يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصاره على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، حيث يواصل الغارات الجوية على القطاع، ردا على الهجمات التي شنتها حركة حماس على مناطق إسرائيلية، فيما لا يزال قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن القطاع الذي يشهد محاصرته، منذ سنوات طويلة، في يومه الثاني.
سكان غزة وصفوا الوضع بالمأساوي، حيث أصبحت المعيشة دون أدنى مقومات للحياة، سواء فيما يخص قطع المياه أو الكهرباء أو المنظومة صحية، بسبب شح الوقود، وعدم سماح الاحتلال بدخوله.
وتشير آخر إحصائية بشأن عدد من سقطوا من الفلسطينيين، في القطاع جراء القصف الإسرائيلي إلى أكثر من 1300 شخص، بجانب إصابات تجاوزت نحو الـ6 آلاف، فيما وصل فيه عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجمات حماس إلى 1300 قتيل على الأقل، معظمهم من المدنيين، وأطفال، من الجانبين.
من جانبها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم، من نفاد الوقود في قطاع غزة، والذي تعمل به مولدات المستشفيات في ظل انقطاع كامل للكهرباء عن القطاع.
وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، فابريزيو كاربوني، إن ما نفهمه أنه لا يزال هناك وقود، لكن على الأرجح لبضع ساعات لتعمل به المولدات، بما في ذلك الموجودة بالمستشفيات.
الطبيب بمستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سليمة، قال إن الوضع الحالي «كارثي ولا يمكن استمراره»، مشيرا إلى أنه لا توجد مياه أو كهرباء، وهو ما سيواجه سكان قطاع غزة بمأساة صحية كبيرة.
وأضاف الطبيب أن أعداد الجرحى التي تصل باستمرار إلى المستشفيات لا يمكن استيعابها، قائلا: «لم نواجه هذه الأعداد من قبل.. ثلاجات الموتى لا تستوعب أعداد القتلى».
فيما وصفت سيدة مقيمة بقطاع غزة، الوضع بالمدمر، والأيام تمر كالكابوس، الذي تقشعر له الأبدان، لافتة إلى أن سكان غزة اعتادوا انقطاع الكهرباء، التي كانت تعمل فقط 4 ساعات بشكل يومي تقريبا، لكن كانت هناك مواجهة لذلك عبر المولدات، التي تعمل بالوقود، الذي لم يعد متاحا في الوقت الحالي.
وتابعت السيدة الفلسطينية، قائلة: «نواجه حربا شاملة من التجويع إلى القتل.. عمليات القصف تشعرنا بأننا في يوم القيامة». وفيما يتعلق بتعامل سكان القطاع مع القصف الإسرائيلي، ووصفت السيدة الأجواء بشأن بقولها: «عادة ما تبلغنا إسرائيل قبل قصف برج ما، لتمهلنا نحو ساعتين لإخلائه، لكن هذا يعني إخلاء البرج، وكل الأبراج المحيطة به، كون المباني متلاصقة، في القطاع، نظرا لضيق المساحة والكثافة السكانية العالية، وهذا يعني أن أعدادا كبيرة من المدنيين تضطر لترك منازلها، موضحة أن العائلات والأصدقاء والجيران يتشاركون المكوث في منزل واحد، بالمناطق البعيدة عن موقع القصف، فيما يتجه آخرون إلى مدارس الأونروا، التي تشهد اكتظاظا كبيرا في مساحات صغيرة، مع عدم وجود مراحيض وخدمات تكفي هذا العدد الكبير من الفارين من القصف.
فيما وصفت الشابة أمل محمد، التي تسكن مدينة رفح بالقطاع، الوضع بالقول: «لا يوجد مكان آمن، فمعظم من نزحوا بحثا عن الأمان، تعرضوا للقصف أثناء النزوح أو في بعض مراكز الإيواء، مثل مدارس الأونروا».
كان وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال في وقت سابق اليوم، إن إسرائيل لن تسمح بإعادة الكهرباء والماء إلى قطاع غزة، قبل إعادة الرهائن والمختطفين الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتحتجز حماس، أعدادا كبيرة من المختطفين الذين نقلتهم من إسرائيل إلى القطاع، معظمهم من المدنيين، ونساء وأطفال، بالإضافة إلى عمال أجانب، وأمريكيين وأوروبيين.
أما فيما يخص عملية البيع والشراء في الأسواق، أكدت أنه لا يوجد أسواق ولا بيع، ما جعل ما هو موجود منها مرتفع بشكل كبير، حيث يتعامل الناس بما هو موجود في منازلهم، أو بشراء ما لا يمكن الاستغناء عنه فقط.
من جانبه، أوضح فلسطيني آخر من سكان غزة، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أن المولدات الكهربائية التي يعتمد عليها الكثير من سكان القطاع، وسينتهي الوقود الذي يشغلها اليوم، أو على أقصى تقدير غدا، كما ستنفد المواد الغذائية في غضون أيام، حيث يستخدم بعض السكان في غزة آبارا في منازلهم للحصول على المياه، التي تعمل بالسولار، وبالتالي سيواجهون نقصا أيضًا في غضون أيام قليلة. جاء ذلك وفق ما نشرته الحرة.
من جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، بيانا أكدت فيه أن العمل جار في معبر رفح، رغم تعرض الجانب الفلسطيني منه لقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي المتكرر، داعية المجتمع الدولي إلى تزويد الفلسطينيين في غزة بالمساعدات، بسبب الأوضاع الإنسانية السيئة.