في أعقاب الهجوم الذي نفذه فلسطيني أمس وأسفر عن مقتل 8 إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين في مستوطنة النبي يعقوب المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، ردًا على قتل 10 مدنيين فلسطينيين وإصابة العشرات في مجزرة مخيم جنين التي نفذتها قوات الاحتلال، هددت تل أبيب باستمرار التصعيد في غزة.
عملية إطلاق النار وقعت مساء الجمعة بعد أن ترجل منفذها "خيري علقم – من سكان مدينة القدس المحتلة" من سيارة، وأطلق النار من مسدس قرب كنيس يهودي بمستوطنة "النبي يعقوب"، وذلك بعد يوم من مجزرة مخيم جنين التي ارتكبتها قوات الاحتلال الخميس، وارتقى خلالها 10 شهداء مدنيين.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وليام بيرنز، وصل إلى تل أبيب، في زيارة تشمل إسرائيل والضفة الغربية، فيما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، عن استعداد بلاده للقيام بعملية عسكرية في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يلتقي مدير الاستخبارات الأمريكية، بقادة إسرائيليين وفلسطينيين ونظرائه من الجانبين، حسبما ذكر مصدران أمريكيان مطلعان لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
زيارة المسؤول الأمريكي الرفيع تأتي تزامنت مع غارات إسرائيلية فوق قطاع غزة، قال جيش الاحتلال إنها جاءت ردًا على صواريخ انطلقت من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، عقب اقتحام الجيش مدينة جنين بالضفة الغربية، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن بلاده “مستعدة للقيام بعملية عسكرية في قطاع غزة إذا اقتضت الحاجة”.
زيارة مدير الاستخبارات المركزية كانت مخططة مسبقًا لكنها تأتي وسط أخطر تصعيد للتوتر بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة منذ شهور، ورجح احتمالية أن تتأثر الزيارة واجتماعات بيرنز بالأحداث الميدانية.
على الجانب الآخر شهدت عدة مدن فلسطينية احتفالات عقب تنفيذ هجوم القدس، خصوصًا أنه هزّ الصورة التي حاولت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة رسمها، بالتهديد والوعيد للفلسطينيين، بينما صدحت مساجد الضفة والقدس وغزة ابتهاجًا بالعملية التي وصفها الفلسطينيون بالبطولية، وخرجت احتفالات في مناطق مختلفة فرحًا بعملية الهجوم.
خلال زيارته لمكان الحادث، قال وزير الأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير للتلفزيون الإسرائيلي، إن "علينا الرد على هجوم القدس، لأن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو"، كما قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتفقد مكان الحادث، بعدما قالت مصادر إسرائيلية إنه أجرى مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية عقب الهجوم.
قائد شرطة الاحتلال في القدس، اعتبر عملية إطلاق النار "من أصعب الهجمات التي رأيناها خلال السنوات الأخيرة"، وبحسب وسائل إعلام قطع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، زيارته للولايات المتحدة على خلفية الحادث.
وفي وقت لاحق نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جالانت قوله "سنتصرف بصرامة وبدون مساومة ضد منفذي هجوم القدس وسنصل إلى كل المتورطين"، مضيفاً أنه أصدر تعليمات لجيشه بالاستعداد لاحتمال حدوث تطورات ميدانية أخرى لحماية المستوطنات.