لم يكن حادث تحطم طائرة الركاب الإندونيسية «س ج واي 182» من طراز (بوينج 737-500) مجرد حادث عابر، بل ينضم إلى سلسلة حوادث عالمية لهذا الطراز من الطائرات.
فعلى الرغم من أن طائرات بوينج من طراز 737 تعتبر الأكثر إصدارًا في تاريخ صنع الطائرات بالعالم، ويصل استخدامها حول العالم إلى نحو 1200 طائرة محلقة في الجو دائمًا؛ فإن نصيبها من مجموع الكوارث الجوية تاريخيًّا تجاوز 182 حادثًا، ووصل عدد ضحاياها إلى أكثر من 4000 شخص.
تاريخ حافل
ففي مارس 2019، تحطمت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من طراز بوينج 737 عقب إقلاعها نحو نيروبي، وكان على متنها 149 راكبًا وطاقم من 8 أفراد.
وفي أكتوبر 2018، تحطمت طائرة بوينج من طراز 737 ماكس، تابعة لشركة شركة ليون إير، في بحر جافا بعد وقت قصير من إقلاعها من جاكرتا بإندونيسيا، وقُتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 189 شخصًا.
وفي مايو 2018 أيضًا، تحطمت طائرة ركاب من طراز بوينج 737 بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا العاصمة الكوبية؛ ما أسفر عن مقتل 112 شخصًا، ونجاة راكب واحد.
وفي مارس 2016 ، تحطمت طائرة «فلاي دبي» من طراز بوينج 737-800 في روستوف أون دون، بروسيا؛ ما أسفر عن مقتل 62 شخصًا كانوا على متنها.
وذلك بالإضافة إلى عشرات الحوادث التي وقعت لهذا الطراز، التي كان آخرها حادث ركاب الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة الخطوط الجوية «سريويجايا».
فهل يعتبر تعدد حوادث الطائرات من طراز بوينج 737 خلال السنوات الخمس الأخيرة من العقد الماضي وبداية العقد الجاري؛ مجرد مصادفة؟ أم حوادث طائرات عادية؟ أم نتيجة عيوب فنية في هذا الطراز؟
مشاكل فنية
قال محققون عقب تحطم طائرة بوينج 737 ماكس التابعة لشركة ليون إير، في بحر جافا بعد وقت قصير من إقلاعها من جاكرتا، إن الطائرة كانت تعاني من مشاكل فنية في رحلاتها السابقة وكان ينبغي إيقافها عن العمل.
وفي أوائل 2020، اكتشفت شركة بوينج، خلال مراجعة فنية تتعلق بطائراتها من طراز ماكس، مشكلة في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالطائرة، في أحدث إضافة على قائمة المشاكل التي تواجهها الشركة منذ تعليق طائراتها عن العمل في 2019.
وذكرت CNN في وقتها أن مصدرًا مطلعًا على الموضوع، أكد أن المشكلة لا تتعلق بمراجعات البرامج التي قامت بها بوينج لمعالجة سبب حادثين قاتلين أسفرا عن مقتل 346 شخصًا، ولن تحدث أثناء الطيران، ولكن تظهر المشكلة عند تشغيل أجهزة الكمبيوتر في طائرات ماكس، وتشتمل على ما تسمى وظيفة رصد تشغيل البرنامج، التي تتحقق من الحالات الشاذة عند تشغيل أجهزة الكمبيوتر، أي ما يشبه الخطوات التي يتخذها أي جهاز كمبيوتر عند تشغيله لأول مرة.
وأوضح المصدر أن عملية تشغيل أجهزة الكمبيوتر تجري عندما تكون الطائرة لا تزال على الأرض، وليس أثناء الطيران، مضيفًا أن الاختبار كان يهدف إلى إيجاد أي مشكلات مثل هذه لتحلها شركة بوينج.
حظر بوينج 737 ماكس
وتم حظر رحلات بوينج 737 ماكس، بعد تحطم طائرتين في أكتوبر 2018 ومارس 2019. وزادت ديون الشركة بمقدار 5.5 مليار سنويًّا، بعد إلغاء الطلبات على الطائرة، وتقلصها بمقدار 183 طائرة.
وأخرجت هيئات طيران في جميع أنحاء العالم أساطيل بوينج 737 ماكس من الخدمة، بينما أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من طراز كان من المفترض أن يصبح العمود الفقري لمستقبل الصناعة.
لكن في نوفمبر 2020، ألغت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أمر الحظر الطارئ على طائرات بوينج 737؛ ما مهد لعودتها إلى الخدمة بعد توقفها منذ مارس 2019، بعد توقف دام 20 شهرًا، شريطة تزويدها ببرامج توجيه جديدة.
لكن مع أول حادث لطائرات بوينج 737، الذي وقع في إندونيسيا اليوم 9 يناير 2021، تحوم الشكوك مجددًا حول مستقبل هذا الطراز من طائرات البوينج.
بوينج 737- 500
طائرة «بوينج 737- 500» من إنتاج شركة «بوينج» الأمريكية، وهي مصممة لرحلات الطيران قصيرة ومتوسطة المدى. ويعد هذا الطراز الأصغر ضمن طائرات «بوينج – كلاسيك» التي تشمل طائرات (737-300، 737-400، 500-737).
وتم تصنيع 389 طائرة من طراز «بوينج 737- 500» خلال المدة 1990-1999. ومن ثم بدأ إنتاج الطائرات الأحدث من طراز 737- 600.
وبدأت اختبارات الطيران للنموذج الأول من طائرات «بوينج 737- 500» في 30 يوليو 1989، واستمرت لغاية منتصف شهر فبراير عام 1990، وتلقت شركة طيران «سوث ويست إيرلاين» أول طائرة من هذا الطراز. وصممت الطائرة لنقل 134 راكبًا.
ويبلغ طول الطائرة 31 مترًا، وطول الجناح 28.9 متر. أما سرعتها فتصل إلى 930 كم/ساعة، فيما يبلغ الحد الأقصى للوزن التي تحمله 60.5 طن.
اقرأ أيضًا: