بعد رغبة ترامب استعادتها.. ماذا نعرف عن قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان؟
قال مسؤولين أمريكيين إن الرئيس دونالد ترامب، أبدى رغبته على مسؤولي الأمن القومي التابعين له لإيجاد طريقة لاستعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان من طالبان.
وألمح ترامب إلى هذه المناقشات بشكل علني للمرة الأولى، الخميس، أن إدارته تعمل على استعادة السيطرة على القاعدة، التي تقع على بُعد ساعة شمال كابول، وكانت طالبان سيطرت عليها عقب انهيار الحكومة الأفغانية، وانسحاب الجيش الأمريكي عام 2021.
تعد قاعدة باغرام الجوية واحدة من أهم وأكبر القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان، وتقع على بعد حوالي 40 كيلومترًا شمال العاصمة كابول، في ولاية باروان.
أنشأ القاعدة الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات بعد غزوه لأفغانستان، ثم استولت عليها الولايات المتحدة بعد عام 2001، لتستخدمها القوات الأمريكية فيما بعد كمركز قيادة رئيسي لعملياتها العسكرية في أفغانستان، خاصة في إطار "الحرب على الإرهاب".
القاعدة ضمت مدارج للطائرات، ومرافق لوجستية، ومستشفى عسكري، وسجون سرية، كما اشتهرت بوجود مركز احتجاز سري يُعرف باسم "الموقع الأسود"، حيث احتُجز فيه عدد من المعتقلين خارج نطاق القانون. وبحسب تقارير منظمات دولية نالت القاعدة انتقادات واسعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة.
وفي يوليو 2021، انسحبت القوات الأمريكية من قاعدة باغرام بشكل مفاجئ، دون تنسيق واضح مع الحكومة الأفغانية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا وقتها. وشكل الانسحاب من باغرام رمزًا لانتهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بعد نحو 20 عامًا.
أما فيما يخص الوضع الحالة للقاعدة بعد الانسحاب فقد سيطرت حركة طالبان على القاعدة ضمن سيطرتها السريعة على البلاد، كما أنها في الوقت الراهن لا تُستخدم بنفس الدور العسكري السابق، لكن أهميتها الاستراتيجية لا تزال قائمة.
كان الرئيس الأمريكي أشار في وقت سابق إلى أنه لو حدث الانسحاب الأمريكي عام 2021 في عهد إدارته، لكان قد احتفظ بالسيطرة على باغرام، مشيرًا إلى أهميتها الاستراتيجية قرب الحدود بين أفغانستان والصين.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي، يظل مستقبل قاعدة باغرام غامضًا، حيث ترفض طالبان اتهامات ترامب السابقة بأن الصين تسيطر على المطار، مؤكدة أن القاعدة "تحت السيادة الأفغانية".
وبحسب مراقبين نقلت عنهم "سي إن إن"، أن إعادة فتح ملف باغرام يكشف عن عمق التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار الانقسام الداخلي الأمريكي حول إرث الحرب في أفغانستان.
أخيرا، وبالرغم من إعلان ترامب عن مساعٍ لاستعادة القاعدة، لم تكشف أي تفاصيل عن المفاوضات أو الآليات المحتملة لتنفيذ ذلك، ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية إعادة الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، دون الدخول في تعقيدات دبلوماسية وأمنية جديدة.