أزمة أوكرانيا.. فشل أوروبي في التوافق على مد كييف بدبابات ليوبارد

اجتماع رامشتاين
اجتماع رامشتاين

في تعقيد للأزمة الأوكرانية فشل حلفاء كييف في الاتفاق على منحها دبابات ليوبارد الثقيلة لصد الهجوم الروسي المستمر منذ فبراير 2021، بعد اجتماع عدة دول غربية، الجمعة، في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قال عقب الاجتماع، إن "الألمان لم يتخذوا قرارًا بشأن دبابات ليوبارد"، وذلك بعد أن كانت توقعات كييف عالية قبل الاجتماع الذي شاركت فيه نحو خمسين دولة لتنسيق المساعدات العسكرية.

خلال الاجتماع عرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدات العسكرية الألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين، إذ قال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس على هامش الاجتماع "واضح أن آراء المجتمعين ليست متطابقة بشأن هذا الموضوع.. والانطباع السائد بأن ألمانيا وحدها ترفض تسليم دبابات ليوبارد لأوكرانيا هو انطباع خاطئ"، في إشارة إلى تصريحات نظيره الأمريكي.

في الوقت نفسه حاول وزير الدفاع الأمريكي تخفيف الضغط على ألمانيا، ووصفها بأنها "حليف موثوق"، وأنه يمكن القيام بالمزيد لمساعدة أوكرانيا، وهو الموقف المتطابق مع الجانب الهولندي الذي أكد أيضًا عزمه الاستمرار في مساعدة أوكرانيا على الوقوف في وجه الروس.

خلال الاجتماع حث فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، حلفاء بلاده على تسريع تسليم بلاده الأسلحة الثقيلة، وقال عبر الفيديو "في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر"، وهو التصريح الذي رد عليه الكرملين بأن "تسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة لن يغير أي شيء على الأرض".

الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف الدول الغربية كذلك "بالتشبث بوهم مأساوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة"، ليرد زيلينسكي مساء اليوم نفسه بأن "لا خيار آخر سوى إرسال الدول الغربية دبابات ثقيلة إلى بلاده".

وزير الدفاع البولندي أعرب عن اقتناعه بأن الحلفاء سينجحون في تشكيل تحالف لمنح أوكرانيا دبابات ليوبارد الثقيلة، وقال "لدينا فرصة سانحة بين اللحظة الراهنة والربيع.. أي عندما يبدأون عملياتهم، هجومهم المضاد".

قبل هذا الاجتماع تعهدت واشنطن ولندن واستوكهولم وكوبنهاجن إرسال شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا، فمن المقرر أن تفرج أمريكا عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل 59 عربة مصفحة من طراز برادلي، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز جرى التعهد بها في 6 يناير الجاري، بالإضافة إلى 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر، وفق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".

بريطانيا تعهدت أيضاً بإرسال 600 صاروخ بريمستون إضافي إلى أوكرانيا، والدنمارك ستوفر 19 مدفع قيصر فرنسي الصنع، ووعدت السويد بمد أوكرانيا بمدافع آرتشر، في حين تعهدت فنلندا بمساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون يورو، وهي أكبر مساهمة لها حتى الآن، وتشمل أسلحة مدفعية وذخيرة.

عدم توافق الحلفاء على مد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة يجعل أوكرانيا في موقف دفاعي أضعف على الأرض، أمام خصم روسي يستخدم ترسانته التسليحية لضرب العمق الأوكراني منذ بداية الأزمة، لكن دبابات ليوبارد الثقيلة ذات التصميم الغربي تعطي أفضليّة حاسمة لأوكرانيا خلال المعارك الدائرة في شرق أوكرانيا بحسب خبراء، حيث عاودت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات شديدة هذا الشتاء، لكن يبدو أن الحلفاء الغربيين يخشون احتمال أن تستعمل أوكرانيا أسلحتهم لضرب العمق الروسي والقواعد الجوية والبحرية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، حيث وجه الكرملين تحذيرا واضحا مفاده بأن تسليم أسلحة بعيدة المدى "سيعني أن النزاع سيبلغ مستوى جديدا، وأن ذلك لن يكون في مصلحة الأمن الأوروبي"، وفقًا لـ"فرانس 24".

في السياق ذاته من المقرر عقد قمة فرنسية ألمانية غدا الأحد، لمناقشة سبل مساعدة أوكرانيا عسكريًا، بعد تأجيل هذه القمة منذ الخريف الماضي، وسط تقارير عن فتور في العلاقات بين البلدين، حيث يعقد الاجتماع الوزاري في الذكرى 60 للمعاهدة التي حققت التصالح بين الجارتين المتعاديتين سابقا، بحسب "د ب أ".

خلال القمة سيجتمع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعضاء البرلمانين في باريس، لمناقشة موضوعات الاقتصاد والطاقة والدفاع والسياسة الأوروبية، ما يعيد آمال أوكرانيا في زيادة التسليح خلال الفترة المقبلة في مواجهة عدوها الروسي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa