فيضانات السودان تزحف نحو المناطق الأثرية وتشرد نصف مليون مواطن

الحكومة تعلن حالة الطوارئ بعد ارتفاع منسوب نهر النيل..
فيضانات السودان تزحف نحو المناطق الأثرية وتشرد نصف مليون مواطن

تسببت الفيضانات الهائلة التي تتعرض لها دولة السودان، وضربت معظم مناطق البلاد، في مصرع نحو 100 مواطن وتشريد أكثر من نصف مليون آخرين، عدا الأضرار المادية الفادحة في البنى التحتية؛ ما اضطر الحكومة السودانية إلى إعلان حالة الطوارئ.

وفضلًا عن المناطق الحضرية والخسائر المادية والبشرية التي شهدها السودان الناجمة عن الفيضانات إثر الفيضانات وارتفاع منسوب مياه نهر النيل، تهدد المياه كذلك بمحاصرة وغرق مواقع ومناطق أثرية مهمة شمال العاصمة السودانية الخرطوم.

تحذيرات بشأن المناطق الأثرية

أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الإثنين، أنّ منطقة البجراوية الأثرية التي كانت فيما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهدّدة بالفيضان؛ بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.

وقال عالم الآثار الفرنسي، إن مفتشي الآثار السودانية بنوا سدودًا في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال واستخدموا المضخّات لسحب المياه، ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.

وأوضح مارك مايو، أن الوضع يبدو حتى الآن تحت السيطرة، محذرًا من أنه إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية، كما أضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل.

ومنطقة البحراوية الأثرية التي تبعد 200 كيلومتر عن الخرطوم، كانت عاصمة لإمبراطورية بسطت نفوذها على مساحات شاسعة، حيث أهرامات مروى الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة350 قبل الميلاد إلى سنة350  ميلادية، وكانت أراضيها تمتدّ في وادي النيل لمسافة1500  كيلومتر، من جنوب الخرطوم وصولًا إلى الحدود المصرية.

وزار وزير الثقافة والإعلام فيصل صالح، المدينة الملكية في البجراوية؛ لبحث سبل حماية هذا الموقع المدرج منذ 2003 على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

ارتفاع منسوب المياه

ووفقًا لآخر بيان لوزارة المياه والري السودانية، فقد بلغ منسوب النيل 17.62  متر، وهو مستوى لم يسجّل منذ بدأت عمليات تسجيل منسوب النهر قبل أكثر من مائة عام.

ونقلت وكالة أبناء السودان، عن وزیرة العمل والتنمیة الاجتماعیة لینا الشیخ قولھا إن معدلات الفیضانات والأمطار المسجلة ھذا العام تجاوزت الأرقام القیاسیة المسجلة في عامي 1946 و1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.

وقد تسربت مياه الفيضان إلى مقر إقامة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك شمالي مدينة الخرطوم، ولم يتطلب الأمر إجلاء رئيس الوزراء وعائلته.

وقال مسؤولون إن السلطات سجلت أعلى ارتفاع لمياه النيل الأزرق الذي يلتقي النيل الأبيض في العاصمة الخرطوم منذ بدء تسجيل ارتفاع مستوى المياه بفعل الفيضانات.

الجامعة العربية تتدخل

وفي هذا السياق، نقلت فضائية سكاي نيوز عربية، عن مصادر بجامعة الدول العربية قولها إنه سيتم إنشاء غرفة عمليات في الجامعة العربية لمتابعة وتنسيق الغوث العربي المقدم إلى السودان بعد الفيضانات.

كما أوضحت الجماعة العربية أنه سيتم إرسال طائرة باسم جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء المقبل تحمل المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للسودان.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa