لاقى قرار مجلس الأمن الدولي، وقف إطلاق النار في غزة، ترحيبا عربيا ودوليا كان في القلب منه موقف المملكة بالترحيب بالقرار، من خلال بيان سرعان ما صدر بمجرد خروج قرار المجلس للنور.
ووافق مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و«الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة»، وكان هناك 14 صوتا مؤيدا مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
ورحبت كل من حماس والسلطة الفلسطينية بالقرار، في حين انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، مجلس الأمن لتمريره إجراء يدعو إلى وقف إطلاق النار «دون اشتراطه بإطلاق سراح الرهائن».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «فشل الولايات المتحدة في استخدام حق النقض ضد القرار هو تراجع واضح عن موقفها السابق، وسيضر بجهود الحرب الإسرائيلية ومحاولة إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة لا تزال تحتجزهم حماس».
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وكتب «غوتيريش»، عبر حسابه على موقع «إكس»: «لقد وافق مجلس الأمن للتو على القرار الذي طال انتظاره بشأن غزة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين». وأضاف: «يجب تنفيذ هذا القرار، سيكون الفشل لا يغتفر»
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد صرح بأن بلاده لن تلتزم بالقرار، وقال: إسرائيل لن توقف إطلاق النار. سندمر حماس، وسنواصل القتال حتى يعود آخر الرهائن إلى الوطن.
توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل
وانكشف التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، اليوم الإثنين، عندما وقفت واشنطن جانبا وسمحت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن «القرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إلغاء رحلة كان من المقرر أن يقوم بها اثنان من كبار مستشاريه إلى الولايات المتحدة».
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مماثلة تدعو إلى وقف إطلاق النار. وتطور موقفها الأسبوع الماضي عندما طرحت يوم الجمعة قرارا لوقف إطلاق النار مرتبطا بالإفراج عن الرهائن. وسقط هذا القرار عندما اعترضت عليه روسيا والصين . وسمح امتناع الولايات المتحدة عن التصويت يوم الاثنين بتمرير القرار الأخير، عندما صوت الأعضاء الـ14 الآخرون في المجلس المؤلف من 15 عضوا بنعم.
ترحيب عالمي وعربي بالقرار
ورحب العديد من زعماء العالم بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، القرار، بأنه «تأخر كثيرا». وكتب «أبو الغيط» عبر حسابه على موقع «إكس»: «أرحب بتبني مجلس الأمن أخيرا لقرار بوقف إطلاق النار في غزة». وأضاف: «تأخر كثيرا اعتماد هذا القرار، المطلوب الآن أن يتم تنفيذه على الأرض».
وأعلنت المملكة العربية السعودية ترحيبها بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك بما يؤدي إلى وقفٍ دائم ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن.
وجددت المملكة مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليه تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة إنهاء المعاناة وتوفير الأمل للشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على حقوقه في العيش بأمان وتقرير المصير عبر مسار موثق لا رجعة فيه لإقامة دولته الفلسطينية بحدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما رحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون، بصدور قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار فورًا في غزة خلال شهر رمضان المبارك، بما يؤدي إلى وقفٍ دائم ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وامتثال الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، وتوسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم.
كما رحبت منظمة التعاون الإسلامي بتبني مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان. معتبرة أن ذلك خطوة مهمة نحو تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف جريمة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ حوالي ستة شهور.
ورحب البرلمان العربي، بتبني مجلس الأمن ولأول مرة منذ عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي لقرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، مؤكدا أنه رغم تأخره وإطاره الزمني المحدود إلا أنه خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف العدوان بشكل كامل ومستدام.
كما رحبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، باعتماد مجلس الأمن قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، وعقب تكرار عجز مجلس الأمن عن التوصل لقرار يطالب بوقف دائم لإطلاق النار.
رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بتبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم، قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك.
كما رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أدهانوم تيدروس غيبرييسوس، باعتماد قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين». وحث غيبرييسوس على تطبيق قرار مجلس الأمن فورا.