عرفه العالم بأنه القائد الثاني لتنظيم «القاعدة» بعد أسامة بن لادن، لكن في الحقيقة، كانت عقلية أيمن الظاهري هي من يقف وراء أخطر الهجمات الإرهابية التي عرفها التاريخ.
وقُتل الظواهري، 71 عامًا، في ضربة جوية نفذتها ومالة المخابرات المركزية الأمريكية، استهدفت محل إقامته في العاصمة الأفغانية كابول، نهاية الأسبوع الماضي.
وقبيل انضمامه إلى «القاعدة»، حسب تقرير نشرته جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية، قاد الظواهري مجموعته الإرهابية، ونفذ عددًا من الهجمات المروعة، وحينما اندمج مع «القاعدة»، في التسعينات من القرن الماضي، جلب معه خططه الخاصة وكذلك رؤيته لتوسيع نطاق الهجمات ضد الغرب، بحسب صحيفة «إندبندنت».
وكان الظواهري هو صاحب مصطلح «هزيمة العدو البعيد»، والمقصود به الولايات المتحدة، كمقدمة للعدوان على «العدو القريب»، والمقصود به الأنظمة العربية الموالية للغرب، التي «وقفت أمام حلم التنظيم في توحيد المسلمين تحت راية الخلافة.
ورغم أنه لم يحظ بـ«الكاريزما» نفسها التي كانت يتمتع بها أسامة بن لادن، لكنه أصبح القوة المحركة خلف طموحات «القاعدة»، بما في ذلك مساعي التنظيم غير الناجحة في الحصول على أسلحة نووية وكيميائية.
تأثر الظواهري في بداية حياته بشكل كبير بسيد قطب، أحد مؤسس الحركة الإسلامية المتشددة في القرن العشرين.
وكان إعدام قطب من قبل الحكومة المصرية بالعام 1966 هو ما ألهم الظواهري، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 15 عامًا، لتنظيم مجموعة الشباب في خلية للإطاحة بالحكومة المصرية، وإقامة خلافة إسلامية، وهي ما بات يعرف باسم «جماعة الجهاد».
وبعد تخرجه من كلية الطب البشري بجامعة القاهرة، حصل الظواهري على مساعدة من جماعة الإخوان المسلمين، حيث عمل فور تخرجه في عيادة بالعاصمة المصرية القاهرة، أنشأتها الجماعة.
وخلال تلك الفترة، أجرى الظواهري عديدًا من الرحلات إلى مخيمات اللاجئين على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث عمل على علاج المجاهدين الذين يقاتلون الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
وفي خلال هذا الوقت، عمل الظواهري على إنشاء جماعته الجهادية الخاصة. ونفذ سلسلة من الهجمات الإرهابية هلال الثمانينيات من القرن الماضي، لاغتيال قادة مصريين، ولعب دورًا في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وبعد اغتيال السادات، رحل الظواهري إلى جنوب آسيا حيث التقى بن لادن، الذي اعتمد على الطبيب المصري.
أجرى الظواهري بزيارة واحدة على الأقل للولايات المتحدة في التسعينيات، وهي جولة قصيرة في مساجد كاليفورنيا تحت اسم مستعار لجمع الأموال للجمعيات الخيرية الإسلامية التي تقدم الدعم للاجئين الأفغان.
في الوقت نفسه، واصل الضغط على أتباعه المصريين نحو هجمات أكبر وأكثر إثارة في الداخل، معتقدًا أن مثل هذه التكتيكات الوحشية ستجذب انتباه وسائل الإعلام، وتطغى على الأصوات الأكثر اعتدالًا التي تدعو إلى التفاوض والتسوية.
وخلال تواجده في أفغانستان، كان الظواهري العقل المدبر وراء سلسلة من الهجمات المروعة، مثل الهجوم على متحف بالأقصر بالعام 1997، الذي راح ضحيته 62 شخصا على الأقل، بما فيهم سياح أجانب.
أضف إلى ذلك، هجمات تنظيم «القاعدة» على السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا بالعام 1998، إضافة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة.