أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا عبر وسطاء في فيينا على إنشاء مجموعتي عمل، لتقريب البلدين من جديد من الالتزام بالاتفاق النووي الموقع بعام 2015.
وذكرت الصحيفة، مساء الثلاثاء، أنه خلال اجتماع لأعضاء الاتفاق في فيينا، اتفقت جميع الأطراف على تشكيل مجموعتي عمل، تكون الأولى معنية بالتركيز على كيفية إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، من خلال رفع بعض العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة، أو التي أعاد الرئيس السابق، دونالد ترامب، فرضها بعد انسحابه من الاتفاق بعام 2018.
أما المجموعة الثانية ستكون مهمتها التركيز على كيفية إعادة إيران إلى الالتزام بحدود وشروط الاتفاق، من حيث تخصيب اليورانيوم ومخزونات اليورانيوم المخصب. كما ستقوم المجموعتين بوضع خارطة طريق لعودة متزامنة للبلدين للالتزام.
وأكد ميخائيل أوليانوف، الممثل الروسي والسفير لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن المجموعتين بدأتا العمل بالفعل، معتبرًا اجتماعات، أمس الثلاثاء، للمفوضية المشتركة للاتفاق النووي «نجاح مبدئي»، حسب الصحيفة.
لكنه في الوقت نفسه حذر، في تغريده على حسابه بـ«تويتر»، من أن إعادة إحياء الاتفاق «لن يحدث على الفور، وسيستغرق بعض الوقت، كم من الوقت؟ لا أحد يدري. الأمر الأكثر أهمية بشأن اجتماع اليوم للمفوضية المشتركة هو أن التحرك العملي صوب هذا الهدف قد بدأ».
ورغم وجود اتفاق، قالت الصحيفة الأمريكية إن التنفيذ سيستغرق وقت أطول بالنظر إلى التعقيدات التقنية وغياب الثقة بين الطرفين، حيث سترغب إيران في رؤية منافع اقتصادية جدية على الأرض وليست مجرد وعود، كما تريد واشنطن تأكيدات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التزام طهران، وهناك كثير من الشركات الدولية الراغبة في إبرام صفقات داخل إيران لكنها تريد أولًا التأكد من أن الإدارة الجديدة لن تعيد فرض عقوبات مثلما حدث مع إدارة ترامب.
والتقى الوفد الإيراني، بقيادة نائب وزير الخارجية، عباس عراقجي، في فيينا وفود الدول الموقعة على الاتفاق، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، برئاسة الاتحاد الأوروبي، فيما عمل الفريق الأمريكي، بقيادة المبعوث الخاص روبرت مالي، من فندق منفصل، ورفضت طهران عقد لقاء مباشر مع الولايات المتحدة، لهذا تولى الأوروبيون مهمة الوساطة بين الطرفين.
وقال ممثل الوفد الإيراني عراقجي، في بيان عقب المباحثات، إن «رفع العقوبات الأمريكية سيكون الخطوة الأولى والأكثر أهمية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، إيران مستعدة بالكامل وقف نشاطها النووي الانتقامي والعودة إلى الالتزام الكامل فور رفع العقوبات الأمريكية».
ومن جهته، اعتبر الممثل عن الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، اجتماعات الثلاثاء «بناءة»، وقال: «هناك وحدة واتفاق على عملية دبلوماسية مشتركة مع مجموعتين عمل على رفع العقوبات وتنفيذ الاتفاق. سأقوم بتكثيف الاتصالات المنفصلة هنا في فيينا مع كافة الأطراف المعنية بما فيها الولايات المتحدة».
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد خلال حملته الانتخابية بإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي، ما يعني رفع أكثر من 1600 عقوبة تم فرضها بحق طهران بعيد انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق، ومحاولته إجبار إيران على التفاوض بشأن اتفاق جديد من خلال الضغط الاقتصادي.
ونتيجة لذلك، بدأت طهران، بالعام 2019، في زيادة تخصيب اليورانيوم، في انتهاك صارخ للاتفاق النووي، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن أشهر قليلة تفصل إيران عن امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي.
اقرأ أيضًا: