قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية إن الابتسامات التي ظهرت في الصور الملتقطة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة العشرين باليابان؛ لا تعكس بتاتًا أي إشارة إلى حل الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وأنقرة، على خلفية شراء الأخيرة منظومة S-400 الصاروخية الروسية.
وهددت واشنطن بفرض عقوبات كبيرة على أنقرة إذا أصرت على استكمال الصفقة، بيد أن النظام التركي بقيادة أردوغان أعلن التحدي ويواصل إجراءات استلام أولى دفاعات الصفقة في غضون أسابيع قليلة.
واعترف ترامب -في تصريحات أطلقها في اليابان- بأن الأزمة مع تركيا معقدة، وقال إن بلاده تبحث عن حلول لها في الوقت الراهن، منتقدًا الشروط الكبيرة التي وضعتها إدارة سلفه باراك أوباما حينما طالبتها تركيا بشراء منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية؛ ما دفع الأخيرة للتوجه نحو روسيا.
وفي وقت لم يستبعد فيه ترامب فرض عقوبات على تركيا كأحد خيارات الأزمة بقوله: «سوف نلقي نظرة على ذلك»؛ جدد أردوغان تأكيد بلاده سعيها قدمًا إلى إتمام استلام المنظومة الصاروخية الروسية بدءًا من يوليو المقبل، فيما زعم أن الرئيس الأمريكي أكد له خلاله لقائهما في اليابان أن بلاده لن تفرض عقوبات على أنقرة.
غير أن «شبيجل» تقطع بأن أحدًا غير أردوغان لم يؤكد تلك المعلومة، كما حددت الولايات المتحدة مهلة لتركيا -وهي شريك في حلف شمال الأطلسي- حتى نهاية يوليو من أجل الاستغناء عن شراء الصواريخ الروسية.
وفي هذا الإطار، كشفت المجلة الألمانية عن العقوبات الأمريكية المتوقع فرضها على تركيا من جانب الولايات المتحدة، وأبرزها منع الطيارين الأتراك من التدريب على طائرات من طراز F-35، كما يمكن استبعاد أنقرة من الإنتاج المشترك مع واشنطن.
وترى الولايات المتحدة في نظام S-400 الروسي تهديدًا مباشرًا لها. وتقول وزارة الدفاع «البنتاجون» إن بإمكان روسيا الحصول على بيانات حول قدرات طائرة الشبح F-35 الجديدة عبر تلك الصواريخ إذا تم تثبيتها في تركيا.
وأشارت مصادر أمريكية إلى أن الاجتماع بين ترامب وأردوغان، كان صعبًا للغاية، وأن الابتسامات التي غلفته أو ظهرت أمام عدسات التصوير، لم تكن تعكس الأجواء الحقيقية للقائهما.
