5 سيناريوهات محتملة لانتهاء الحرب في أوكرانيا

قوات روسية في أوكرانيا
قوات روسية في أوكرانيا

حالات مد وجزر تمر بها الحروب، والتي لم تكن الأزمة الأوكرانية استثناء، بل إنها هي الأخرى شهدت خلال الـ100 يوم الماضية، تبادلًا للانتصارات والانكسارات سواء من الجانب الروسي أو الأوكراني.

تلك الانتصارات التي حققها الجانب الأوكراني كانت في البداية أضغاث أحلام؛ ففي بداية الأزمة سادت مخاوف من أن تحقق روسيا انتصاراً سريعاً، لكن المقاومة الأوكرانية والانسحاب الروسي بدد تلك المخاوف، فحولت روسيا تركيز هجومها إلى الشرق.

وبتجاوز الحرب يومها المائة، تساءل مراقبون إلى أين تتجه هذه الحرب مستقبلًا، وما هي سيناريوهاتها المتوقعة؟ «بي بي سي»، أجابت عن تلك الأسئلة، طارحة بعض السيناريوهات التي استندت من خلالها على دلائل.

حرب الاستنزاف

قد تستمر الأزمة الأوكرانية لشهور إن لم يكن سنوات، تخوض خلالها القوات الروسية والأوكرانية حرب استنزاف مديدة، تتبادل خلالها القوتان المتحاربتان الزخم صعوداً وهبوطاً ويحقق كلا الجانبين مكاسب أحيانًا ويمنيان بخسائر أحيانا أخرى.

فلا يرغب أي طرف بالاستسلام؛ فالرئيس الروسي غلاديمير بوتين يرى أنه يمكن أن يكسب الحرب من خلال إظهار الصبر الاستراتيجي والمراهنة على أن الدول الغربية ستشعر بـ«إرهاق أوكرانيا» وستركز أكثر على أزماتها الاقتصادية والتهديد الصيني.

إلا أن الغرب يستمر في تصميمه ويواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مما ينشئ خطوط معركة شبه ثابتة، تحول الحرب إلى صراع دائم بوتيرة منخفضة وتصبح «حربًا إلى الأبد».

بوتين يعلن عن وقف النار

ماذا لو فاجأ الرئيس بوتين العالم بوقف لإطلاق النار من طرف واحد؟ يمكنه أن يكتفي بما حققه من مكاسب على الأرض ويعلن "النصر".

ويمكن أن يدعي أن "عمليته العسكرية" قد اكتملت: فالانفصاليون المدعومون من روسيا في دونباس باتوا يتمتعون بالحماية، وأقام ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، ويمكنه بعد ذلك السعي لكسب موقف أخلاقي والضغط على أوكرانيا لوقف القتال.

"هذه حيلة يمكن أن تستخدمها روسيا في أي وقت، إذا أرادت الاستفادة من الضغط الأوروبي على أوكرانيا للتنازل والتخلي عن بعض أراضيها مقابل سلام افتراضي" كما يقول كير جايلز، الخبير الروسي في مركز أبحاث تشاتام هاوس.

راجت مثل هذه الحجج بالفعل في باريس وبرلين وروما ومفادها: لا حاجة لإطالة أمد الحرب، حان الوقت لوضع حد للآلام الاقتصادية العالمية، دعونا نضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، ستعارض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجزء كبير من دول أوروبا الشرقية هذا التوجه حيث يرى ساسة هذه الدول أن "الغزو" الروسي يجب أن يفشل من أجل أوكرانيا والنظام الدولي، لذا فإن أي وقف أحادي لإطلاق النار من جانب روسيا قد يغير تبريرات الحرب، ولكنه لن ينهي القتال.

جمود خطوط القتال

ماذا لو خلصت كل من أوكرانيا وروسيا إلى أنهما لا تستطيعان تحقيق المزيد من الناحية العسكرية ودخلا في محادثات من أجل الوصول إلى تسوية سياسية؟

استنفد جيشا البلدين قدراتهما وباتا يعانيان من نقص في القوة البشرية والذخيرة. الخسائر البشرية والمادية لم تعد تبرر خوض المزيد من القتال. الخسائر العسكرية والاقتصادية لروسيا غير قابلة للتعويض والشعب الأوكراني سئم الحرب وبات غير مستعد للمخاطرة بمزيد من الأرواح من أجل نصر بعيد المنال وصعب التحقيق.

ماذا لو قررت القيادة في كييف وبعد أن باتت غير واثقة من استمرار الدعم الغربي أن الوقت قد حان للتحدث مع الروس؟ واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن صراحة بأن هدف أمريكا هو أن تكون أوكرانيا "في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات".

لكن قد لا يكون هناك جمود في ساحة المعركة لعدة أشهر وأي تسوية سياسية ستكون صعبة لأسباب ليس أقلها عدم ثقة أوكرانيا بروسيا. وقد لا يصمد أي اتفاق سلام ويمكن أن يعقبه المزيد من القتال.

انتصار لأوكرانيا

هل يمكن لأوكرانيا أن تخالف كل التوقعات وتحقق شيئاً أقرب إلى النصر؟ هل تستطيع أوكرانيا إجبار القوات الروسية على الانسحاب إلى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل الغزو؟

وقال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي للتلفزيون الهولندي هذا الأسبوع " إن أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد في هذه الحرب".

ماذا لو فشلت روسيا في الاستيلاء على كل دونباس وتكبدت المزيد من الخسائر؟ العقوبات الغربية توجه ضربة لآلة الحرب الروسية، فيما تشن أوكرانيا هجمات مضادة باستخدام راجمات الصواريخ الجديدة التي حصلت عليها وتستولي على الأراضي الواقعة في خطوط تمركز القوات الروسية وتمر عبرها خطوط إمدادها. وتنجح أوكرانيا في تحويل جيشها من قوة دفاعية إلى قوة هجومية.

هذا السيناريو محتمل لدرجة تكفي لجعل صانعي السياسة يشعرون بالقلق بالفعل بشأن عواقبه. إذا كان بوتين يواجه الهزيمة، فهل يمكنه التصعيد باستخدام أسلحة كيميائية أو نووية؟

وقال المؤرخ نيال فيرجسون في ندوة في كينجز كوليدج بلندن مؤخراً: "يبدو من غير المرجح أن يقبل بوتين بهزيمة عسكرية تقليدية إذا كان لديه خيار نووي".

انتصار لروسيا

وماذا لو حققت روسيا "انتصاراً" محتملاً؟ يؤكد المسؤولون الغربيون أن روسيا على الرغم من النكسات المبكرة التي منيت بها، لا تزال تخطط للاستيلاء على العاصمة كييف وفرض سطوتها على الكثير من أراضي أوكرانيا. وقال أحد المسؤولين: " تحقيق هذه الأهداف القصوى لا يزال مطروحاً".

يمكن لروسيا الاستفادة من مكاسبها في دونباس وتحرير القوات لاستخدامها في أماكن أخرى وربما حتى استهداف كييف مرة أخرى. لا يمكن تجاهل العدد الكبير من قتلى القوات الروسية والقوات الأوكرانية تمنى بخسائر مستمرة في ساحة القتال.

واعترف الرئيس زيلينسكي بالفعل بمقتل ما يصل إلى 100 جندي أوكراني وإصابة 500 آخرين كل يوم في المعارك.

وقد ينقسم الشعب الأوكراني إلى معسكرين، واحد يرغب في استمرار القتال والآخر يبحث عن مخرج للتوصل إلى السلام. قد تبلغ بعض الدول الغربية مرحلة الشعور بالتعب من دعم أوكرانيا. لكن بالمقابل إذا شعرت أن روسيا في طريقها لتحقيق الانتصار فقد يرغب بعضها في التصعيد العسكري ضد روسيا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa