد المخطط الرئيسي للمدينة حاضرة رقمية متقدمة محورها الإنسان، كما تم تصميم المدينة لتكون مستدامة وصديقة للمشاة، إضافة إلى تخصيص أكثر من (44%) من المساحة الإجمالية كمساحات خضراء مفتوحة لتسهم في تعزيز التنمية المستدامة.

أقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa